إسرائيل ترتكب مزيداً من جرائم الإبادة والتجويع بحق الفلسطينيين
القاهرة تبلغ واشنطن عن "الحل العملي الوحيد" بشأن غزة

واصلت إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة والتجويع بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وقصف مناطق متعددة داخل القطاع، مستهدفةً أيضًا نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، ما أسفر خلال الساعات الماضية عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، فيما أبلغت القاهرة واشنطن بأن “الحل العملي الوحيد القائم” هو قبول مقترح وقف إطلاق النار الأخير.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 71 شخصاً استشهدوا وأُصيب 339 آخرون بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة إن 24 فلسطينيا بينهم 12 من منتظري المساعدات استُشهدوا وأصيب آخرون بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 4 أشخاص بالتجويع وانعدام الغذاء، بينهم طفلان خلال الساعات الـ24 الماضية، وبذلك ارتفع عدد شهداء التجويع وسوء التغذية إلى 317 بينهم 121 طفلا.
وفي وقت سابق، حذّر المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش من أن القطاع سيشهد خلال الأيام المقبلة وفيات جماعية، سترتفع وتيرتها وتتجاوز المعدلات القصوى نتيجة التجويع.
لا مكان آمن في غزة
بدورها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” من عدم وجود مكان آمن في غزة، مشيرة إلى أن العاملين الصحيين والصحفيين وعمال الإغاثة قُتلوا بأعداد لم يشهدها أي نزاع آخر في التاريخ الحديث، وقدرت وجود نصف مليون شخص في مدينة غزة يعيشون في مجاعة حقيقية.
حالات “اختفاء قسري”
وقد أفاد بيان الخميس لخبراء تابعين للأمم المتحدة ينشطون في مجال حقوق الإنسان أنهم قلقون إزاء تقارير عن حالات “اختفاء قسري” ضحيتها فلسطينيون جوعى كانوا يحاولون الحصول على الطعام في مواقع توزيع تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية”.
وأفاد الخبراء المستقلون السبعة أنهم تلقوا تقارير تفيد بأن عددا من الأفراد، بينهم طفل، كانوا ضحية “الاختفاء القسري” بعد توجههم إلى مواقع لتوزيع المساعدات في رفح، وطالبوا إسرائيل بوضع حد لهذه “الجريمة البشعة”.
مصر على تواصل دائم مع واشنطن لوقف النار عن غزة
سياسيا، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن القاهرة على تواصل دائم مع الجانب الأمريكي بشأن جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة، موضحًا أنه أبلغ الأمريكيين بأن “الحل العملي الوحيد القائم” هو قبول مقترح وقف إطلاق النار الأخير، الذي قبلت به حركة “حماس” الفلسطينية.
وقال عبد العاطي ردا على سؤال “سبوتنيك”، حول التواصل مع الإدارة الأمريكية وردها على “التعنت” الإسرائيلي بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة: “هناك تواصل مع الجانب الأمريكي، لدي تواصل مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ونتعاون معهم ونقول لهم إن الحل العملي الوحيد القائم هو القبول بهذه الصفقة المبنية على اقتراح المبعوث ويتكوف”.
أفضل الخيارات المطروحة
وتابع: “إن ذلك بطبيعة الحال هو أفضل الخيارات المطروحة حاليًا وبما يؤسس ويؤدي إلى الوقف الكامل للحرب والعدوان والتوصل إلى الصفقة الشاملة التي نرغب بها جميعًا”.
وأضاف: “كلنا نبغي صفقة شاملة حتى لا يتكرر العدوان مرة أخرى، لكن علينا أن نكون واقعيين وعمليين من خلال طرح أمور قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وهو ما يتجسد ويتحدد في مقترح ويتكوف الذي قبلت به حركة حماس”.
وفي وقت سابق من اليوم، شدد وزيرا خارجية مصر وقطر، على أن “جهود البلدين لن تتوقف حتى يتم الوصول لوقف فوري للنار في قطاع غزة، رغم رفض إسرائيل لمقترح الوسطاء”.
وأكد عبد العاطي رفض الدولتين للمحاولات الإسرائيلية بشأن تهجير الفلسطينيين، معتبرين ذلك “خطا أحمر” غير مقبول، وشدد الوزيران على “منع استخدام سلاح التجويع ومواصلة الضغوط لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون شروط”، مشيرين إلى أن “استخدام المساعدات كسلاح للتجويع وللعقاب الجماعي يعد سابقة خطيرة”.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي جرائم إبادة في قطاع غزة، راح ضحيتها نحو 62 ألفاً و744 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال، و158 ألفاً و259 حالة إصابة، إضافة لآلاف المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم بعد.