إسرائيل تواصل قتل المجوّعين والنازحين وقواتها تضيّق الخناق على غزة
الإرهابي سموتريتش يتعهد بمنع دخول الطعام والمياه والوقود للفلسطينيين

تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة والتجويع بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وتقتل النازحين في الخيام والمجوّعين الباحثين عن المساعدات الإنسانية، وتقوم قواتها بتضييق الخناق على مدينة غزة وأطرافها الشمالية ضمن خطة أقرّها “الكابينت” تحت عنوان “حسم الحرب”.
وقد ذكرت مصادر في مستشفيات قطاع غزة، أن 51 فلسطينيا استشهدوا في القطاع، منهم 24 من طالبي المساعدات، بقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لعدة مناطق بالقطاع منذ فجر الأحد.
وقالت وزارة الصحة في القطاع، إن عدد شهداء التجويع الممنهج للاحتلال ارتفع إلى 289 شهيدا.
ونقلت القناة 14 الإسرائيلية عن وزير المالية الإسرائيلي الإرهابي بتسلئيل سموتريتش تعهده بمنع دخول الطعام والمياه والوقود لقطاع غزة.
غارات مكثفة على الأطراف الشرقية والشمالية لمدينة غزة
وشنّت الطائرات والدبابات الإسرائيلية، من ليل السبت حتى فجر الإثنين، غارات مكثفة على الأطراف الشرقية والشمالية لمدينة غزة، ما أدى إلى تدمير منازل ومبانٍ سكنية.
وأكد شهود عيان للوكالة أن الدبابات الإسرائيلية أطلقت قذائف على منازل وطرق في حي الصبرة وخانيونس وحي التفاح، كما تم تفجير مبانٍ في بلدة جباليا الشمالية، ما دفع عائلات إلى الفرار، بينما اختار آخرون البقاء، قائلين إنهم “يفضلون الموت في بيوتهم على التشرد”.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته واصلت عملياتها في منطقة جباليا خلال الأيام الماضية، بهدف “تفكيك شبكة أنفاق تابعة لمقاتلي حماس وفرض سيطرة كاملة على المنطقة”.
وزعم أن العملية “أدت إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية ومنع عناصر حماس من إعادة تأسيس بنية عسكرية في تلك الأماكن”.
وفي تصريحات أدلى بها اليوم، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائل كاتس عزم إسرائيل على مواصلة الهجوم، مطالباً حماس بالاستجابة لشروط وقف الحرب، من ضمنها إطلاق سراح جميع الرهائن. وحذر من أن “مدينة غزة ستُدمر بالكامل إذا لم تُنهَ الحرب وفق الشروط الإسرائيلية”.
من جانبها، ردّت حماس في بيان رسمي، قائلةً إن “خطة إسرائيل لاحتلال غزة تُثبت عدم جديتها في الوصول إلى تسوية”، واعتبرت أن “وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة الرهائن”، محملةً رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو “المسؤولية الكاملة عن مصيرهم”.
ودعت الحركة إلى استمرار الضغوط الرسمية والشعبية لوقف الإبادة والتجويع ضد شعبنا الفلسطيني”.
تتضمن الخطة المطروحة حالياً وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وإطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وتسليم جثامين 18 آخرين، مقابل الإفراج عن نحو 200 أسير فلسطيني من ذوي الأحكام الطويلة. وتنص الخطة أيضاً على بدء مفاوضات لوقف دائم للنار، تتضمن إعادة باقي الرهائن.
وكان الفاشي نتنياهو قد أكد، الخميس الماضي، أن إسرائيل “ستعود فوراً إلى طاولة التفاوض” لإنهاء الحرب التي دامت قرابة عام، شريطة أن تُلبى شروطها، بما في ذلك ضمان عدم عودة التهديدات من القطاع.
لا مكان آمن
يُقدّر أن نحو نصف سكان قطاع غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، يعيشون حالياً داخل مدينة غزة، في ظل ظروف إنسانية بالغة السوء.
وبدأ عدد من العائلات بالرحيل، حاملين ما تبقى من ممتلكاتهم على عربات يدوية ومركبات قديمة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن شخص اسمه محمد قوله: “توقفت عن العد. كل مرة أظن أننا استقرينا، تأتي الغارات فنضطر للهروب. لا مكان آمن، لكن لا خيار أمامنا”.
في المقابل، أصرّ آخرون على البقاء. وقالت آية (31 عاماً)، وهي أم لثمانية أشخاص لـ”رويترز”: “لن نغادر. لا نملك نقوداً لشراء خيمة، ولا نستطيع دفع تكاليف النقل. نحن جائعون، مرعوبون، ومهجورون”.
وفي تقرير صدر الجمعة، أفادت منظمات عالمية بأن منطقتي مدينة غزة وجباليا تعانيان رسمياً من مجاعة، مع توقعات باتساع الرقعة.
ورفضت إسرائيل هذا التصنيف، مشيرة إلى أنها عززت دخول المساعدات منذ أواخر يوليو.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، وفاة 8 أشخاص آخرين بسبب سوء التغذية والتجويع، ما يرفع حصيلة الضحايا إلى 289 وفاة، بينهم 115 طفلاً، منذ بدء الحرب.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 62 ألفا و192 شهيداً، و157 ألفا و114 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 مفقود لم يعرف مصيرهم بعد.