الأمم المتحدة تصف الغوطة الشرقية بـ”جحيم على الأرض” وتدعو إلى وقف فوري للقتال





وصف الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الوضع في الغوطة الشرقية بـ”جحيم على الأرض” ودعا إلى وقف فوري للقتال. كما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة السماح لها بدخول الغوطة لمساعدة الجرحى المحاصرين، إذ لم تسلم المستشفيات من القصف المكثف المستمر منذ أربعة أيام.
دعت الأمم المتحدة الأربعاء إلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية قرب دمشق. ووصف الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس الوضع فيها بأنه “جحيم على الأرض“.
وقال غوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي الأربعاء “أوجه نداء إلى كل الأطراف المعنية من أجل تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها“.
كما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسماح لها بدخول الغوطة الشرقية لعلاج مئات الجرحى خصوصا إثر تعرض المستشفيات للقصف مع التصعيد العنيف من قبل قوات النظام ضد المعقل الأخير للفصائل المعارضة قرب العاصمة.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ماريان غاسر في بيان “يبدو أن القتال سيتسبب بمزيد من المعاناة في الأيام والأسابيع المقبلة، ويجب أن يُسمح لفرقنا بدخول الغوطة الشرقية لمساعدة الجرحى“.
وأضافت غاسر أن “الضحايا من الجرحى يلقون حتفهم فقط بسبب عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب“.
ولفتت اللجنة الدولية إلى أن الطواقم الطبية في الغوطة تقف “عاجزة عن التعامل مع العدد الكبير للإصابات. ولا يوجد بالمنطقة ما يكفي من الأدوية والإمدادات، لا سيما بعد ورود أنباء عن إصابة المرافق الطبية“.
روسيا تدعو إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن وتنفي ضلوعها بالقصف
من جهتها دعت روسيا، التي طالما عطلت قرارات تدين النظام السوري، لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الأربعاء إن هذا الاجتماع سيتيح لجميع الأطراف “عرض رؤيتهم و(كيفية) فهمهم للوضع واقتراح وسائل للخروج من الوضع الراهن“.
ونفت موسكو الأربعاء ضلوعها في القصف بعدما كان المرصد السوري قال إن طائرات روسية استهدفت الثلاثاء مشفى في عربين.
ويعتري الخوف أيضا سكان دمشق خصوصا في الأحياء القريبة من الغوطة الشرقية جراء القذائف العشوائية التي تطلقها الفصائل المعارضة، ما تسبب بوقوع عشرات القتلى والجرحى.
المدنيون هم من يدفع الثمن
يزيد التصعيد العسكري على الغوطة الشرقية من معاناة المدنيين والكوادر الطبية التي يتوافد إليها يوميا مئات الجرحى كما لم تسلم المستشفيات من القصف ما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة.
وفي مستشفى دار الشفاء في مدينة حمورية، الذي طاوله القصف، قال الطبيب أحمد عبد الغني لوكالة الأنباء الفرنسية إن “النظام يدعي أنه يستهدف الجماعات المسلحة والإرهابيين، والحقيقة أنه لا يستهدف سوى المدنيين“.
وتساءل أثناء تواجده أمام المستشفى والدمار يحيط به “نحن مستشفى نقوم بمعالجة المرضى المدنيين، لماذا يستهدفنا؟“.
وأضاف عبد الغني، الذي يعمل أيضا في مستشفى في عربين جرى استهدافه، “نحن لسنا مستشفيات عسكرية، ولا نتبع لأحد، نحن مدنيون فقط“.
واستهدف القصف الأربعاء أيضا مشفى مدينة سقبا. وقال الطبيب بكر أبو إبراهيم لوكالة الأنباء الفرنسية “تعرض المشفى للقصف اليوم للمرة الثانية، وبات خارج الخدمة نهائيا”، مشيرا إلى أنهم يحاولون إجلاء عشرات الجرحى ونقلهم إلى مستشفيات أخرى.
وأضاف “لم نستطع الخروج حتى الآن من شدة القصف. ليساعدنا الله، لقد ظلمنا كثيرا“.
ويثير التصعيد خشية الأمم المتحدة على مصير نحو 400 ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية.
المرصد السوري: مقتل 310 مدنيا و 71 طفلا على الأقل و 1650  حالة إصابة
وجددت قوات النظام السوري الأربعاء غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ لمدن وبلدات في الغوطة الشرقية. ومنذ بدء التصعيد الأحد، وثق المرصد السوري مقتل نحو 310 مدنيين بينهم أكثر من 71 طفلا وإصابة أكثر من 1650 آخرين بجروح.


Related Articles

Back to top button