الإيرانيون ينزلون مجددا إلى شوارع طهران رغم تحذيرات روحاني





شهد وسط طهران مساء الاثنين تظاهرة جديدة وذلك غداة مقتل عشرة أشخاص في أسوأ أعمال عنف تشهدها إيران مع احتجاجات بدأت الخميس ضد الحكومة واحتجاجا على الظروف المعيشية.
رغم تحذيرات الرئيس الإيراني حسن روحاني، نزل متظاهرون مجددا إلى شوارع طهران مساء الاثنين حسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، وذلك غداة مقتل عشرة أشخاص في أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد.
ومساء الاثنين أيضا، نقل موقع الكتروني تابع للتلفزيون الرسمي مقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين في مدينة نجف آباد بوسط البلاد.
وقال المصدر إن “أحد مثيري الشغب استغل الوضع وأطلق النار من سلاح صيد على قوات الأمن ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين”.
وقتل إجمالا 13 شخصا منذ بدء الاحتجاجات الخميس بينهم عشرة متظاهرين، واعتقل المئات. وعبر المتظاهرون المناهضون الحكومة عن غضبهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة.
وتجدد التظاهر رغم تأكيد روحاني صباح الاثنين أن الشعب “سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون”.
من جهته، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين أن “زمن التغيير” حان في إيران، بعدما أكد في وقت سابق أن “الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد”.
ونشرت وكالة فارس للأنباء القريبة من المحافظين صورة لسيارة محترقة ليل الاثنين، فيما ذكرت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي أن مجموعات صغيرة نسبيا من المتظاهرين اطلقت هتافات مناهضة للنظام في وسط العاصمة الإيرانية.
من جهتها، ذكرت وكالة مهر للأنباء أن “شخصا مثيرا للشغب أضرم النار في سيارة وهرب على الفور”.
وقالت وزارة الاستخبارات في بيان نقلته وكالة ايسنا إنه “تم تحديد هويات عناصر كانوا يثيرون الاضطرابات وتم اعتقال عدد منهم. وتتم ملاحقة الآخرين وسيجري قريبا التعامل معهم بشدة”.
بدورها، أعلنت الشرطة اعتقال “أربعة اشخاص أهانوا علم الجمهورية الإسلامية الايرانية” عبر احراقه، وفق ما نقل موقع الكتروني تابع للتلفزيون الرسمي.
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية بيانا لقيادة قوة أمنية مع صور لثلاثة شبان قدموا على أنهم مفتعلو تظاهرات.
وطلب البيان من السكان التعرف إلى هوياتهم.
ودعت البحرين الاثنين مواطنيها لعدم السفر “نهائيا وتحت أي ظرف” لإيران بسبب “الاضطرابات الواسعة وأعمال العنف” في البلد الإسلامي ذي الغالبية الشيعية.
وكانت خرجت تظاهرات مساء الأحد في مدن عدة بينها طهران، احتجاجا على الضائقة الاقتصادية والبطالة والغلاء والفساد.
وأظهرت مقاطع مصورة بثتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل متظاهرين يهاجمون مباني عامة منها مراكز دينية ومصارف تابعة للباسيج (القوات شبه العسكرية المرتبطة بالحرس الثوري) أو يضرمون النار بسيارات للشرطة.
وتؤكد السلطات أنها لا تطلق النار على المتظاهرين وتتهم “مثيري الاضطرابات” و”أعداء الثورة” بالاندساس بين صفوف هؤلاء.
ومساء الأحد، قتل ثمانية أشخاص في مدينتي تويسركان (غرب) وإيذج (جنوب غرب) بحسب وسائل إعلامية. وفي مدينة دورود (غرب) قتل شخصان مساء الأحد عندما استولى متظاهرون على شاحنة تابعة لجهاز الإطفاء وفكوا فراملها من على إحدى التلال، وفق الشرطة.
وكان قتل مساء السبت شخصان آخران في المدينة نفسها لكن نائب حاكم المحافظة أكد أن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين.
روحاني يدعو إلى الوحدة
وجرت التظاهرات مساء الأحد رغم أن السلطات حجبت تطبيق الرسائل لموقعي إنستاغرام وتلغرام عن الهواتف المحمولة، في مسعى لتجنب تنظيم احتجاجات جديدة.
وهذه الحركة الاحتجاجية هي الأكبر في إيران منذ التظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009، التي قمعتها السلطات بعنف وأوقعت 36 قتيلا بحسب الحصيلة الرسمية و72 قتيلا بحسب المعارضة.
وحذر الرئيس الإيراني في تصريح نشر على موقعه الإلكتروني الرسمي أن “أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها” مضيفا أن “الانتقادات والاحتجاجات فرصة وليست تهديدا، والشعب سيرد بنفسه على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون”.
وتابع روحاني “اقتصادنا بحاجة إلى عملية جراحية كبيرة، وعلينا أن نتحد جميعا”، مؤكدا أن الحكومة عازمة على “تسوية مشكلات المواطنين”.
وكان روحاني أقر الأحد بضرورة منح السلطات مواطنيها “مساحة للانتقاد”، ومحذرا المتظاهرين من أي أعمال عنف.
من جانبه، أكد رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني أن “على من لديهم مطالبات محقة أن يعبروا عنها بالطريقة القانونية” وأن المطلوب “التعامل بقوة ضد أولئك الذين يرتكبون أعمال تخريب وينشرون الفوضى”، بحسب وسائل إعلام تلفزيونية.
وانتخب روحاني لولاية ثانية في أيار/مايو الماضي، مساهما في خروج إيران من عزلتها مع رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.
وعقد الإيرانيون آمالا كبيرة أن يؤدي الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى حول الملف النووي إلى انتعاش اقتصادي، لكن ثمار هذا الاتفاق لم تظهر بعد.
“الإحباط”
ونظمت الاثنين مظاهرات داعمة للسلطة في مواجهة الاحتجاجات ضد الحكومة و”مثيري الاضطرابات” في مدن عدة بينها رشت وزنجان والاهواز وتاكستان.
ومنذ بداية الاضطرابات، أوقف نحو 400 شخص من بينهم 200 في طهران، بحسب ما أوردت وسائل إعلام، قبل أن يتم إطلاق نحو مئة منهم.
وأكد مؤسس منتدى الأعمال الاوروبي الإيراني إسفنديار باتمانغيليدج “ما يجعل الإيرانيين ينزلون إلى الشارع في معظم الأحيان، هي المشاكل الاقتصادية العادية والشعور بالاحباط جراء نقص فرص العمل وعدم استقرار مستقبل أولادهم”.
ورأى أن ما تسبب بالاضطرابات هو تدابير التقشف التي اتخذها روحاني مثل خفض الموازنات الاجتماعية أو رفع أسعار المحروقات.




Related Articles

Back to top button