الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يتسبب بوفاة 100 طفل فلسطيني

أستراليا تقول أن نتنياهو في حالة إنكار" للمعاناة في القطاع" وترامب يزعم أنه توقف عن تأييد خطط إسرائيل

تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وتفرض حصاراً قاتلاً عليهم، كما تقصف خيام النازحين وتقتل المجوّعين في محيط مصائد الموت، فيما دعا مسؤولون إنسانيون بالأمم المتحدة، إلى تحرك عاجل بعد أن أعلنت السلطات الصحية وفاة أكثر من 100 طفل جراء سوء التغذية.

وأفادت تقارير إعلامية باستشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين إثر قصف استهدف ثلاثة منازل في محيط الكلية الجامعية بحي تل الهوا، جنوب غربي مدينة غزة.

وقالت وزارة الصحة، في تصريح صادر أمس الاثنين، بأنّ العدد الإجمالي لضحايا التجويع وسوء التغذية من الفلسطينيين في القطاع ارتفع إلى 222 شهيداً، من بينهم 101 طفل، وحذّرت من تسجيل مزيد من الوفيات في ظلّ تردّي الأوضاع الصحية في القطاع المحاصر.

ودعا مسؤولون إنسانيون بالأمم المتحدة، الاثنين، إلى تحرك عاجل بعد أن أعلنت السلطات الصحية في غزة وفاة أكثر من 100 طفل جراء سوء التغذية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) شركاءه الإغاثيين في غزة، تجاوز حصيلة الوفيات بين الأطفال حاجز المئة بأنه “محطة مدمرة تخجل العالم وتستدعي تحركاً عاجلاً طال انتظاره”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

كما ذكر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 300 ألف طفل ما زالوا في خطر شديد، وأن أكثر من ثلث سكان غزة أفادوا بعدم تناول الطعام لأيام متتالية.

وأوضح أن تلبية الاحتياجات الأساسية من المساعدات الغذائية في غزة تتطلب أكثر من 62 ألف طن شهريا، لكن حتى الآن لم يُسمح بإدخال كميات كافية تضمن بقاء نحو مليوني إنسان على قيد الحياة.

وأضاف أوتشا بالقول إن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا، الأحد، من جمع بعض المواد الغذائية والوقود والإمدادات، بما في ذلك مستلزمات النظافة، من معبر كرم أبو سالم، إلا أن الشحنات أُفرغت قبل وصول الشاحنات إلى وجهتها.

وأشار المكتب إلى أن الوقود دخل عبر المعبر نفسه، لكن السلطات الإسرائيلية تسمح بمتوسط يقارب 150 ألف لتر يوميا، وهو ما يبقى أقل بكثير من الحد الأدنى اللازم لاستمرار العمليات المنقذة للحياة.

نتنياهو في حالة إنكار” للمعاناة في غزة”

وتعليقاً على ما يجري، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الثلاثاء، إن رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو “في حالة إنكار” للوضع الإنساني في قطاع غزة، وذلك بعد يوم من إعلانه أن كانبرا ستعترف بدولة فلسطينية للمرة الأولى.

وأوضح ألبانيزي أن تردد حكومة نتنياهو في الاستماع إلى حلفائها ساهم في قرار أستراليا اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وقال في مقابلة مع قناة “إيه بي سي” الأسترالية الرسمية معلقاً على اتصال مع نتنياهو، الخميس: “لقد كرر لي مرة أخرى ما قاله علناً أيضاً، وهو الإنكار للعواقب التي تحدث للأبرياء”.

وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة عبر جسر ميناء سيدني هذا الشهر مطالبين بإيصال المساعدات إلى غزة مع تفاقم الأزمة الإنسانية.

ترامب: توقفت عن تأييد خطط إسرائيل

بدوره، زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح لموقع “أكسيوس” مساء الاثنين، إنه توقف عن تأييد خطط إسرائيل لمهاجمة واحتلال مدينة غزة.

وفي مقابلة هاتفية قصيرة مع “أكسيوس” الاثنين، أضاف ترامب أنه لا يعتقد أن حماس ستفرج عن الرهائن ما لم يتغير الوضع.

وجادل ترامب بأن القبض عليهم سيكون دائما “صعبا للغاية”، لأن حماس “لن تفرج عن الرهائن في الوضع الحالي”.

وفي حين رفض ترامب القول ما إذا كان يدعم العملية المخطط لها، بدا أنه يتفق مع حجة نتنياهو بأن هناك حاجة إلى المزيد من الضغط العسكري على حماس.

وصرح بأن إسرائيل يجب أن تقرر ما يجب فعله بعد ذلك، وما إذا كانت ستسمح لحماس بالبقاء في غزة، ولكن في رأيه “لا يمكنهم البقاء هناك”.

وأكد الرئيس الأمريكي قائلا “لدي شيء واحد أريد أن أقوله تذكروا السابع من أكتوبر، تذكروا السابع من أكتوبر”، في إشارة إلى هجوم حماس.

ولقد واجهت خطة احتلال غزة الإسرائيلية ردود فعل دولية عنيفة في ضوء الكارثة الإنسانية التي تتكشف بالفعل في غزة، لكن ترامب قرر عدم التدخل والسماح لإسرائيل بالمضي قدما كما تراه مناسبا.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل مدعومة أمريكياً، جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، راح ضحيتها 61 ألفا و369 شهيد و152 ألفا و862 مصاب معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى