بعد 15 شهر من الإبادة الجماعية… الإعلان عن قطاع غزة منطقة منكوبة إنسانياً
نحو 2.4 مليون إنسان فلسطيني تحت خطر الموت والنازحون العائدون ينتظرون الإيواء والماء

أعلن مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، الأحد، القطاع “منطقة منكوبة إنسانياً” تنعدم فيه “كل مقومات الحياة”، جرّاء دمار واسع سببه جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، راح ضحيتها أكثر من 61 ألفاً و709 شهيد، فيما ذكر أن “التقديرات الأولية لقيمة الخسائر المادية المباشرة زادت عن 50 مليار دولار أميركي”.
وطالب المكتب، في بيان صحافي، المجتمع الدولي بالتدخل السريع لإنقاذ أكثر من 2.4 مليون إنسان “معرضين لخطر الموت”، مشيراً إلى أن عدد المصابين جرّاء الإبادة الإسرائيلية بلغ 111 ألفاً و588.
ودعا مكتب الإعلام الحكومي إلى “سرعة تنفيذ الإغاثة العاجلة والإيواء السريع، وإدخال 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل وكافة مستلزمات الإيواء”، مطالباً بـ”سرعة إدخال الفرق والآليات والمعدات اللازمة للعمل على توفير الخدمات وترميم ما يمكن ترميمه من الشبكات المتهالكة للبنية التحتية وفتح الشوارع الرئيسية وتجهيز مراكز الإيواء”.
معاناة العائدين إلى الشمال
تتفاقم معاناة الفلسطينيين في محافظتي غزة وشمال القطاع بعد عودة آلاف النازحين من الوسط والجنوب، بسبب عدم توفر المأوى للكثير من العائلات نتيجة الدمار الواسع الذي خلفه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى تكدّس العائلات في مراكز الإيواء أو في الخيام.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع على ضخ كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والخيام والمساكن المؤقتة (الكرفانات) لإيواء العائلات التي فقدت منازلها، لكن القطاع يشهد، وخصوصاً الشمال، حتى الآن أزمة كبيرة في توفير المأوى، وتؤكد عشرات العائلات الفلسطينية أنه لم تصلها أي مساعدات إنسانية.
وتشير المصادر الرسمية في قطاع غزة إلى عودة نحو نصف مليون نازح إلى محافظتي غزة والشمال منذ سريان وقف إطلاق النار، لكن بعض هؤلاء العائدين قرروا لاحقاً القيام برحلات عودة عكسية إلى الوسط والجنوب نتيجة عدم توفر مقومات الحياة.
تبدأ رحلة البحث عن الماء والطعام يومياً في ساعات الصباح الباكر، إذ يخرج الرجال والنساء والأطفال للبحث عن مياه نظيفة، ويقطع بعضهم مسافات طويلة للوصول إلى صهاريج الإغاثة، بينما يحاول آخرون استخدام الآبار القديمة، في حين تحاول النساء تجهيز الوجبات بأبسط المكونات المتوفرة.