بوتين: الوضع العالمي يحمل “مخاطر عالية” وعلينا أن نكون مستعدين
"النخب الأوروبية تثير الهستيريا وتتبع سياسات تضرّ بمصالحهم
2 أكتوبر، 2025
بوتين: الوضع العالمي الحالي يحمل "مخاطر عالية" وعلينا أن نكون مستعدين
في كلمة أمام الجلسة العامة الثانية والعشرين لمنتدى “فالداي” الدولي للحوار في سوتشي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الوضع العالمي الحالي يحمل “مخاطر عالية للغاية”، مضيفاً “أن كل شيء يتغير بسرعة وعلينا أن نكون مستعدين لأي شيء”.
وتعهّد بوتين، الخميس، برد “قوي” على “عسكرة أوروبا”، واتهم أوروبا بإثارة حالة من “الهستيريا” لتبرير زيادة الإنفاق الدفاعي، مشدداً على أن روسيا لا تشكل أي تهديد. وقال موجهاً كلامه إلى الأوروبيين: “اهدأوا”.
وقال بوتين: “نراقب عن كثب تنامي عسكرة أوروبا”، مضيفاً أن “الإجراءات الانتقامية الروسية لن تتأخر. سيكون الرد على هذا النوع من التهديدات قوياً جداً”.
وأضاف، إن النظام العالمي نفسه الذي أرادوا إقصاءنا منه، وسحقنا، لن يسمح لروسيا بالخروج، لأنه يحتاجها كجزءٍ بالغ الأهمية من التوازن العام. ليس فقط بسبب أراضيها، أو سكانها، أو قدراتها الدفاعية، أو إمكاناتها التكنولوجية والصناعية، أو مواردها المعدنية – مع أن كل ما ذكرته للتو بالغ الأهمية. هذه عوامل حاسمة، ولكن، قبل كل شيء، لأن التوازن العالمي لا يمكن الحفاظ عليه بدون.
وشدد على “إن العالم الحديث بحاجة إلى اتفاقيات، لا إلى فرض إرادة الآخرين. إن الهيمنة بكل بساطة لا تستطيع مواجهة التحديات في ظل هذه الظروف”.
وأشار بوتين، إلى أن “معظم الأوروبيين لا يفهمون سبب خوفهم الشديد من روسيا، لدرجة أنهم، لمعارضتها، يضطرون إلى شد الأحزمة أكثر فأكثر، ونسيان مصالحهم الخاصة، والتخلي عنها ببساطة، واتباع سياسات تضرّ بمصالحهم بشكل واضح”.
وأكد على أن “المأساة الأوكرانية هي ألم للأوكرانيين والروس، “بالنسبة لنا جميعا”، رافضاً الادعاءات القائلة بأن روسيا قد تهاجم حلف الناتو، واصفًا إياها بالهراء، معرباً عن امتنانه لجميع البلدان التي بذلت جهودا في السنوات الأخيرة لتحقيق التسوية في أوكرانيا”.
النخب الأوروبية تثير الهستيريا
وقال بوتين، متحدثًا في الجلسة العامة لنادي فالداي الدولي للنقاش: “لا تزال النخب الحاكمة وأوروبا الموحدة تُثير الهستيريا: لقد اتضح أن الحرب مع الروس وشيكة. إنهم يُكررون هذا الهراء، هذه الشعارات، مرارًا وتكرارًا”.
وأضاف: “أحيانًا أشاهد كيف وماذا يقولون، وأعتقد أنهم لا يُصدقون ذلك. من المستحيل تصديق أن روسيا تُخطط لمهاجمة حلف الناتو، ومع ذلك يُقنعون شعبهم”.
كما أضاف، أنه “تحدث تغييرات تدريجية في أوكرانيا، بغض النظر عن كيفية غسل أدمغة الناس هناك”.
ووفقا للرئيس الروسي فإنه “كان للاتحاد السوفييتي الدور الحاسم في الانتصار على النازية، ونحن فخورون بذلك”.
الأمم المتحدة
وقال بوتين: الأمم المتحدة استوعبت العديد من الثقافات والتقاليد، وأصبحت متعددة الأقطاب قبل أن يصبح العالم كذلك.
وأضاف أن “روسيا والولايات المتحدة لديهما تناقضات كثيرة، ولكن هذا أمر طبيعي بالنسبة لهذه القوى الكبرى”، مشيراً إلى أن السياسيين الأوروبيين يحاولون “تجميل” الشقوق في “الصرح” الأوروبي بخلق صورة لروسيا كعدو.
وأوضح، أنه”نرى، على سبيل المثال، كيف يسعى جيراننا الأوروبيون بحماس إلى رأب الصدوع التي ظهرت في “الصرح” الأوروبي. ومع ذلك، فهم يريدون تجاوز الانقسام وتعزيز الوحدة الهشة التي كانوا يتباهون بها سابقًا، ليس من خلال معالجة المشاكل الداخلية بفعالية، بل من خلال تضخيم صورة العدو.
إنه مثال قديم، لكن النقطة المهمة هي أن شعوب هذه البلدان ترى كل شيء وتفهمه”.
وقال بوتين: لقد شهدت روسيا العديد من التغيرات، ولكن بفضل أمتعتها التاريخية أصبحت مستعدة بشكل أفضل للوضع العالمي الصعب، وتحتفظ بحقها في أن تسترشد بمصالحها الوطنية، ومن بينها استعادة العلاقات الكاملة مع الولايات المتحدة”.
يعقد الاجتماع السنوي الثاني والعشرون لمنتدى “فالداي” الدولي للحوار، تحت عنوان “عالم متعدد المراكز: إرشادات التنفيذ”، في سوتشي من 29 سبتمبر/أيلول إلى 2 أكتوبر/تشرين الأول.