جدل أوروبي حول “الإهانة البروتوكولية” التي تعرضت لها رئيسة المفوضية الأوروبية في أنقرة

دانت الطبقة السياسية الفرنسية بالإجماع “الإهانة البروتوكولية” التي تعرضت لها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في أنقرة ووصفتها بأنها “صادمة” و”فاضحة”.

كما عبرت الكتل السياسية الكبرى في البرلمان الأوروبي عن أسفها، الخميس، لمشهد “عدم الوحدة” الذي ظهر في تركيا، الثلاثاء، بين أرفع مسؤولين أوروبيين خلال لقائهما الرئيس أردوغان.

وطالبت الكتل السياسية، كل من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بتفسير ما حدث في جلسة عامة.

وقد استقبل رئيس النظام التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال و رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين.

وأظهرت صور تلفزيونية القاعة التي اجتمع فيها إردوغان مع الضيفين الأوروبيين، حيث كان يوجد كرسيان فقط أمام العلمين التركي والأوروبي للقادة الثلاثة.

وقد جلس إردوغان على كرسي وبجانبه على الكرسي المجاور لميشال، فيما بقيت فون دير لايين تنظر في دهشة تعبر عن خيبة أملها.

وفي النهاية جلست رئيسة المفوضية على أريكة بعيدة نسبيا عن الرجلين، وبحسب مصدر في الاتحاد الأوروبي فإن الاجتماع استغرق ساعتين ونصف الساعة.

صور مؤلمة

واعلن كليمان بون وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية “انها صور مؤلمة! أرفض فكرة أوروبا ساذجة وضعيفة”. وأضاف لقناة “بي أف أم بيزنس” “إنها إهانة سنعمد إلى تصحيحها لكن يجب ألا نسمح بحدوث مثل هذه الأمور”.

وقال “نتعامل مع محاورين، الرئيس التركي، يعرفون قوة الصور وقيمة الرمز. وعلينا أن نكون أقوى وأكثر حزما في هذا الخصوص”.

من جهته، قال وزير خارجية النظام التركي مولود تشاويش أوغلو، الخميس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، بالعاصمة أنقرة، إن بروتوكول الجلوس خلال لقاء أردوغان، بالمسؤولين الأوروبيين، كان معتمداً من الاتحاد الأوروبي، على حد تعبيره.

وأوضح أوغلو أن الفرق المعنية بتنظيم البروتوكول تجتمع قبيل الزيارات المقررة وتُجرى المباحثات اللازمة. مضيفاً: “بعبارة أخرى، تم تحديد ترتيب الجلوس بما يتماشى مع الاقتراحات المقدمة من طرف الاتحاد الأوروبي. ولو لم تكن هناك اتهامات موجهة ضد تركيا لما كنا سنعلن الأمر بهذا الوضوح”.

ووقعت “الأزمة البروتوكولية”، بعد أن جلس رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل والرئيس التركي على كرسيين يتوسطان القاعة، فتمتمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وبدت ذاهلة، وظهرت لا تعرف أين تجلس.

واضطرت، وزيرة الدفاع الألمانية السابقة، للجلوس بعد ذلك على أريكة قبالة وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو، الذي يعدّ منصبه أدنى منها في التسلسل الهرمي للبروتوكول.

رسالة حزم ووحدة

وأثار المشهد صدمة لدى العديد من النواب الأوروبيين، وقال الألماني مانفريد ويبير رئيس كتلة الحزب الشعبي الأوروبي إن “اللقاء في أنقرة الذي عقده الرئيسان فون دير لاين وميشيل كان يفترض أن يوجه رسالة حزم ووحدة المقاربة الأوروبية حيال تركيا”.

وأضاف “للأسف أظهر رمز شقاق، لم يعرف الرئيسان كيف يقفان جبهة موحدة حين كان يلزم الأمر. ننتظر المزيد من السياسة الخارجية لأوروبا”. وطلب عقد نقاش في جلسة عامة.

والتعليقات الأشد صدرت من سياسيين فرنسيين في وقت تشهد فيه العلاقات بين فرنسا وتركيا توتراً شديداً.

واعتبر كليمان بون وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، أن ما حدث “صور مؤلمة”، مضيفاً “أرفض فكرة أوروبا ساذجة وضعيفة”، متابعاً في تصريحات لقناة “بي إف إم بيزنس”، مساء الأربعاء، “إنها إهانة سنعمد إلى تصحيحها لكن يجب ألا نسمح بحدوث مثل هذه الأمور”.

وقال “نتعامل مع محاورين، يعرفون قوة الصور وقيمة الرمز. وعلينا أن نكون أقوى وأكثر حزماً في هذا الخصوص”.

وقالت رئيسة الكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي ايراتكس غارسيا بيريز، الأربعاء، “بداية ينسحبون من اتفاقية إسطنبول، والآن يتركون رئيسة المفوضية الأوروبية دون مقعد في زيارة رسمية. إنه أمر مخز”.

بدوره قال سيرغي لاغودينسكي عضو البرلمان الأوروبي البيئي الألماني، إنّ ما تمتمت به فون دير لاين “يعكس مصطلحاً جديداً للقول، ليست هذه الطريقة التي يجب أن تُدار بها العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى