حراك شعبي عالمي يندد بالإبادة في غزة ويدعو لفرض عقوبات على إسرائيل

برلين تشهد أضخم التظاهرات وشرطتها تعتقل عشرات المشاركين

احتشد مئات آلاف المتظاهرين في عدد من عواصم العالم للتنديد بجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، مطالبين بوقف الإبادة وفرض عقوبات على عليها ومقاطعتها.

فقد شهدت العاصمة الألمانية برلين السبت، مظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف، رافعين أعلام فلسطين ولافتات تدعو إلى الحرية ووقف الحرب في غزة، في مشهد يعكس تحوّلا ملحوظا في المزاج الشعبي الألماني تجاه الموقف من إسرائيل.

ونزل عشرات الآلاف إلى شوارع برلين، للمطالبة بإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. وسار المتظاهرون من أمام مبنى البلدية وصولا إلى نصب “عمود النصر”، حيث اختتمت الفعالية بتجمع جماهيري وحفل موسيقي شارك فيه فنانو راب وهيب هوب.

رفعت الحشود أعلاماً فلسطينية ولافتات حملت شعارات مثل “الحرية لفلسطين” و”الغذاء والماء حقوق إنسانية”.

وأكد داستن هرشفيلد، أحد المشاركين في تظاهرة “معا من أجل غزة”، أن الحضور الضخم يبعث رسالة واضحة بأن هناك أغلبية ترفض السياسات الإسرائيلية وما وصفه بـ”الإبادة الجماعية“.

وكانت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قد ذكرت في وقت سابق، نقلًا عن المنظمين، أن أكثر من 100 ألف شخص تظاهروا في برلين ضد الحرب في قطاع غزة، في أكبر مظاهرة مؤيدة لفلسطين في ألمانيا منذ اندلاع الصراع في غزة عام 2023.

الشرطة الإلمانية  تعتقل عشرات المتظاهرين

وقالت متحدثة باسم الشرطة، في رسالة مصوّرة نشرت عبر منصة “إكس”: “انطلقت مظاهرة من نافورة نبتون إلى عمود النصر، بمشاركة نحو 50 ألف شخص في ذروتها. وقد انضمت هذه المظاهرة إلى الحشد المتجمع عند عمود النصر حيث كان ينتظر نحو 8 آلاف شخص”.
وأضافت: “تم تنفيذ 34 عملية توقيف، فيما شهد حي كرويتسبرغ مسيرة متزامنة أسفرت عن 38 توقيفًا وإصابة سبعة من رجال الشرطة”، موضحة أن نحو 1800 شرطي شاركوا في تأمين الفعاليات.

انتقادات حادة للحكومة الألمانية

من جهته، وجّه حزب اليسار، الذي شارك في تنظيم المظاهرة إلى جانب جمعيات مدنية، انتقادات حادة للحكومة الألمانية بسبب ما اعتبره “صمتا” حيال تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة. ودعا الحزب برلين إلى اتخاذ إجراءات عملية وممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل لتغيير سياساتها.

وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت يتزايد فيه الغضب الشعبي بألمانيا تجاه الحرب، رغم العلاقة التاريخية الوثيقة التي تجمع برلين وتل أبيب.

ورغم أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أعلن في آب/أغسطس الماضي فرض قيود على صادرات الأسلحة لإسرائيل، إلا أنّ منتقديه يرون أن الخطوة غير كافية، خاصة مع استمرار رفض ألمانيا فرض عقوبات أو الاعتراف بدولة فلسطينية، خلافا لمواقف بعض حلفائها الغربيين.

جنوب إفريقيا

وتظاهر أكثر من 3 آلاف شخص في شوارع كيب تاون، السبت، مطالبين سلطات بلادهم بقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع إسرائيل وإغلاق سفارتها على خلفية الحرب في غزة.

وتعتبر جنوب إفريقيا من أبرز منتقدي العمليات الإسرائيلية في غزة، ورفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية في يناير/كانون الثاني 2023 تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني.

وجمعت تظاهرة السبت العديد من المنظمات المؤيدة للفلسطينيين والأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية والمسيحية، في واحدة من أكبر المسيرات من نوعها منذ أشهر.

ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين وهتفوا بشعارات مثل “لا تحزن، بل افعل شيئاً”، وسلموا البرلمان عريضة بمطالبهم.

“مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها”

وقال منسق حملة التضامن مع فلسطين يوسف تشيكتيه، إن على جنوب إفريقيا “مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها، كما فعل العالم معنا”، في إشارة إلى الإجراءات الدولية التي اتخذت للضغط على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وأضاف أمام الحشد: “على الحكومة اتخاذ إجراءات بشأن طرد سفير إسرائيل وسفارتها من جنوب أفريقيا الآن”، طالباً استبعاد إسرائيل من الهيئات الرياضية الدولية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

كذلك طالبت العريضة الحكومة بتعليق صادراتها من الفحم إلى إسرائيل ومقاضاة أي جنوب أفريقي يلتحق بالجيش الإسرائيلي.

إيطاليا

كما شهدت العاصمة الإيطالية روما مظاهرة نظمها مسلمون عقب صلاة الجمعة، للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ عامين.

وتجمع المشاركون في ميدان “فيتوريو”، ونظموا مسيرة للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في حق الفلسطينيين بغزة.

ورفع المتظاهرون لافتة و حملوا نعشا رمزيا لطفل ملفوف بكفن.

كما رفع المشاركون لافتات أخرى كُتب عليها: “أوقفوا الإبادة الجماعية”، و”العدالة لفلسطين”، و”إسرائيل إرهابية”، و”أوقفوا تسليح إسرائيل”، و”لا سلام دون عدالة لفلسطين”.

سويسرا

وفي جنيف، احتشد الآلاف في ساحة “بلاس نوف” قبل أن يسيروا لساعات في شوارع المدينة، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بعقوبات على إسرائيل وإيقاف “المجزرة في غزة”.

وخلال المسيرة التي جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، اتهم المشاركون الولايات المتحدة والدول المؤيدة لإسرائيل بالشراكة في ما وصفوه بالإبادة الجماعية.

السويد: نعوش رمزية تكريماً للأطفال

وفي استوكهولم تجمّع المئات في ميدان “أودنبلان” استجابة لدعوات من منظمات المجتمع المدني، رافعين شعارات تطالب بوقف فوري للهجمات وفتح ممرات إنسانية عاجلة.

المشاركة السويدية تميّزت بمشهدية حزينة تمثّلت بحمل نعوش رمزية ملفوفة بكفن أبيض تكريماً للأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في القصف، ما أثار تفاعلاً واسعاً في الشوارع وعلى وسائل التواصل.

تونس

نظّم تونسيون وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي في تونس العاصمة، بدعوة من جمعيات محلية، هي الوقفة رقم 102 منذ بدء العمليات وفق منظميها.

قادة المجتمع المدني في تونس شددوا على أن هذه التحركات مستمرة في جزء من مهمة تثقيف الرأي العام ونقل صوت غزة إلى المواطن التونسي.

وأكدوا أن أي محاولة لاستهداف الأسطول تمثل مساساً بسيادة الدول المشاركة وشعوبها. التظاهرات التونسية تعكس خوفاً شعبياً من موجات نزوح جديدة وتضامناً عملياً مع جهود الإغاثة البحرية.

المغرب

وشارك آلاف المغاربة بمدينة طنجة في مسيرة حاشدة دعت إليها “الجبهة المغربية لدعم فلسطين”، رافضةً ما وصفه المشاركون بـ”الإبادة” والمطالبة بحماية أسطول الصمود.

المسيرة عبرت عن قلق شعبي من سياسة التجويع الممنهجة بحق الفلسطينيين.

المتظاهرون طالبوا أيضاً بضغط رسمي على الحكومات الأوروبية لمنع أي مساس بالأسطول، واعتبروا أن حماية القوافل والمساعدات واجب إنساني ووطني.

التحرك المغربي جاء بالتزامن مع انطلاق عشرات السفن من موانئ إسبانيا وإيطاليا ضمن أسطول الصمود، ما خلق رابطاً عملياً بين الاحتجاجات البرية والتحركات البحرية.

وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023،  جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة بدعم أمريكي، راح ضحيتها 65 ألفا و549 شهيداً و167 ألفا و518 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، إضافة لآلاف المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم بعد.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى