شلل الحكومة الفدرالية الأمريكية يدخل حيز التنفيذ والرئاسة تهاجم الديمقراطيين





فشل السبت الاتفاق على موازنة الولايات المتحدة في مجلس الشيوخ، ما أدى إلى شلل الحكومة الفدرالية. وبعد فشل التصويت، اتهم البيت الأبيض الديمقراطيين بجعل الأمريكيين “رهائن لمطالبهم غير المسؤولة”.
دخل الإغلاق الجزئي للإدارات الفدرالية الأمريكية حيز التنفيذ عند الساعة 00,00 (05,00 ت غ) من السبتللمرة الأولى منذ 2013. ونجم شلل الحكومة الفدرالية عن فشل محاولة التوصل إلى تسوية حول موازنة البلاد في مجلس الشيوخ، رغم المفاوضات المكثفة بين الجمهوريين والديمقراطيين وتدخل الرئيس دونالد ترامب.
ولا يمكن التكهن بمدة إغلاق هذه الإدارات الفدرالية غير الرئيسية الذي يأتي في ذكرى مرور عام على تولي ترامب الرئاسة، بينما يفترض أن تستأنف المناقشات بين الطرفين اللذين يتبادلان الاتهامات بالتسبب بهذا الإغلاق المؤقت، لمحاولة التوصل إلى اتفاق ولو مؤقت.
البيت الأبيض يتهم الديمقراطيين بجعل المواطنين “رهائن مطالبهم غير المسؤولة”
واتهم البيت الأبيض السبت الديمقراطيين بجعل الأمريكيين “رهائن لمطالبهم غير المسؤولة” لهم بعد فشل المفاوضات في الكونغرس.
وقالت ساره ساندرز الناطقة باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “هذا المساء، وضعوا (الديمقراطيون في مجلس الشيوخ) السياسة فوق أمننا الوطني”. وتابعت “لن نتفاوض حول وضع المهاجرين غير الشرعيين بينما يجعل الديمقراطيون مواطنينا رهائن مطالبهم غير المسؤولة”.
ويتهم ترامب المعارضة بالتفريط بمصالح البلاد الأساسية.
وكتب في تغريدة في ساعة مبكرة أن “الديمقراطيين يولون اهتماما بالمهاجرين غير الشرعيين أكثر من اهتمامهم بجيشنا العظيم أو بالأمن على حدودنا الجنوبية المحفوفة بالخطر… كان بإمكانهم التوصل إلى اتفاق بسهولة لكنهم فضلوا على ذلك لعب ورقة الإغلاق”.
ونشر ترامب سلسلة تغريدات صباحية طويلة ساخرا “إنها الذكرى السنوية الأولى لولايتي الرئاسية والديموقراطيون أرادوا أن يقدموا لي هدية جميلة”.
مسيرة النساء
وفي واشنطن ونيويورك والعديد من المدن الأمريكية الكبيرة، احتفل عشرات آلاف المتظاهرين بالذكرى السنوية لـ”مسيرة النساء” الضخمة التي تحدت ترامب غداة تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة العام الفائت.
وكما في 2017، كانت القبعة ذات اللون الوردي هذا العام أيضا رمز تجمع هذه الحشود التي نزلت إلى الشوارع للتنديد بالتحرش الجنسي وعدم المساواة بين الرجال والنساء والتعبير عن معارضتها للرئيس الأمريكي.
ولن تظهر الآثار الأولى لإغلاق الإدارات الفدرالية خلال عطلة نهاية الأسبوع، إنما ستبدأ بالظهور فعليا الاثنين إذا لم يتم التوصل إلى أي حل.
ماذا يعني الإغلاق الجزئي للإدارات الفيدرالية؟
سيترجم هذا الإغلاق ببطالة تقنية بلا أجور لأكثر من 850 ألف موظف فدرالي يعتبرون “غير أساسيين” لعمل الإدارة. فنشاطات العديد من الوكالات الفدرالية كإدارات الضرائب ستصبح محدودة لكن الأجهزة الأمنية لن تتأثر بشكل عام. وسيواصل العسكريون الأمريكيون البالغ عددهم 1,4 ملايين عنصر عملياتهم، لكن من دون أن يتلقوا أجورهم.
وأوضح نائب الرئيس مايك بنس خلال توقف رحلته في شانون في إيرلندا حيث التقى عسكريين أمريكيين في طريقهم إلى مهمات في الخارج، أنه “هناك جنودا أمريكيين يستعدون لقضاء ستة أشهر في الكويت ويخشون عدم تقاضي رواتبهم فورا. إنه أمر غير مقبول”.
وبدأت قنوات التلفزة الأمريكية العد العكسي لاحتساب الوقت المتبقي لـ”الإغلاق”. إذ أنها باتت تحتسب في الوقت الراهن الساعات والدقائق التي مرت منذ بدء “الإغلاق” أي منذ منتصف ليل الجمعة السبت.
وصرح المتحدث باسم ترامب هوغان جيدلي لقناة “فوكس نيوز” “نحن في مفاوضات مستمرة”، رافضا الكشف عن مزيد من المعلومات.
ولم يحصل الجمهوريون الذي يملكون غالبية 51 مقعدا في مجلس الشيوخ، سوى على خمسين صوتا، بفارق كبير عن الأصوات الستين (من أصل مئة سناتور)  الضرورية لتمديد الموازنة أربعة أسابيع حتى 16 شباط/فبراير.
وهذه المرة الأولى التي يطبق فيها هذا الإجراء منذ تشرين الأول/أكتوبر 2013 في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وقد استمر 16 يوما.
وتأمل الغالبية الجمهورية بإقرار موازنة للعام 2018 تعزز النفقات العسكرية، أحد وعود الحملة الانتخابية لترامب الذي اعتبر أن القوات المسلحة تنقصها التجهيزات بعد أكثر من 16 عاما من الحروب دون توقف.
ويطالب الديمقراطيون بإيجاد حل لنحو 690 ألفا ممن يسمون “الحالمين” (دريمرز) وهم من الشباب الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير شرعي عندما كانوا أطفالا، وباتوا مهددين بالطرد بعد إلغاء برنامج “داكا” الذي أقرته إدارة باراك أوباما ومنحهم تصريحا مؤقتا بالإقامة.




Related Articles

Back to top button