مئات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب لوقف الحرب عن غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى

جيش الاحتلال ينشر تحقيقه بشأن مجزرة مجمع ناصر الطبي والمكتب الإعلامي بغزة يفنّد مزاعمه

شارك مئات الآلاف من الإسرائيليين، مساء الثلاثاء، بتظاهرات حاشدة في ميدان “الأسرى” وشوارع بتل أبيب للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة وإعادة الأسرى إلى ذويهم من خلال صفقة تبادل مع حركة حماس.

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، بأن مئات الآلاف من الإسرائيليين خرجوا للتظاهر في ميدان “الأسرى” أو ساحة “هاتوفيم” بمدينة تل أبيب والشوارع المحيطة به بهدف المطالبة بوقف الحرب واتمام صفقة تبادل أسرى مع حركة “حماس”.

وأكدت الإذاعة أن مئات الآلاف انضموا إلى عائلات وذوي الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة، للمظاهرة التي توسعت وانتشرت في ساحة “هاتوفيم” والشوارع المحيطة بها.

وأشارت الإذاعة أنه تم إغلاق طرق رئيسة في جميع أنحاء إسرائيل بسبب الاحتجاجات المطالبة باتفاق لاستعادة الأسرى، ووقف بعض الطرق عبر إشعال إطارات سيارات.

النتائج الأولية للتحقيق في مجزرة مجمع ناصر الطبي

وفي سياق آخر، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي النتائج الأولية لتحقيق حول استهدافه، يوم أمس الإثنين، مستشفى ناصر بمدينة خانيونس بقطاع غزة، والتي يزعم الجيش إن حركة حماس استخدمت كاميرا بالمستشفى لمراقبة تحركات القوات الإسرائيلية.

وفقا لما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية على منصة “إكس”، رصدت قوات لواء جولاني، العاملة في المنطقة لتفكيك البنية التحتية الإرهابية، الكاميرا كجزء من شبكة الاستخبارات التابعة لحماس، وقال الجيش إن الكاميرا كانت تُستخدم لتوجيه الأنشطة الإرهابية ضد قواته.

وبحسب البيان، استهدفت الضربة تحييد التهديد الذي تمثله الكاميرا، وقال الجيش إن القوات تصرفت بهذا الهدف.

تم تقديم التحقيق الأولي اليوم الثلاثاء إلى رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء إيال زامير، من قبل قائد القيادة الجنوبية، الذي أكد أن التحقيق مستمر. وأشار جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن ستة من القتلى في الضربة تم تحديدهم كـ”إرهابيين”.

المكتب الإعلامي الحكومي يفند مزاعم الاحتلال بشأن مجزرة مجمع ناصر الطبي

وقد فنّد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، الرواية الإسرائيلية ووصفها بـ”المضللة”، واعتبرها محاولة لتبرير المجزرة التي ارتكبتها الاثنين في مجمع ناصر الطبي وأسفرت عن استشهاد 22 مدنياً، بينهم 6 صحافيين.

وقال المكتب إن إسرائيل “تحاول تبرير جريمتها عبر نشر رواية زائفة تدعي استهداف كاميرا لعناصر المقاومة وهو ادعاء باطل يفتقر لأي دليل ويهدف للتملص من المسؤولية القانونية والأخلاقية عن مجزرة مكتملة الأركان”.

وفي تفنيده لهذا الادعاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيانه إن “الكاميرا” التي استهدفها الجيش “تعود للمصور الصحافي في وكالة رويترز حسام المصري والذي قتله الاحتلال في الغارة الأولى”.

وتابع: “بعد الضربة الأولى، هرعت فرق الدفاع المدني والصحافيون ومقدمو الخدمات الإنسانية لإنقاذ الجرحى، فباغتهم الاحتلال بضربة ثانية مباشرة وبشكل متعمّد ومقصود، ما أدى إلى استشهاد معظم الضحايا في هذه المجزرة التي بُثّت على الهواء مباشرة”.

“تكتيك إجرامي محظور دوليا”

وأكد المكتب أن إسرائيل تتبع سياسة مُمنهجة متمثلة بـ”الضربة المزدوجة”، وهو “تكتيك إجرامي محظور دوليا، ويكشف عن نية الاحتلال المتعمدة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين”.

إلى جانب ذلك، فإن “إسرائيل زيّفت هوية الضحايا ونشرت قائمة تضم أسماء 6 شهداء ادعت أنهم مخربون، لكن الوقائع الميدانية تثبت أن بعضهم استشهد خارج نطاق مجمع ناصر الطبي”، وفق بيان المكتب الحكومي.

وأضاف المكتب بهذا الصدد: “أحد الشهداء استهدفه الاحتلال في خيام مواصي القرارة، وكذلك الشهيد عمر أبو تيم الذي استشهد في مكان آخر وفي توقيت مختلف، ولم يُنتشل جثمانه حتى اللحظة، وليس كما زعم الاحتلال، إضافة إلى أن باقي الشهداء هم ضحايا مدنيون ومعظمهم استشهد في الضربة الثانية وليست الضربة الأولى”.

وعدّ المكتب الرواية الإسرائيلية “امتداداً لنهج قديم يتبعه الاحتلال في كل جريمة، إذ يُلفّق الذَّرائع ويختلق الأدلة ليتفادى المُلاحقة الدولية، حيث إن استخدامه المتكرر لاتهام المستشفيات والبنى التحتية المدنية بالأنشطة العسكرية يهدف لشرعنة قصفها، وهذا مخالف تماماً لكل القوانين الدولية”.

ولفت إلى أن إسرائيل لم تستطع “على مدار حرب الإبادة الجماعية إثبات مزاعمها وأكاذيبها بأن المستشفيات أو البنى التحتية المدنية لها علاقة بالأنشطة العسكرية”.

وطالب المكتب المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية والدولية الحقوقية والمحكمة الجنائية الدولية بـ”التحرك الفوري لمحاسبة مرتكبي جريمة مجمع ناصر الطبي، ورفض أي سردية لتبرير قتل المدنيين”.

ارتفاع حصيلة الشهداء الصحافيين

وكان مجمع ناصر الطبي الفلسطيني في خانيونس قد أفاد، أمس الاثنين، بمقتل 14 شخصا بينهم 3 صحفيين في قصف إسرائيلي استهدف مبنى الاستقبال والطوارئ، فيما أكدت وسائل إعلام استشهاد 6 صحافيين في الضربة.

بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء الصحافيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في تشرين الأول/أكتوبر2023، إلى “244 شخصا بعد استشهاد 6 صحفيين بقصف إسرائيلي، على مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوبي القطاع”.

بالتوازي، أفاد الدفاع المدني بـ”استشهاد أحد كوادره وإصابة 7 آخرين أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين وانتشال جثث الشهداء من الموقع”.

وأعلنت، مؤخرا، نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 219 من الصحافيين والعاملين في قطاع الإعلام الفلسطيني”، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى