متعاقد أمريكي يؤكد تورط المقاولين الأميركيين بقتل الباحثين عن الغذاء في غزة

أكد شاهد عيان أميركي عمل في مواقع توزيع المساعدات داخل قطاع غزة المحاصر، الخميس، قوله إن إطلاق النار على الفلسطينيين الباحثين عن الغذاء لم يكن من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل شمل أيضاً أفراداً تم توظيفهم عبر مقاولين أميركيين فرعيين لتأمين تلك المواقع.

وأوضح الشاهد لشبكة “سي بي أس نيوز”، وعرّفته الشبكة باسم “مايك”، أن ما رآه لم يكن طلقات تحذيرية، بل “إطلاق نار عشوائي يستهدف المدنيين مباشرة”.

وأضاف مايك، الذي استُقدم من خلال شركة لوجستية أميركية كسائق شاحنات قبل نقله للعمل مع “مؤسسة غزة الإنسانية”، أنه لم يكن يتوقع أن يجد نفسه وسط عمليات إطلاق نار شبه يومية.

وقال إنه سجّل مقاطع فيديو سرّية تُسمع فيها أصوات الرصاص، مؤكداً أنه لم يشهد أي يوم عمل من دون إطلاق نار أثناء وجوده في تلك المواقع.

وأشار الشاهد إلى أن الفلسطينيين كانوا يتوافدون منذ ساعات الفجر ليكونوا الأوائل في الحصول على الغذاء، وأن كثافة الحشود كانت تقابل دوماً باستخدام الرصاص.

وروى حادثة كُلّف فيها بتنظيف بقايا بشرية وحيوانية قرب أحد المواقع، مضيفاً أنه ما زال يشعر بصدمة كبيرة كلما تذكر الأمر.

عناصر الأمن الأميركيين كانوا يتفاخرون بالقتل

كما قال إن بعض عناصر الأمن الأميركيين كانوا يتفاخرون بعدد الأشخاص الذين أصابوهم للتباهي بدقة تصويبهم والقتل.

رفض التعاون مع “مؤسسة غزة الإنسانية”

وتؤكد بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 1,800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ مايو/ أيار الماضي، بينهم نحو ألف شخص في محيط مواقع “مؤسسة غزة الإنسانية” سيئة السمعة والصيت.

وتشير تقارير مفوضية حقوق الإنسان إلى أن إطلاق النار أصبح شبه يومي في تلك المواقع، فيما تحدث مقاولون أميركيون سابقون لوسائل إعلام أخرى عن مشاهدتهم إطلاق نار على الحشود الفلسطينية.

وترفض وكالات الأمم المتحدة وأغلبية المنظمات الإنسانية العاملة في غزة التعاون مع “مؤسسة غزة الإنسانية” المعروفة بـ”مصائد الموت الأمريكية” مع التشكيك في آليات عملها ومبادئها.

ومنذ افتتاحها نقاط توزيع للمواد الغذائية في مايو/ أيار في غزة، استشهد مئات الفلسطينيين بنيران إسرائيلية عناصر حراسة أمريكية وهم ينتظرون الحصول على ما يسدّ رمقهم في هذه المواقع.

وطالبت السلطة الفيدرالية السويسرية للرقابة على الشركات المؤسسة بتوضيح الوضع حتّى نهاية يونيو/ حزيران الفائت، “نظراً إلى أنها لا تحترم بعض التزاماتها القانونية”.

محاكمة “مؤسسة غزة الإنسانية”

وكانت منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة قد طالبت في شهر يوليو الماضي، بمحاكمة ما يسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المعروفة بـ”مصائد الموت الأمريكية“، وملاحقتها قضائيًا، متهمةً إياها بلعب دور خطير في تسهيل حرب الإبادة.

وقالت المنظمات، في بيانها، إن المؤسسة الأميركية التي تعمل تحت غطاء إنساني وإغاثي، متورطة في قتل أكثر من 1500 فلسطيني من طالبي المساعدات.

وأشار البيان إلى أن مراكز توزيع الطعام التي أنشأتها المؤسسة في المناطق المصنفة “حمراء” تحولت إلى “معسكرات موت واحتجاز”.

واعتبرت المنظمات أن “مؤسسة غزة الإنسانية” تمارس دورًا خطيرًا يمهد للتهجير والتطهير العرقي، باستخدام سلاح التجويع أداة ضغط وإخضاع.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى