مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر

استمرار الإدانات الدولية المنددة بجريمة إسرائيل

يعقد مجلس الأمن، اليوم الأربعاء، جلسة طارئة لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر واستهدفت فيه اجتماعاً لقادة حركة حماس، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس، فيما تواصلت الإدانات الدولية للجريمة الإسرائيلية.

وقال دبلوماسيون، أمس الثلاثاء، إن الجزائر طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعدما نفذت إسرائيل عدواناً على قطر. وأضاف الدبلوماسيون أن الجزائر طلبت عقد اجتماع المجلس المكون من 15 عضواً اليوم الأربعاء.

وأمس الثلاثاء، سُمع دوي انفجارات عنيفة في الدوحة، قبل أن يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ سلاح الجو والشاباك هجوماً “بشكل موجه ودقيق ضد قيادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة”، وزعم في بيان أن “قادة القيادة الحمساوية الذين جرى استهدافهم قادوا أنشطة حماس… على مدار سنوات ويتحمّلون المسؤولية المباشرة عن ارتكاب مجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023) وإدارة الحرب ضد إسرائيل”.

كما زعم جيش الاحتلال أنه “قبل الغارة جرى اتخاذ خطوات لتجنّب إصابة المدنيين، شملت استخدام أنواع الذخيرة الدقيقة، والمعلومات الاستخبارية الإضافية. سيواصل الجيش الإسرائيلي والشاباك العمل للحسم ضد حماس المسؤولة عن مجزرة السابع من أكتوبر”.

قطر: نحتفظ بحق الرد

وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، الثلاثاء، أن الدوحة لن تتهاون فيما يتعلق بسيادتها، مشدداً على أن “قطر تحتفظ بحق الرد على الاعتداء الإسرائيلي السافر”.

وأضاف وزير خارجية قطر أن “الهجوم الإسرائيلي رسالة بأن هناك لاعباً مارقاً في المنطقة، وعربدة سياسية مستمرة، وانتهاكاً لسيادة الدول”، لافتاً إلى أن الدوحة “تشكل فريقاً لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأن الهجوم الإسرائيلي”.

وتابع: “الهجوم الإسرائيلي كان عملية غادرة، ولم يتم العلم بها إلا وقت حدوثها”، لافتاً إلى أن “الجانب الأميركي أبلغ الدوحة بعد وقوع الهجوم بعشر دقائق”.

وشدد على أن “هذه اللحظة مفصلية.. ويجب أن يكون هناك رد من المنطقة بأكملها على هذه التصرفات الهمجية”.

وأشار وزير الخارجية القطري إلى أن بلاده “ستستمر في جهود الوساطة بشأن مفاوضات غزة، ولن يثنيها شيء عن القيام بدورها وصولاً إلى استقرار المنطقة”، لكنه لفت إلى أنه “لا محادثات قائمة الآن بشأن صفقة في ظل الهجوم الإسرائيلي”.

قطر تنفي إبلاغها من قبل واشنطن بالهجوم الإسرائيلي

كما نفت وزارة الخارجية القطرية، الثلاثاء، تصريحات البيت الأبيض بشأن إبلاغ الدوحة بهجوم إسرائيلي وشيك يستهدف قادة حركة “حماس” في قطر.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، عبر منصة “إكس”، إن “ما يتم تداوله من تصريحات حول أنه تم إبلاغ دولة قطر بالهجوم مسبقاً عارية عن الصحة، الاتصال الذي ورد من قبل أحد المسؤولين الأميركيين جاء خلال سماع دوي صوت الانفجارات الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي في الدوحة”.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت إن “الرئيس دونالد ترامب وجّه المبعوث الخاص ستيف ويتكوف لإبلاغ القطريين بالهجوم الوشيك..”.

ترامب: قرار الضربة اتخذه نتنياهو

وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إن قرار استهداف قادة حركة حماس في قطر، اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإنه لم يكن قراره، مشيراً إلى أنه أكد لقطر أن مثل هذا الأمر لن يحدث مرة أخرى على أرضها.

وأضاف في منشور على “تروث سوشيال”، أن “قرار إسرائيل المنفرد بالقصف داخل قطر لا يخدم أهداف إسرائيل أو أميركا”، متابعاً أن “قطر دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة تعمل بجد وشجاعة
وتخاطر معنا للتوسط في السلام”.

وتابع: “وجهت على الفور المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، لإبلاغ القطريين بالهجوم الوشيك وهو ما فعله ولكن للأسف كان الأوان قد فات لوقف الهجوم”.

استمرار الإدانات الدولية

وتوالت ردات الفعل العربية والدولية التي تدين الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء حركة حماس في الدوحة.

فقد أدانت جامعة الدول العربية بشدة الهجوم الإسرائيلي على قيادات حماس في قطر، معتبرة أن ما تفعله إسرائيل هو سلوك “دولة مارقة” تتجاهل الأعراف والقانون الدولي، معتبراً أن الدور الأميركي “سلبي ومثير للقلق”، خاصة في ظل تقديم واشنطن مظلة حماية لإسرائيل تشجعها على التصعيد والانتهاكات المتكررة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي، إن الجامعة تلقت الأنباء المزعجة عن الهجوم الإسرائيلي على قطر، وتُدين بشدة هذا “الهجوم السافر، الذي يُعد انتهاكاً صارخاً ضد دولة عربية”.

وأكد رشدي أن “الأخطر في هذا الاعتداء أن الدولة المستهدفة (قطر) تقوم بجهود مخلصة، وتؤدي دور وساطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة من أجل وقف حرب الإبادة في غزة”، مضيفاً: “بعد كل هذه الوساطة، يأتيها هذا الفعل الشائن والجبان كرد على هذه الجهود المخلصة والحثيثة التي بذلتها لسنوات”.

وفي ما يتعلق بدور واشنطن، قال رشدي: “نقرأ الموقف الأميركي بصورة سلبية إلى حد بعيد، سواء كانت واشنطن على علم مسبق بالضربة أو لم تكن”.

اليابان

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي، الأربعاء، إن طوكيو تندد بشدة بالهجوم الإسرائيلي على الدوحة، وتعتبره تهديداً لسيادة قطر والأمن الإقليمي.

ووصف هاياشي الهجوم بأنه “عقبة أمام الجهود الدبلوماسية” الرامية لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين، معبراً عن تضامنه مع قطر وحث إسرائيل على العودة إلى المفاوضات.

إسبانيا

كما أدان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بشدة الهجوم الإسرائيلي على قطر، مؤكداً أنه انتهاك لسيادتها وأراضيها، ويُعد خرقاً واضحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وقال سانشيز: “لا يمكن السماح باستمرار انتشار العنف بلا ضوابط في منطقة الشرق الأوسط”. وأضاف: “لقد حان الوقت للعودة إلى إطار العقلانية والدبلوماسية واحترام القانون الدولي”.

إيطاليا

وعبرت إيطاليا، الثلاثاء، عن تضامنها مع قطر بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على قيادات حركة “حماس” في الدوحة، ودعت إلى تجنب المزيد من التصعيد في المنطقة.

وقالت رئيسة الوزراء جورجا ميلوني: “بالنيابة عن نفسي وعن الحكومة الإيطالية، أعبر عن خالص التعازي لأمير قطر تميم بن حمد، وأؤكد على دعم إيطاليا لكل الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة”.

وأضافت أن “إيطاليا لا تزال تعارض أي شكل من أشكال التصعيد الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة في الشرق الأوسط”.

وقال وزير الخارجية أنطونيو تاياني، في بيان: “الهجمات ألحقت الضرر بسيادة دولة صديقة تعمل منذ أشهر على وقف حرب غزة ومساعدة إسرائيل نفسها على استعادة المحتجزين”.

وأضاف: “وقف إطلاق النار والمفاوضات والهدنة النهائية خطوات أساسية لتجنب أزمة جديدة ستكون أكثر تدميراً وخطورة على الشرق الأوسط بأكمله”.

لبنان

من جانبه، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن “هذا الاعتداء يندرج ضمن سلسلة الاعتداءات التي ترتكبها إسرائيل، والتي تُظهر عزمها على ضرب كل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والأمن في دول المنطقة”.

الكويت

وأعربت وزارة الخارجية الكويتية عن “إدانتها واستنكارها الشديدين” للعدوان الذي وصفته بـ”الغاشم”، مؤكدة وقوفها إلى جانب قطر في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي.

الجزائر

بدورها، استنكرت الخارجية الجزائرية بشدة الهجوم، واعتبرته “عدوانًا غاشمًا”، مؤكدة “تضامن الجزائر الكامل مع دولة قطر الشقيقة في هذا الظرف الاستثنائي”.

ليبيا

من جانبها حذرت الخارجية الليبية من “العواقب الوخيمة” جراء إصرار إسرائيل في “تعدياتها الآثمة”، و”خروجها الفاضح” عن مبادىء القانون الدولي وجميع الأعراف الدولية.

كندا

وندد رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، بالغارة الجوية الإسرائيلية على قياديي حركة “حماس” في قطر، الثلاثاء، قائلاً إن الهجوم يمثل “توسعاً غير مقبول للعنف” وينذر بتصعيد الصراع في جميع أنحاء المنطقة.

وقال كارني عبر منصة “إكس”: “تندد كندا بالضربات الإسرائيلية في قطر، فهي توسيع غير مقبول (لنطاق) العنف وانتهاك لسيادة قطر”.

وأضاف كارني “بغض النظر عن أهدافها، تشكل هذه الهجمات خطراً جسيماً بتصعيد الصراع في جميع أنحاء المنطقة وتعرض للخطر بشكل مباشر الجهود المبذولة لتعزيز السلام والأمن وضمان إطلاق سراح جميع الرهائن، وتحقيق وقف إطلاق نار دائم، وهي جهود يلعب فيها (أمير قطر) الشيخ تميم بن حمد دوراً بناء للغاية”.

الاتحاد الأوروبي

وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إن الغارة الجوية الإسرائيلية على قيادة حركة “حماس” في الدوحة تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وسلامة أراضي قطر، محذّراً من مغبة تصعيد أكبر للعنف في المنطقة.

وأعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة “إكس”، “عن تضامن التكتل الكامل مع سلطات وشعب قطر، وهي شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي”.

وأضافت: “يجب تجنب أي تصعيد للحرب في غزة، فهو ليس في مصلحة أحد.. سنواصل دعم جميع الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في القطاع”.

ألمانيا

قال وزير خارجية ألمانيا، يوهان فاديفول، في بيان، الثلاثاء، إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة “غير مقبول”.

وأضاف أن “الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لا ينتهك سيادة دولة قطر على أراضيها فحسب، بل يُعرّض للخطر جميع جهودنا لإطلاق سراح الرهائن”، مشيراً إلى أن قطر تلعب دوراً محورياً في الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

سلطنة عمان

واستنكرت الخارجية العمانية الهجوم وأكدت تضامنها مع قطر، مشددة على أن “الاغتيالات السياسية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، واعتداءً سافرًا على سيادة الدول، وتشكل تصعيدًا خطيرًا”.

فرنسا

فيما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة “إكس”، عن تضامنه مع قطر، مؤكدا أن الضربات الإسرائيلية على الدوحة “غير مقبولة مهما كانت دوافعها” .
وأعلنت حركة “حماس” الفلسطينية، فشل الغارة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة، في اغتيال قيادات الحركة المستهدفة، مشيرة إلى أن “5 من مرافقي القيادات بينهم نجل رئيس مكتبها السياسي خليل الحية هم من قتلوا نتيجة الغارة، إضافة إلى أحد أفراد الأمن القطري”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن تنفيذ هجوما جويا استهدف قادة حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، قائلا إن هؤلاء القادة “يتحملون المسؤولية المباشرة عن ارتكاب مجزرة السابع من تشرين الأول/أكتوبر وإدارة الحرب ضد إسرائيل”.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى