مسؤول أممي يكشف عن “مذبحة لمحو حياة الفلسطينيين” في قطاع غزة
مصر تطالب إسرائيل بإرسال وفد رسمي لمفاوضات وقف النار عن القطاع

بينما تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وفرض حصار قاتل عليهم، واستخدام الغذاء كوسيلة حرب، ندد مسؤول أممي بقتل إسرائيل المُجَوَّعين بقطاع غزة، واصفا ما يحدث هناك بأنه “مذبحة” تشكل عملية “لمحو حياة الفلسطينيين”.
جاء ذلك في إحاطة إعلامية بشأن غزة قدمها جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالأرض الفلسطينية المحتلة “أوتشا“، وأعادت نشرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” الثلاثاء.
وقال ويتال: “ما نشهده مذبحة، إنه جوع يُستخدم كما لو كان سلاحا، إنه تهجير قسري، إنه حكم بالإعدام بحق أناس يسعون للبقاء على قيد الحياة فحسب”.
وتابع المسؤول الأممي: “يبدو أن هذه العوامل تشكّل عملية لمحو حياة الفلسطينيين من قطاع غزة”.
وحتى الاثنين، وصل عدد الضحايا الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع غذاء ومساعدات بـ”الآلية الأمريكية – الإسرائيلية” إلى 467 شهيداً و3602 مصابا، فيما لا يزال 39 شخصا مفقودين، حسب وزارة الصحة بغزة والمكتب الإعلامي الحكومي.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” التي يصفها الفلسطينيون بـ”مصائد الموت الأمريكية“، وهي مدعومة إسرائيليا وأمريكيا ومرفوضة من الأمم المتحدة.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل إصدار أوامر تهجير لمناطق مختلفة من قطاع غزة خاصة في محافظة الشمال ومدينة خانيونس جنوبا، في إطار مخطط تقول منظمات حقوقية وجهات حكومية فلسطينية إنه يهدف للتهجير القسري.
مفاوضات وقف النار
وحول الحراك التفاوضي لوقف النار عن غزة، كشفت مصادر مصرية، اليوم الثلاثاء، عن أنّ أجهزة الدولة المعنية بملف التفاوض غير المباشر بين إسرائيل وحركة حماس كثّفت اتصالاتها، فور دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ، في محاولة لاستثمار لحظة الزخم الإقليمي الناتجة عن التهدئة، لدفع عجلة مفاوضات غزة المتعثرة منذ أسابيع.
وأشارت المصادر إلى أن التحرك المصري جاء مدفوعاً بتقدير استراتيجي، يرى أن انشغال إسرائيل خلال الفترة الماضية بجبهة إيران، والتكلفة الباهظة التي تكبّدتها جراء الضربات الإيرانية غير المسبوقة، قد يجعلها أكثر استعداداً لتقديم تنازلات مرحلية، على الأقل في ما يتعلق بملف تبادل الأسرى وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن الجانب المصري فتح قنوات اتصال سريعة مع الدوحة، في ضوء ما وصفته بـ”التفاهم المشترك” بينهما، بشأن ضرورة تحقيق اختراق ملموس في المفاوضات، خاصة أن طول أمد الحرب في غزة بات عامل ضغط على جميع الأطراف، إقليمياً ودولياً.
مصر تطلب من إسرائيل إرسال وفد رسمي للمفاوضات
كما أفادت مصادر إعلامية عبرية بأن جهات رسمية مصرية وجّهت، صباح الثلاثاء، دعوة إلى إسرائيل لإرسال وفد تفاوضي إلى القاهرة، للمشاركة في محادثات تتعلق بالتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المصادر تأكيدها أن الرسالة المصرية أوضحت أن “لا مبررات بعد الآن لامتناع إسرائيل عن إرسال وفد، خاصة بعد انتهاء الحرب مع إيران”.
وتأتي التحركات المصرية في وقت يتزايد فيه القلق الإقليمي والدولي من تصاعد حدة الانهيار الإنساني في قطاع غزة، مع تزايد التحذيرات من مجاعة واسعة النطاق، وتدهور البنية الصحية على نحوٍ غير مسبوق، وسط تعثر وصول المساعدات وعجز المنظمات الإنسانية عن العمل، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وتختم المصادر بالإشارة إلى أن القاهرة ترى أن نافذة التحرك الحالية ضيقة، لكنها تحمل فرصاً واقعية، إذا ما أُحسن استغلالها عبر تنسيق إقليمي فاعل، محذّرة من أن تفويت هذه الفرصة قد يُعيد الوضع إلى نقطة الصفر، أو ما هو أسوأ.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، راح ضحيتها نحو 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، ودمار واسع على امتداد القطاع.