ميركل تواصل مفاوضاتها مع الاشتراكيين الديمقراطيين لتشكيل ائتلاف حكومي
تعقد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وتيارها المحافظ الأحد مشاورات جديدة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بهدف تشكيل ائتلاف حكومي، بعد فشل محادثات سابقة مع الليبراليين وأنصار البيئة. وتبدو مهمة ميركل صعبة في ظل تشدد حليفها الاتحاد الاجتماعي المسيحي حيال ملف اللاجئين، عكس الاشتراكيين، والخلافات ضمن الحزب الاشتراكي الديمقراطي إزاء التحالف مجددا مع ميركل.
يستأنف المحافظون والاشتراكيون الديمقراطيون الأحد مشاوراتهم لتشكيل تحالف حكومي في محاولة ثانية تبدو صعبة لأنغيلا ميركل، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات التشريعية في ألمانيا.
وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتز في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية الجمعة “سيكون الأمر صعبا وسنبقى حازمين”.
وسيلتقي القادة الرئيسيون للحزبين حوالي الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش في مقر الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين ليوم أول من المشاورات.
وعلى الرغم من إعلان الشركاء المحتملين أنهم سيباشرون هذه المحادثات التي من المقرر أن تستمر خمسة أيام، “بتفاؤل” يتوقع أن تجري المناقشات في أجواء من التوتر خصوصا بشأن السياسة المتعلقة بالهجرة.
وكان الاتحاد الاجتماعي المسيحي الحليف البافاري للاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تقوده ميركل، قد طالب في الأيام الأخيرة بالتشدد حيال اللاجئين في البلاد بينما يريد الحزب الاشتراكي الديمقراطي تليين شروط لم الشمل العائلي.
وكتبت صحيفة “دي فيلت” إن “الحزب الاشتراكي الديمقراطي يمكن أن يتفاهم بسرعة مع حزب ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي، لكن مع الاتحاد الاجتماعي المسيحي سيكون الأمر صعبا”.
ويفترض أن يخوض الحزب الاجتماعي المسيحي انتخابات في معقله في الخريف، يمكن أن يخسر فيها أغلبيته المطلقة مع صعود اليمين المتطرف.
وقالت “دي فيلت” إنه لهذا السبب، تبدو فرص التوصل إلى أي تسوية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي “شبه معدومة”.
“وضع لا يحسدون عليه”
أفضت الانتخابات إلى فوز ميركل، لكنها أضعفتها وبات هامش المناورة الذي تملكه المستشارة الألمانية ضيقا.
وأخفقت ميركل في تشرين الثاني/نوفمبر في التوصل إلى أرضية تفاهم مع دعاة حماية البيئة والليبراليين. ولتشكيل سلطة تنفيذية تملك أغلبية في مجلس النواب، لم يعد أمامها سوى التحالف مجددا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو الحل المفضل لديها.
وتشكك غالبية من الألمان في جدوى مواصلة تحالف حكم مرتين خلال ولاية ميركل المستمرة منذ 12 عاما. ويعتبر 52 بالمئة من الألمان أنه “ليس جيدا جدا” أو “سيئا”، كما كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه هذا الأسبوع.
أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فهو منقسم حول الخطوات الواجب اتباعها، إذ يفضل كثير من أعضائه البقاء في المعارضة بعد الهزيمة التي لحقت بحزبهم في الانتخابات.
وهم يخشون أن يواجه الحزب تهديدا لوجوده كما في فرنسا، في حال مشاركة جديدة مع المحافظين في الحكومة.
وقالت ريتشل تاوسندفرويند من المجموعة الفكرية “جرمان مارشال فاند” في تحليل إن “الاشتراكيين الديمقراطيين في وضع لا يحسدون عليه”. لكن إذا تمكنوا من فرض وجهات نظرهم خصوصا حول إصلاح أوروبا فالأمر يستحق التحالف مع ميركل من جديد، على حد قولها.
صمت
قال مارتن شولتز الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي إنه موافق على الأفكار الفرنسية لإصلاح في منطقة اليورو مع إنشاء ميزانية أوروبية ووزير مال للمنطقة، وهي نقاط تلقاها فريق ميركل بفتور.
وكتبت صحيفة “دي تسايت” الأسبوعية من جهتها إن اتفاقا مع الاشتراكيين الديمقراطيين “مهم للبقاء” السياسي لميركل وهذا يجبرها على تقديم تنازلات.
ووعدت ميركل في كلمة نهاية العام بالعمل على “تشكيل حكومة مستقرة بسرعة”. لكن في أفضل الأحوال لن يتحقق ذلك قبل حوالي نهاية آذار/مارس.
فبعد المشاورات الأولية، ينبغي أن يحصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال مؤتمر استثنائي سيعقده في 21 كانون الثاني/يناير على ضوء أخضر من ناشطيه لإبرام الاتفاق.
لكن لا شيء يدل على أنهم سيتبعون قيادتهم في حال أوصت بالمشاركة في حكومة جديدة مع ميركل.
وفي هذه الحالة لن يكون أمام ميركل أي خيار آخر سوى تشكيل حكومة أقلية قدرتها على البقاء مشكوك فيها ورفضتها المستشارة حتى الآن. وهناك خيار تنظيم انتخابات جديدة لن يستفيد منها سوى اليمين المتطرف.
لكن الأحزاب متفقة على نقطة واحدة هي التزام مفاوضيها الصمت حتى نهاية المشاورات الخميس، كما ذكرت مجلة “دير شبيغل”.
وهذا الاتفاق هدفه تجنب الفوضى في التصريحات التي حدثت خلال المشاورات بين المحافظين ودعاة حماية البيئة والليبراليين، وساهمت في إفشالها.