واشنطن تدعم خيارات تل أبيب… تصعيد إسرائيلي خطير لجرائم الإبادة الجماعية في غزة
الاحتلال يحرق النازحين ويقصف المباني فوق رؤوس الأبرياء

صعّدت إسرائيل من حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وقصفت بطائراتها ومدفعيتها منازل المدنيين وأحرقت مراكز لإيواء النازحين مما تسبب باستشهاد أكثر من 140 مواطناً معظمهم من النساء والأطفال منذ فجر اليوم 45 منهم في مدينة غزة وشمالي القطاع.
وارتفع بذلك عدد الشهداء في غزة خلال 3 أيام إلى 500 شهيد، وفقا لمدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بغزة.
وبحسب المصادر الطبية، فإن 42 شهيداً قضوا في غارات إسرائيلية استهدفت خياما للنازحين ومنزلًا في خانيونس جنوبي القطاع، كما ارتفع عدد ضحايا قصف إسرائيلي لمنزل في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خانيونس إلى 4 شهداء، ولمنزل آخر في الفخاري إلى شخصين.
وأشارت المصادر الطبية الفلسطينية إلى استشهاد 12 شخصا وسط قطاع غزة، و27 شخصا شمالي القطاع.
فاشيّة إسرائيل
ووصفت حركة حماس، في بيان، استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لخيام النازحين في خانيونس وإحراقها بمن فيها من مدنيين أبرياء بأنه “جريمة وحشية جديدة تجسّد فاشية حكومة مجرم الحرب نتنياهو، وانتهاكها الصارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية”.
وتزامن هذا التصعيد مع ما أعلنت عنه إسرائيل، أول أمس الجمعة، بشأن انطلاق “المرحلة التمهيدية” لعملية عسكرية جديدة تحمل اسم “عربات جدعون“، والتي بدأتها بتنفيذ عمليات قصف مكثفة وتوغل محدود في منطقة بيت لاهيا شمالي القطاع، إضافة إلى تنفيذ عمليات تفجير واسعة داخل البلدة.
يأتي ذلك، بينما تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك في إطار مقترح ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، حيث تناقش أطراف المفاوضات في العاصمة القطرية، مقترحًا لوقف إطلاق نار لأسابيع عدة، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن “المقترح الذي تجري مناقشته حاليا يتضمن الإفراج عن 10 مختطفين إسرائيليين من قطاع غزة بدفعة واحدة وبشكل فوري. وتقدم حماس في اليوم العاشر من الاتفاق قائمة مفصلة حول أوضاع المختطفين الأحياء والأموات”.
واشنطن تواصل دعم إسرائيل
في السياق، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في مقابلة مع شبكة CBS NEWS الأميركية، تبث كاملة الأحد، إن الولايات المتحدة تبحث عن طريقة لمعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية لإخراج المزيد من الأسرى الإسرائيليين في غزة عبر آلية لوقف النار في القطاع، لكنه قال إن واشنطن لن تفعل أي شيء “يقوض إسرائيل أو أمنها”.
وأضاف روبيو: “ندعم إنهاء وجود حماس، وندعم مستقبلاً لشعب غزة خالياً من حماس ومليئاً بالفرص”، وفيما ذكر أن واشنطن “لن تقوم بأي خطوة من شأنها تقويض أمن إسرائيل”، قال إنه “إذا وُجدت إمكانية لإيجاد طريقة لإطلاق سراح المزيد من الأسرى، سواء الأحياء منهم أو إعادة جثامين المتوفين، وربما إنهاء هذه الحرب بطريقة تضع شعب غزة على طريق السلام والازدهار والحرية من حكم حماس، فإننا سنستكشف هذا الخيار”، وفق قوله.
وأشار روبيو، إلى أنه يعتقد أنه تم إحراز بعض التقدم، لكن “لا يزال هناك الكثير من العمل”.
وكان روبيو يشير هنا إلى إطلاق حركة حماس سراح عيدان ألكسندر، الاثنين الماضي، نتيجة اتصالات مع الولايات المتحدة دون انخراط إسرائيل.
وأشار وزير الخارجية الأميركي، إلى أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يعمل على ملف غزة “بشكل مستمر، وعلى مدار الساعة”. “إنه أمر نركز عليه كثيراً، ونواصل دعمه بكل السبل. وآمل أن تكون هناك أخبار جيدة قريباً بهذا الشأن، لكن أعتقد أن بعض العقبات ما زالت قائمة”.
نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب
وعما إذا كانت واشنطن تطالب إسرائيل بإبطاء تصعيدها العسكري، وتصريحات الرئيس الأميركي بأن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب، قال روبيو: “أعتقد أن ما يقصده الرئيس هو أنه لا يريد إنهاء الحرب قبل هزيمة حماس”.
يشار إلى أن إسرائيل تفرض حصاراً قاتلاً على قطاع غزة منذ بداية شهر مارس الماضي، وتمنع عنه كل الإمدادات الغذائية والمساعدات، مع استئناف هجومها على القطاع، عقب هدنة مؤقتة، مما أدى إلى تزايد القلق الدولي بشأن الكارثة التي يواجهها سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.