أزمة كبيرة تضرب حزب قلب تونس بسبب تحالفه مع الإخونجية

المراقبون يصفونه ب"التحالف المشبوه" مرتبط بملفات فساد رئيس الحزب

كشف مصدر سياسي مقرب من حزب قلب تونس، أن “سلسلة الاستقالات ستتوالى في الأيام المقبلة بعد امتناع رئيس الحزب نبيل القروي عن سحب الثقة من راشد الغنوشي”.

وقد استقالت كردة فعل على التحالف حركة النهضة الإخونجية وقلب تونس النائبة ليليا بالليل على إثر سقوط لائحة سحب الثقة من رئاسة راشد الغنوشي للبرلمان التونسي في 30 يوليو/تموز الماضي.

ويرى مراقبون أن تحول أعداء الأمس، حزب قلب تونس وحركة النهضة الإخونجية إلى علاقة استراتيجية، ما هو إلا تحالف مشبوه كان هدفه الإطاحة بالحكومة ومعارضة الرئيس قيس سعيد.  

وأكد متابعون أن التحالف الهجين بين الطرفين تحركه أيضا الهواجس المشتركة من فتح ملفات الفساد المرتبطة بنبيل القروي، وملفات الإرهاب المتعلقة بحركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي.

ولم يخف الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي محمد عبو امتعاضه، الإثنين، إثر لقاءه برئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي من ممارسات العديد من الأحزاب في تونس.

وأكد عبو، في تصريحات إعلامية، أن العديد من الأحزاب التي نشطت منذ سنة 2011 مكانها السجن، قائلا: “لا يمكن المواصلة في نفس المنهج السابق إذا أرادت تونس أن تخرج من أزمتها”.

مراقبون اعتبروا أن هذا التصريح، كان القصد منه الأحزاب التي تحالفت لإسقاط حكومة الفخفاخ، وخاصة حركتي النهضة الإخونجية  (54 مقعدًا)، وقلب تونس (26 مقعدا).

ومن المفارقات، حسب المتابعين للمشهد السياسي التونسي، أن حركة النهضة الإخونجية خاضت حملتها الانتخابية على قاعدة الصراع المفتوح مع حزب قلب تونس الذي تأسس قبيل انتخابات أكتوبر/تشرين الأول بثلاثة أشهر.

وكانت اتهامات حزب “قلب تونس” موجهة للنهضة بوقوفها وراء سجن نبيل القروي بتهمة التهرب الضريبي وتبييض الأموال والتواصل مع جهات إسرائيلية لإبرام عقود دعاية سياسية.

وما إن مرت سحابة الانتخابات حتى تحول أضداد الأمس إلى علاقة استراتيجية بين الغنوشي ونبيل القروي، تجسمت في تحالف برلماني التقى على هدف الإطاحة بحكومة إلياس الفخفاخ، والاشتراك في معارضة الرئيس قيس سعيد.

وينطلق الحزبان برؤية واحدة في المشاورات الحكومية مع رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي مثل ما أكده نور الدين البحيري، رئيس كتلة حركة النهضة، رؤية تعكس مدى ارتباط المصالح المتبادلة بين الإخوان والقروي.

وقال محمد الأدب الباحث في كلية الحقوق والعلوم السياسية إن رئيس حزب “قلب تونس”، ارتمى في أحضان حركة النهضة بحثا عن الحماية القضائية والاستفادة من نفوذ راشد الغنوشي داخل بعض الدوائر القضائية.

وأشار في تصريحات صحافية، إلى أن “القروي اختار الانتحار السياسي بتقاربه مع حركة النهضة الإخونجية، وهو ما عجل باستقالة 12 نائبا من كتلته البرلمانية”.

وقد بدأ حزب قلب تونس الذي فاز بـ38 مقعدا في التلاشي تدريجيا بعد خروج قيادات بارزة منه على غرار الكاتب عبد العزيز بالخوجة، والنائب حاتم المليكي، وفقدانه للمقاعد الأولى في استطلاعات الرأي.

ولا تكتف حركة النهضة الإخونجية في كل مرة بممارسة الابتزاز السياسي في علاقتها بالأحزاب، وإنما تصر على ضمان تموقع داخل المفاصل الحيوية للدولة وخاصة منها الوزارات السياسية.

ويذهب العديد من الخبراء إلى أن “ملف الاغتيالات السياسية وانتشار الإرهاب وتسفير الشباب التونسي إلى التنظيمات الإرهابية، كلها عناوين وملفات تقلق راحة الإخونجية ولأجلها يخوض رئيسها الغنوشي كل الحروب للتغطية على الجرائم المرتكبة منذ 8 سنوات”.

ويوضح الناشط أنس الشابي (كاتب مختص في الجماعات الإسلامية) أن “تبادل المصالح بين حزب نبيل القروي وحركة النهضة هو الذي اختزل المسافات بينهما”.

وقال في حديث لوسائل الإعلام، إن “ما حدث بين النهضة وقلب تونس لا يمكن أن يسمى تحالفا لأن التحالف من المفروض أن يكون على أساس برنامج أو نقاط سياسية واضحة وبينة ومعلومة، أما ما حدث فهو التقاء للتحايل على الوقائع وعلى القانون بين طرفين”.

فالطرف الأوّل وهو النهضة، حسب الشابي، فإن عريضة سحب الثقة من الغنوشي لم لم تبق أمام الفرع المحلي للتنظيم الدولي للإخوان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سوى التحالف مع حزب قلب تونس.

 وتابع قائلا: “إن الطرف الثاني (قلب تونس) وهو تنظيم ليس له من هدف سوى إنقاذ رئيسه من قضايا الفساد المرفوعة ضده، وهو جعل من المصالح الثنائية بينهما تلتقي ضد المصلحة العليا للبلاد التونسية”.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى