أوروبا توجه رسائل ساخنة للنظام التركي

دعوات لإنهاء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع أنقرة وفرض عقوبات عليها

دعا المستشار النمساوي زباستيان كورتس، إلى إنهاء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع النظام التركي، وفرض عقوبات عليها.

وقال كورتس للصحفيين فى بروكسل إنه بالنسبة للنمسا كان من غير المقبول منذ فترة طويلة طريقة تعامل أنقرة مع الصحفيين والأشخاص الذين يعتنقون الآراء المختلفة، وأضاف أن جهودها الأخيرة في التنقيب عن الغاز تعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي .

وأضاف المستشار النمساوي: “وأخيراً ، على الاتحاد الأوروبي أن يظهر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هناك خطوطا حمراء واضحة”.

أما رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، فقد أكد فجر الجمعة، أن “الحوار مع النظام التركي مشروط بوقفها الأعمال أحادية الجانب”، وأن “القمة الأوروبية حددت ديسمبر أفقاً لمراجعة مختلف المقاربات”.

إلى ذلك أضاف ميشيل: “ندعم مقاربة الحوار في نطاق الاحترام المطلق للمبادئ والقيم الأوروبية”، لافتاً: “اتفقنا حول استراتيجية ازدواجية الحوار والحزم”.

وتابع: “ندعم استئناف مسار حل أزمة انقسام قبرص تحت إشراف الأمم المتحدة”.

وبعد اجتماع في بروكسل، وافق قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة على فرض عقوبات على المسؤولين عن القمع في بيلاروسيا، كما وجّهوا رسالة حازمة لتركيا مترافقة مع تهديد بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف عمليات التنقيب غير القانونية في المياه الإقليمية لجزيرة قبرص.

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال للصحافيين الجمعة أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ليس على لائحة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي.

وتشمل هذه العقوبات نحو 40 مسؤولا بيلاروسيا متهمين بقمع المعارضة أو بتزوير نتيجة الانتخابات الرئاسية في 9 أغسطس/آب. وقال ميشال إن “الرئيس لوكاشينكو ليس على اللائحة”.

وسيتمّ الجمعة اللجوء إلى “إجراء خَطّي” سيسمح بدخول هذه العقوبات حيز التنفيذ.

من جهتها، قالت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: “نعرض على أنقرة وقف الاستفزازات مقابل حوار الاتحاد الجمركي والتجارة”.

كما أكدت فون دير لاين: “نمتلك أدوات الرد على الأعمال أحادية الجانب إذا تواصلت”.

أظهر الأوروبيون تضامنا مع اليونان وقبرص في مواجهة أنقرة مع انطلاق قمة الاتحاد الأوروبي عقب تصاعد التوتر في المتوسط، آملين في الآن ذاته في إيجاد سبل حوار مع رئيس النظام التركي.

ونبّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عند وصوله القمة أن “التضامن مع اليونان وقبرص، غير قابل للتفاوض”. وأضاف “عندما تهاجَم دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، عندما لا تحترم مياهها الإقليمية، فإن من واجب الأوروبيين إظهار تضامنهم”.

وكان النزاع في شرق المتوسط بين النظام التركي واليونان وقبرص حول احتياطات المحروقات، أول موضوع ناقشته الدول الـ27.

من جهته شدد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن “الساعة حانت لتتناقش أوروبا بشجاعة وصراحة حول نوع العلاقة التي تريدها حقا مع تركيا”. واعتبر المسؤول أنه “لم يعد يمكن التسامح مع استفزازات أنقرة”.

واعتبر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان،  أن الأوروبيين “مرتهنين” لليونانيين والقبارصة، وأكد أمام البرلمان التركي أنه “مصمم على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة”.

وفي إشارة إلى الرغبة في التهدئة، تم التوصل في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الخميس إلى اتفاق بين اليونان وتركيا حول آلية لتجنب النزاعات.

ويستعمل أعضاء الاتحاد الأوروبي سياسة العصا والجزرة، إذ لا يجب عليهم تقويض الحوار الذي وعدت أثينا وأنقرة باستئنافه عقب وساطة ألمانية، لكن عليهم أيضا إظهار الحزم تجاه أنقرة.

ورسالة الأوروبيين لأنقرة ستكون حاسمة لمصير العقوبات ضد بيلاروس، الجاهزة منذ عدة أسابيع لكن المعطلة من طرف قبرص التي تطالب بدعم موقفها. ووضع الاتحاد الأوروبي قائمة باسم أربعين مسؤولاً بيلاروسياً متهمين بالمساهمة في قمع المعارضة أو تزوير الانتخابات الرئاسية، لكن يجب إقرارها من طرف جميع الدول الأعضاء.

وسيجري نقاش حول توسيع القائمة لتشمل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو الذي لم يعد الاتحاد يعترف بصفته الرسمية.

وصرحت المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا لراديو “إر تي إل” الخميس أن “السلطات البيلاروسية لن تبدأ في سماع دعوتنا للحوار إلا في حال اتخاذ خطوات. في حال انحاز الاتحاد الأوروبي لنا (…) فإن ذلك يمكن أن يساعد كثيرا”.

وفق مسودة استنتاجاتهم، يفترض أن يدين القادة “أعمال العنف غير المقبولة” وكذلك “أعمال الترهيب والتوقيفات والاحتجازات التعسفية” لمعارضين من طرف نظام ألكسندر لوكاشنكو.

ويفترض أن يدعوا أيضا إلى رفض أي “تدخل خارجي”، في إشارة مبطنة إلى موسكو.

من المواضيع المهمة أيضا للأوروبيين هو الوضع في ناغورني قره باغ التي تمثل مسرح معارك بين الأرمن والأذربيجانيين، رغم دعوات وقف إطلاق النار. ويهدد تدويل النزاع بزعزعة استقرار منطقة تتنافس فيها قوى على غرار روسيا والنظام التركي.

وأكد إيمانويل ماكرون أن لديه معلومات حول نشر “مرتزقة سوريين من مجموعات إرهابية”، وهو “أمر خطير جدا يغير المعطيات” في الإقليم الذي تقطنه أغلبية أرمنية والذي انفصل عن أذربيجان مع سقوط الاتحاد السوفياتي، ما فجّر حربا بداية التسعينات أوقعت 30 ألف قتيل.

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى