إدانات عالمية لجرائم الإبادة في غزة… واشنطن وتل أبيب تقاطعان مؤتمر الأمم المتحدة لحل الدولتين

أعلنت كل من واشنطن وتل أبيب مقاطعتهما مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بفلسطين، ووصفت الخارجية الأمريكية المؤتمر الأممي بأنه “هدية لحماس التي ترفض مقترحات وقف إطلاق النار في غزة“، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.
وأضافت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة كانت قد صوتت ضد دعوة الجمعية العامة لعقد المؤتمر، مؤكدة أنها “لن تدعم أي إجراءات تقوّض التوصل إلى حل سلمي”، وفقًا للوكالة ذاتها.
من جهته، قال المتحدث باسم بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن الدولة العبرية “لن تشارك في المؤتمر أيضًا الذي لا يدين حماس ولا يتناول ملف إعادة الرهائن”.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 193 عضوًا، قد قررت في سبتمبر من العام الماضي عقد المؤتمر في يونيو 2025، وحظي برعاية فرنسا والمملكة العربية السعودية، إلا أنه تم تأجيله بسبب المواجهة بين تل أبيب وطهران.
حل الدولتين مفتاح لاستقرار المنطقة
وصرح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في كلمته الافتتاحية بالقول: “المملكة تؤمن بأن حل الدولتين مفتاح لاستقرار المنطقة”، مشيراً إلى أن “مؤتمر نيويورك محطة مفصلية نحو تنفيذ حل الدولتين”.
كما أضاف: “تحقيق الاستقرار في المنطقة يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه”، مثمناً إعلان الرئيس الفرنسي نيته الاعتراف بدولة فلسطين.
وتابع وزير الخارجية السعودي قائلاً “الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف فورا”.
كذلك، أوضح الوزير السعودي أن المملكة وفرنسا أمّنتا تحويل 300 مليون دولار من البنك الدولي إلى فلسطين.
وأشار إلى أن مبادرة السلام العربية أساس لأي حل عادل وشامل، مضيفاً “نؤكد على أهمية دعم التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”.
“لا يمكن القبول باستهداف المدنيين في غزة”
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، “لا يمكن القبول باستهداف المدنيين في غزة”، مشيرا إلى أن الحرب في القطاع دامت لفترة طويلة ويجب أن تتوقف.
وتابع في كلمته بالمؤتمر “علينا أن نعمل على جعل حل الدولتين واقعا ملموسا”، مبيناً أن حل الدولتين يلبي الطموحات المشروعة للفلسطينيين.
كذلك أردف “مؤتمر حل الدولتين يجب أن يكون نقطة تحول لتنفيذ الحل”، وأضاف “أطلقنا زخما لا يمكن إيقافه للوصول إلى حل سياسي في الشرق الأوسط”.
وأضاف بارو: “سنطلق نداءً في نيويورك لكي تنضم إلينا دول أخرى لإطلاق ديناميكية أكثر طموحًا وتحديًا ستبلغ ذروتها في 21 سبتمبر”، أي في الاجتماع السنوي لقادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
توافق دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن المؤتمر يعقد توقيت شديد الخطورة، مشيرا إلى أن مصر كثفت جهودها لإنفاذ المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
وأضاف، أن مصر جددت عزمها بالتعاون مع الشركاء لتنظيم مؤتمر إعادة إعمار غزة عقب وقف إطلاق النار، ونطمح إلى تحقيق توافق دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ورحب، بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل، واصفًا الخطوة بأنها شجاعة وتعكس تحولًا نوعيًا في المواقف الأوروبية تجاه الحق الفلسطيني.
كما توجه عبد العاطي، بالشكر والتقدير إلى القائمين على المؤتمر، مشيدًا بحرصهم على دعم القضايا الإنسانية والسياسية العادلة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة.
رئيسة إيرلندا السابقة: نرى إبادة جماعية أمام أعيننا في غزة
وقالت رئيسة إيرلندا السابقة ماري روبنسون، الاثنين، إننا نرى أمام أعيننا “إبادة جماعية” في قطاع غزة.
وأضافت روبنسون أمام مؤتمر حل الدولتين الذي انطلق في نيويورك برئاسة سعودية فرنسية: “في حقيقة الأمر فإن حكومة إسرائيل لن تخضع للمساءلة بشأن انتهاكاتها في غزة أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقياداتها تتمتع بإفلات كامل من العقاب، والتدابير المتخذة حتى يومنا هذا لم تكن كافية لإحداث تغيير في هذا المسار. لا يمكن لهذا أن يستمر. علينا واجب مشترك في حماية سيادة القانون”.
وتابعت: “ينبغي أن يكون هناك وقف فوري لنقل الأسلحة إلى إسرائيل، إضافة إلى وقف أي تعاون عسكري أو تجاري معها”.
ما يجري في غزة صفعة على جبين الإنسانية
وأضافت ممثلة إيرلندا، إن المؤتمر هو فرصة لإظهار روح المسؤولية المشتركة لإيجاد حل سياسي لهذا النزاع المدمر.
وأضافت خلال كلمتها في افتتاح المؤتمر إن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستوى جديد من اليأس، حيث بات الجوع ينتشر بين السكان.
وشددت على إن ما يجرى في غزة هو صفعة على جبين الإنسانية، وتابعت: “علينا أن نصل إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، والإفراج عن المحتجزين”.
وأدانت محاولات ضم الضفة الغربية المحتلة، وهجمات المستوطنين الإسرائيليين.
إسرائيل لا تريد التفاوض للاعتراف بدولة فلسطينية
بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الاثنين، إن الأردن ملتزم بمسار حل الدولتين بوصفه المسار الوحيد نحو الأمام، مضيفاً أن “الآن هو وقت العمل”.
وأضاف الصفدي أمام مؤتمر حل الدولتين في نيويورك الذي انطلق برئاسة سعودية فرنسية، “إن لم نتحرك فإن هذا الحل سيكون غير ممكناً على الأرض بشكل متزايد مع مضي كل يوم إضافي”.
وقال إن الاعتراف بدولة فلسطينية ضروري ولا غنى عنه، وتابع: “من يقول إن هذا الحل يجب أن يكون نتاج المفاوضات، فإنه لا توجد مفاوضات، الفلسطينيون مستعدون للتفاوض، ولا نجد في إسرائيل شريكاً في التفاوض”.
وتابع: “لا يمكن لإسرائيل نقدنا ومنعنا من المضي في الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
ويهدف المؤتمر إلى إعادة إحياء حل الدولتين. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قد صرح في مقابلة مع صحيفة “لا تريبون ديمنش” بأن بلاده ستكون فاعلة خلاله لدفع دول أخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام للفلسطينيين
من جهتها، قالت وزيرة خارجية كندا أنيتا آناند الاثنين، إن حل الدولتين هو المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضافت خلال كلمتها بمؤتمر حل الدولتين الذي تستضيفه الأمم المتحدة برئاسة السعودية وفرنسا، “نحن هنا لأن هذه اللحظة تتطلب منا الشجاعة والعزم السياسي، يجب أن نختار مساراً مختلفاً يقود إلى حل مستدام وعادل”.
واعتبرت أن الاتفاقات السياسية وحدها لا تكفي. وأضافت آناند أن كندا ملتزمة بدعم المبادرات التي تعزز السلام، وتدعم جهود الوساطة وبناء السلام.
السبيل الوحيد للأمن والسلام بالمنطقة هو تطبيق حل الدولتين
وثمن محمد الخليفي ممثل قطر في الأمم المتحدة الاثنين، دور السعودية وفرنسا في استضافة مؤتمر حل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة.
وشدد في كلمته أمام المؤتمر على أن السبيل الوحيد للأمن والسلام على المدى الطويل في المنطقة هو حل الدولتين الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن “الاحتلال لا يمكن أن يضمن الأمن”، ودعا الخليفي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد خطابات التحريض على الكراهية والعنف.
يجب وقف المذابح والتجويع في غزة
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الاثنين، إن مؤتمر حل الدولتين الذي تستضيفه الأمم المتحدة برئاسة سعوية فرنسية مشتركة، يحمل أملاً للشعب الفلسطيني، وهو رسالة نوجهها إلى الشعب الإسرائيلي أن هناك درب للسلام، وليس عن طريق تدميرنا.
وأضاف مصطفى في كلمته بافتتاح المؤتمر أن الفلسطينيين يجب ألا يُحكم عليهم بالتشرد للأبد. وقال إنه يجب توحيد الضفة وغزة وإنهاء الاحتلال.
وتابع: “ندعم جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة”، مشدداً على أن “التجويع والمذابح التي ترتكبها إسرائيل يجب أن تتوقف فوراً”.
“مؤتمر حل الدولتين” فرصة ونقطة تحول حاسمة تجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين، إن مؤتمر حل الدولتين الذي تستضيفه الأمم المتحدة برئاسة سعودية فرنسية مشتركة، فرصة ونقطة تحول حاسمة تجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وشدد في كلمته بافتتاح المؤتمر على أن حل الدولتين هو “الإطار الوحيد المبني على القانون الدولي” لتسوية النزاع.
لا شيء يبرر إبادة غزة التي تكشفت أمام أعين العالم
وأضاف غوتيريش إنه لا شيء يبرر إبادة غزة التي تكشفت أمام أعين العالم، مشدداً على أن التدمير الشامل لغزة أمر لا يُطاق ويجب أن يتوقف.
وأضاف في كلمته بافتتاح مؤتمر حل الدولتين في نيويورك أن ضم إسرائيل التدريجي للضفة الغربية غير قانوني ويجب أن يتوقف.
ودان غوتيريش الإجراءات الأحادية الإسرائيلية في الضفة، وقال إن من شأنها تقويض حل الدولتين إلى الأبد، وتابع: “هذه الإجراءات غير مقبولة ويجب أن تتوقف”.
وكانت تقارير قد أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية وجهت رسائل تحذيرية إلى عدد من الدول تحثها على عدم حضور المؤتمر، وهددت بعواقب دبلوماسية للعواصم التي تقوم بـ”خطوات مناهضة لإسرائيل”.
وتشهد العلاقة بين فرنسا وإسرائيل توترًا منذ إعلان الأولى نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية. ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية، الأحد، أن القائم بأعمال السفير الفرنسي في تل أبيب تم استدعاؤه على ضوء هذا القرار إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية.