إسبانيا تحظر مرور شحنات أسلحة أميركية إلى تل أبيب
عمال الموانئ في إيطاليا يهددون بنفس الإجراء إذا تعرض أسطول الصمود لهجوم إسرائيلي

حظرت الحكومة الإسبانية مرور شحنات أسلحة أميركية إلى تل أبيب عبر ميناء روتا العسكري بمدينة قادش وقاعدة “مورون دي لا فرونتيرا” الجوية العسكرية في إشبيليا، فيما هدد عمال الموانئ في إيطاليا، بعرقلة جميع شحنات الأسلحة من وإلى إسرائيل إذا تعرض “أسطول الصمود العالمي” المتجه إلى غزة لهجوم.
ونقلت صحيفة “إلباييس” الإسبانية عن مصادر في اللجنة الإسبانية-الأميركية المشتركة التي تدير قاعدتَي روتا ومورون دي لا فرونتيرا حيث يتمركز جنود أميركيون، أن الطائرات أو السفن الأميركية المحملة بالأسلحة أو الذخائر أو المعدات العسكرية المتجهة إلى إسرائيل مُنعت من المرور عبر هذه القواعد.
وأشارت الصحيفة إلى أن روتا ومورون دي لا فرونتيرا قاعدتان عسكريتان خاضعتان للسيادة الإسبانية، وأن أي نشاط فيهما يجب أن يحصل بموافقة السلطات الإسبانية.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة ونتيجة للممانعة الإسبانية، استخدمت قاعدة في جزر الأزور التابعة للبرتغال في المحيط الأطلسي لتقديم الدعم اللوجستي أثناء تسليمها 6 طائرات مقاتلة من طراز “F-35” لإسرائيل في شهري مارس/آذار وإبريل/نيسان الماضيَين.
وتعليقاً على ما أوردته صحيفة إلباييس، قال وزير العدل الإسباني فيليكس بولانيوس في تصريح صحافي، إن “الحكومة الإسبانية على اتصال دائم بالسلطات الأميركية لمنع وصول الأسلحة المستخدمة ضد الفلسطينيين الأبرياء إلى إسرائيل”.
حظر شامل على تزويد إسرائيل بالأسلحة
والثلاثاء الماضي، أقرت حكومة إسبانيا مرسوماً ملكياً يفرض حظراً شاملاً على تزويد إسرائيل بالأسلحة، تحت إطار عقوبات تحمل اسم “مكافحة الإبادة الجماعية في غزة دعماً للشعب الفلسطيني”.
وتشمل العقوبات على إسرائيل “حظر استيراد المنتجات القادمة من المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والإعلانات الخاصة بهذه المنتجات”.
وبعد يومين على ذلك، ألغت إسبانيا صفقة شراء أسلحة من إسرائيل بقيمة 207 ملايين يورو مع شركة “رافائيل” الإسرائيلية تشمل 45 حاوية تضم أجهزة متقدمة تستخدم في الملاحة الجوية.
وقالت “هآرتس” التي أوردت الخبر، إنّ إلغاء الصفقة جاء بعد دخول قانون الحظر على تجارة السلاح مع إسرائيل حيّز التنفيذ في إسبانيا.
وينص القانون الإسباني الجديد على منع تصدير أو استيراد أسلحة وتقنيات مزدوجة الاستخدام من وإلى إسرائيل، ويحظر مرورها عبر الموانئ الإسبانية.
عمال الموانئ في إيطاليا يهددون بعرقلة التجارة مع إسرائيل
بدورهم، هدد عمال الموانئ في إيطاليا، بعرقلة جميع الشحنات من وإلى إسرائيل إذا تعرض “أسطول الصمود العالمي” المتجه إلى غزة لهجوم، معتبرين أن الأسطول الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى القطاع، بمثابة “خط تماس يمهد لاتخاذ خطوات تصعيدية أخرى”.
وكان عمال الموانئ في ميناء جنوة الإيطالي، أشعلوا الأسبوع الماضي احتجاجات ضخمة مؤيدة لفلسطين في إيطاليا، بدعواتهم لوقف شحن البضائع إلى إسرائيل، معتبرين أن الهجوم على “أسطول الصمود العالمي”، وهو قافلة دولية تضم 50 قارباً تعبر البحر الأبيض المتوسط لتحدي الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، “خطاً أحمر”.
وانضم إلى عمال موانئ جنوة، زملاؤهم من مختلف أنحاء أوروبا يومي الجمعة والسبت، لإجراء محادثات بشأن وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. ولم يعلق العمال حتى الآن على نتائج تلك المناقشات، بحسب النسخة الأوروبية من مجلة “بوليتيكو”.
وبعد الهجمات بطائرات مسيّرة على الأسطول الأسبوع الماضي، أصبح الأسطول بمثابة “خط تماس” لأي تهديدات إضافية، إذ تعهد قادة عمال الموانئ الإيطالية بعرقلة الشحنات المرتبطة بإسرائيل، إذا تعرضت القوارب لهجوم.
عرقلة جميع الشحنات من وإلى إسرائيل
وقال ريكاردو رودينو، قائد في جماعة عمال الموانئ CALP، لـ”بوليتيكو”، إن عرقلة جميع الشحنات من وإلى إسرائيل هي السبيل الوحيد لفرض تغيير في الاتجاه.
وأضاف: “إذا هاجموا الأسطول فسيكون هناك إضراب عام، وإذا لم تغيّر إسرائيل مسارها في غزة فسيكون هناك حصار تجاري كامل. لا يوجد طريق آخر”.
وكان رودينو لفت الانتباه قبل شهر بصفته قائداً لاحتجاج، عندما ألقى خطاباً انتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت، حذّر فيه من أنه إذا منعت إسرائيل الأسطول فـ”سيوقفون كل أوروبا”، مضيفاً: “لن يغادر مسمار واحد من جنوة إلى إسرائيل”.
وأشار إلى أن عمال الموانئ لهم تاريخ طويل في عرقلة شحنات الأسلحة يعود على الأقل إلى حرب فيتنام. وأضاف: “لقد بدا الأمر مستحيلًا مع جنوب إفريقيا، لكن بعد الحصار الكامل أطلقوا سراح مانديلا وأجروا انتخابات.
وقال رودينو: “الكثير من الناس يريدون أن يفعلوا شيئاً ليكونوا في الجانب الصحيح من التاريخ، إن عرقلة الأمور هي سلاح الشعوب. نحن لا نملك دبابات ولا نملك صواريخ، إنما العرقلة، أحياناً بأجسادنا، هي السلاح الوحيد المتاح لنا”.
أكبر اتحاد نقابي في إيطاليا يتعهد بتنظيم إضراب عام
وتتعرض حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، لضغوط متزايدة لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل والاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعدما أصبحت القضية أبرز موضوع في الانتخابات الإقليمية التي بدأت الأحد وتستمر حتى نوفمبر.
وتعهّد أكبر اتحاد نقابي في إيطاليا CGIL، بتنظيم إضراب عام، إذا هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسطول.
ويستخدم أسطول الصمود العالمي نحو 50 قارباً مدنياً، في محاولة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة، وهي مبادرة تعارضها إسرائيل بشدة.
ويضم الأسطول العديد من المحامين والبرلمانيين والنشطاء.
وأثار مروره عبر البحر المتوسط توتراً دولياً، خاصة بعد أن قال إنه تعرض لهجوم بطائرات مسيرة الأسبوع الماضي. ولم ينتج عن الهجوم أي إصابات، لكن إيطاليا وإسبانيا أرسلتا سفناً حربية، لتقديم المساعدة لمواطنيهما وللمواطنين الأوروبيين الآخرين على متن الأسطول.