إسرائيل تشن حملة اعتقالات وترهيب ضد الفلسطينيين في مناطق 48

تحفظ حمساوي على دور السلطة الفلسطينية في إعادة إعمار غزة

صعّدت شرطة الاحتلال الإسرائيلي من حملتها ضد العرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، في محاولة منها لتصفية الحساب مع الفلسطينيين العرب الذين تظاهروا نصرة للقدس والأقصى وقطاع غزة وتنديدا باعتداءات المستوطنين على المواطنين تحت حماية عناصر الشرطة لهم.

وكشف مدير مركز “عدالة”، د. حسن جبارين، إن “حملة الاعتقالات هي حرب اعتقالات عسكرية بوليسية ليلية، تستوجب ردا بمقدارها من كافة القوى السياسية والأحزاب ولجنة المتابعة”.

وأكد جبارين أن “هذه حرب اعتقالات ضد المتظاهرين والناشطين السياسيين والقاصرين، وتداهم قوات كبيرة منازل الأهالي لترويعهم”.

حرب الاعتقالات

وأوضح جبارين أن “هدف حرب الاعتقالات الانتقام من المواطنين الفلسطينيين على مواقفهم السياسية والوطنية مؤخرا. والشرطة تعلن أن هدفها هو إرهابي: الردع والتخويف”.

ونشرت الشرطة الآلاف من عناصرها من أجل تطبيق الحملة بدء من مساء الأحد من خلال تكثيف تواجدهم في البلدات ضد المتظاهرين واعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة.

وجاءت هذه الحملة استكمالا لحملة الاعتقالات التي نفذتها الشرطة بحق متظاهرين ونشطاء من مختلف الأحزاب والحركات الفاعلة على الساحة المحلية في الأسبوعين الماضيين، حيث جرى اعتقال أكثر من 1550 شخص فيما قُدمت 150 لائحة اتهام.

فصل عنصري

وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الأحد من “احتمال حصول فصل عنصري” في إسرائيل في حال عدم التوصل إلى حل الدولتين بين الدولة العبرية والفلسطينيين.

وقال خلال مقابلة صحافية “في مدن إسرائيلية تواجه سكان من الطرفين” في إشارة إلى صدامات في الأيام الأخيرة بين إسرائيليين وفلسطينيين.

وأضاف كبير الدبلوماسيين الفرنسيين “هي المرة الأولى التي يحصل ذلك ما يظهر أنه في حال اعتماد حل آخر غير حل الدولتين ستتوفر مكونات فصل عنصري يستمر لفترة طويلة”.

وشهدت البلدات العربية، مؤخرا، مظاهرات ومواجهات احتجاجا على هجمات قطعان المستوطنين واعتداءات عناصر الشرطة على المتظاهرين وقمع احتجاجهم، مقابل حمايتهم للمستوطنين الذين يستهدفون العرب.

وتصاعدت في الفترة الأخيرة اعتداءات المستوطنين على العرب في عدة بلدات عربية، وذلك تزامنا مع حملة تحريض متصاعدة في وسائل الإعلام الإسرائيلية ضد الوجود العربي في الداخل الفلسطيني.

اقتحام آلاف البيوت

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بيانا جاء فيه “في الـ48 ساعة القادمة سيقتحم آلاف الجنود الإسرائيليين مئات البيوت الفلسطينيّة في الداخل المحتل بهدف اعتقال 500 شاب فلسطيني، في ما تسمّيه القوى الإسرائيليّة “عمليّة قانونٍ ونظام”، وذلك بهدف “تصفية الحسابات” مع الشباب المناضلين. كما تدّعي الشرطة أنّها تملك “بنك أهداف” للساعات القريبة. بحسب بيان الشرطة فقد تجنّد آلاف رجال الأمن من كل الوحدات والألوية، بما في ذلك حرس الحدود، وكتائب الاحتياط، من أجل تنفيذ هذه العمليّة المسعورة في قرانا ومدننا”.

واعتبروا أن “هذا إعلان حربٍ، سيقتحم الإسرائيليّون أكثر من 500 منزل لاختطاف أبنائنا وشبابنا. هذه ليست مجرد “محاولة ترهيبيّة” وليست مجرد “سياسة تخويف”… هذه حرب غير مسبوقة على الفلسطينيين في الداخل، وهي ستُنفّذ تحت غطاء صمتٍ مُهين”.

وختم البيان “على شعبنا أن يتحرّك الآن وفورًا لإفشال هذه الحرب، على العالم كلّه أن يهتز الآن. الآن وقبل أن يدخل المجرمون حاراتنا”.

القاهرة توجه دعوة للفصائل

وفي سياق آخر، كشفت مصادر مصرية، أن الوفد الأمني المصري إلى غزة دعا الفصائل الفلسطينية لزيارة القاهرة لبحث التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، لافتة إلى أن الوفد توجه إلى تل أبيب.

ويواصل وفدان مصريان إجراء لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، بهدف الاتفاق على ضمانات لاستمرار وقف إطلاق النار المتزامن في غزة.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن تعهَّد، الخميس، بتقديم مساعدات إنسانية ومساعدات لإعادة إعمار قطاع غزة، في معرض إشادته باتفاق وقف إطلاق النار المتزامن بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

وقال بايدن، وفقاً لوكالة رويترز، إن الولايات المتحدة ستعمل مع الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية النافذة “لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة، وحشد الدعم الدولي لسكان غزة ولجهود إعادة إعمار القطاع”.

وأوضح: “سنفعل هذا بشراكة كاملة مع السلطة الفلسطينية، وليس حماس، على نحو لا يسمح لحماس بإعادة ملء ترسانتها العسكرية”.

تحفظ حمساوي على دور السلطة الفلسطينية في إعادة إعمار

كشفت مصادر مصرية عن تحفظ حركة حماس على إشراف السلطة الفلسطينية على إعادة إعمار قطاع غزة، وذلك خلال اجتماع الحركة مع الوفد الأمني المصري.

وأشارت المصادر المصرية إلى أن حماس اقترحت أنْ يكون ملف إعادة الإعمار من خلال لجنة وطنية يتم تشكيلها في غزة تضم متخصصين، وشخصيات عامة، وممثلين للفصائل، وهو ما لم يتم التوصل لاتفاق بشأنه حتى الآن.

ووفقاً للمصادر، فقد أكدت القاهرة على ضرورة أن تشرف السلطة الفلسطينية على إعادة الإعمار “لأنها الممثل الشرعي”.

وكشفت مصادر فلسطينية في غزة ورام الله، لـ”الشرق”، أن إسرائيل رفضت مطالب حركة حماس التي حملها الوفد المصري بشأن شروط وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار.

ونقل الوفد المصري لقيادة الحركة، في اجتماع عقد معها، الأحد، في غزة، الموقف الإسرائيلي الذي يصر على أن يجري إعادة إعمار القطاع من خلال السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية، على غرار ما جرى عقب حرب عام 2014.

وقال مسؤول في حماس، لـ”الشرق”، إن الوفد المصري عمل على تثبيت وقف إطلاق النار، لكن الجانب الإسرائيلي يحاول فرض سياسته على القطاع، وهذا ما نرفضه وسنرفضه بشدة”.

وكشف أن حماس، سجلت أمام الوفد المصري اعتراضها على مواصلة الإغلاق الإسرائيلي لمعبري “كرم أبو سالم” و”إيرز” وعلى عدم سماح إسرائيل للصيادين بدخول البحر.

وأشار المسؤول في حماس، إلى أن الوفد المصري حمل مواقف الحركة إلى الجانب الإسرائيلي.

شرط إعادة الإعمار

يأتي ذلك فيما دعا مسؤول في الأمم المتحدة الأحد إلى بدء “عملية سياسية حقيقية” تهدف إلى ضمان إعادة إعمار قطاع غزة على المدى الطويل، وتجنب مزيد من سفك الدماء، وذلك خلال زيارة وفد أممي رفيع المستوى إلى القطاع.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، بحسب وكالة “فرانس برس”، إنَّ إعادة إعمار غزة يجب أن تصاحبها جهود طويلة الأمد لتجنب جولة جديدة من إراقة الدماء.

وأكد لازاريني أن إعادة الإعمار يجب أن ترافقها “بيئة سياسية مختلفة”، مضيفاً: “نحن بحاجة إلى التركيز بشكل جاد وحقيقي على التنمية البشرية والوصول المناسب إلى التعليم والوظائف وإلى سبل العيش”.

وقال لازاريني، إن “المعاناة في غزة تزداد بشكل مطرد بسبب عدم معالجة الأسباب الحقيقية للنزاع من جذورها”.

الولايات المتحدة

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين باعتباره الطريقة الوحيدة التي ستمنح الإسرائيليين والفلسطينيين الأمل بالتمتع بـ”إجراءات متساوية من الأمن والسلام والكرامة”.

وواصل الوفد الأميركي برئاسة نائب مساعد وزير الخارجية هادي عمرو، لقاءاته مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، تحضيراً لزيارة بلينكن يومي الأربعاء والخميس، التي تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار المتزامن، وإعادة إطلاق المسار السياسي، وإعادة إعمار قطاع غزة.

المسار السياسي

وقال مسؤولون فلسطينيون إن لقاءات عدة ستعقد في الأيام المقبلة مع الوفد الأميركي، بشأن ملفات العملية السياسية، ووقف إطلاق النار المتزامن في غزة، وإعادة إعمار القطاع.

وتسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بمقتل 248 شخصاً، بينهم 66 طفلاً ومقاتلون وإصابة 1900 شخص، ذلك على ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى تشريد الآلاف وإلحاق أضرار في مباني القطاع الفقير والمحاصر من قبل إسرائيل منذ حوالى 15 عاماً.

وخاضت إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليوني نسمة، قبل ذلك ثلاث حروب في 2008 و2012 و2014.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى