إسرائيل تغزو دير البلح وسط غزة وترتكب مزيداً من الجرائم بحق الفلسطينيين

عدد من بلدان العالم تدعو لإنهاء الحرب وتنتقد نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه سلطات الاحتلال

بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، غزواً برياً للمناطق الشرقية في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، ، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الإبادة الجماعية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما تواصل تلك القوات ارتكاب جرائم الإبادة بختلف أنحاء القطاع.

وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية والأحزمة النارية العنيفة على المنطقة، طاولت عدداً من المساجد والمنازل ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى.

وأفاد شهود عيان، بأن عدداً كبيراً من العائلات اضطرت للنزوح في ساعات الفجر الأولى لشدة القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي لمنطقة “أبو هولي” وشرق البركة وغربها في دير البلح والمناطق القريبة من منطقة “المطاحن”.

عائلات فلسطينية محاصرة

وبحسب شهود العيان، فإن عدداً من العائلات ما زالت محاصرة في تلك المناطق نتيجة لشدة القصف الإسرائيلي وعمليات السيطرة بالقوة النارية التي يستخدمها الاحتلال لمنع تحرك الفلسطينيين.

وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال قصفت مساجد عقبة بن نافع وأهل السنة والمجاهدين عبر سلسلة من الغارات الجوية، ما أدى إلى تدميرها.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية منزل الفلسطيني علي اللحام بجانب مسجد أهل السنة ودمرته بالكامل، كما تم استهداف منزل يعود لعائلة السلقاوي بالطائرات الحربية ما تسبب في تدمير المنزل بالكامل، علماً أنه مخلى مسبقاً.

ووفقاً للمصادر، فإن آليات الاحتلال الإسرائيلي تتمركز خلال الفترة الحالية بمنطقة “حكر” في دير البلح أو ما يطلق عليه الاحتلال “حاجز أبو هولي” الذي كان موجوداً قبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.

وأشارت المصادر إلى أن وجود الآليات العسكرية والدبابات ينحصر في المنطقة الفاصلة بين دير البلح، وسط القطاع، ومدينة خانيونس جنوباً، لافتاً إلى أن المخاوف لدى الأهالي من نية الاحتلال تدشين محور جديد.

ولفتت المصادر إلى وجود جثامين عدد من الشهداء الذين ارتقوا بفعل القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي قرب جسر وادي السلقا من الناحية الجنوبية القريبة لمدينة دير البلح، حيث لم تتمكن الطواقم من انتشالهم حتى الآن.

من جهة أخرى، ما زالت أعداد من العائلات الفلسطينية محاصرة في أقصى منطقة جنوب منطقة البركة وغربها في دير البلح بفعل القذائف وقصف الطائرات الحربية والاستطلاع، فضلاً عن القصف المدفعي المتواصل.

وأمس الأحد، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع العمليات العسكرية لتطاول مناطق “لم تعمل فيها القوات في الماضي”، وأمر الفلسطينيين الموجودين في جنوب غربي دير البلح، وسط قطاع غزة، وهي منطقة تضم أعداداً كبيرة من المهجرين، بإخلاء المكان.

ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة والمجوعين

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة الاثنين، إن حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية على القطاع ارتفعت إلى 59 ألفاً و29 فلسطينياً، و142 ألفاً و135 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأشارت في بيان إلى أن حصيلة الضحايا منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي، بلغت 8 آلاف و196 فلسطينياً، و30 ألفاً و94 مصاباً.

وقالت إن مستشفيات غزة استقبلت جثامين 99 فلسطينياً من المجوّعين خلال الـ24 ساعة الماضية، وأكثر من 650 مصاباً، ليرتفع إجمالي حصيلة ضحايا المساعدات ممن وصلوا إلى المستشفيات، إلى 1021 فلسطينياً، وأكثر من 6 آلاف و511 مصاباً.

عدد من بلدان العالم تدعو لإنهاء الحرب

على المستوى الدولي، دعت نحو 24 دولة أخرى، اليوم الاثنين، إلى إنهاء الحرب في غزة على الفور، واستنكرت التوزيع البطيء للمساعدات والقتل غير الإنساني للمدنيين بغزة.

وأكدت أن نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه سلطات الاحتلال الإسرائيلي “خطير ويغذي عدم الاستقرار ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية”.

وقال وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا والدنمارك ودول أخرى في بيان مشترك “نحن الموقعون أدناه، نبعث معا برسالة بسيطة وعاجلة: يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن”.

وأضافوا “نحن مستعدون لاتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم وقف إطلاق نار فوري (وإيجاد) مسار سياسي يفضي إلى تحقيق الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة بأسرها”.

وذكروا أن أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، ونددت هذه الدول بما وصفته بأنه “توزيع غير منظم للمساعدات وقتل وحشي للمدنيين”.

وسقط معظم الضحايا بالقرب من نقاط توزيع مؤسسة غزة الإنسانية المعروفة بـ”مصائد الموت الأمريكية” التي أسندت لها إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة مهمة توزيع المساعدات في غزة.

وتستخدم “مؤسسة غزة الإنسانية” سيئة السمعة والصيت، شركات أمنية ولوجستية أميركية خاصة لإيصال الإمدادات إلى غزة، متجاوزة إلى حد كبير نظاما تقوده الأمم المتحدة تزعم إسرائيل أنه سمح لمسلحي حركة حماس بنهب شحنات المساعدات المخصصة للمدنيين. وتنفي حماس هذا الاتهام.

ووصفت الأمم المتحدة نموذج مؤسسة غزة الإنسانية بأنه غير آمن ويشكل انتهاكا لمعايير الحياد الإنساني، وهو ما تنفيه المؤسسة.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى