إيران ترفض المفاوضات مع واشنطن بشأن الملف النووي دون ضمانات

وترفض مطالب أوروبية للتفاوض على برنامجها الصاروخي

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة مكتوبة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، أن إيران لا تزال منفتحة على الحوار مع واشنطن بشأن الملف النووي، شريطة تقديم ضمانات تمنع تكرار الهجمات العسكرية، والالتزام بـ”احترام متبادل” و”الاعتراف بالأخطاء”.

واستبعد عراقجي بشكل قاطع أي تفاوض بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني، واصفًا إياه بـ”الدفاعي والرادع”.

وفي معرض تعليقه على الضربات الأميركية الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية بين 13 و25 يونيو، قال عراقجي إن الهجمات ألحقت “أضرارًا جسيمة” بمنشآت تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).

وأكد الوزير الإيراني أن بلاده تحتفظ بحق المطالبة بتعويضات، وواصفًا الحديث عن “تدمير كامل للبرنامج” بأنه “خطأ في الحسابات”، موضحاً أن البرنامج السلمي الإيراني “نتاج إرادة شعب لا يمكن تدميرها”.

وأضاف أن ما تعرض للضرر الحقيقي هو “نظام منع الانتشار النووي”، مشيرًا إلى أن صمت الدول الغربية عن استهداف منشآت تخضع لرقابة دولية يُعد “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”.

اتصالات دبلوماسية جارية بوساطة “دول صديقة”

ورداً على سؤال حول إمكانية استئناف التفاوض بعد هذه التطورات، أوضح عراقجي أن بلاده “مستعدة دائمًا للحوار على قاعدة الاحترام المتبادل”، لكنه شدد على أن “الولايات المتحدة هي من علّقت المفاوضات لصالح العمل العسكري”، مطالباً باعتراف أميركي بالأخطاء وتقديم ضمانات بعدم تنفيذ هجمات أثناء العملية التفاوضية.

وأشار إلى أن اتصالات دبلوماسية غير مباشرة لا تزال جارية بوساطة “دول صديقة”، مضيفًا أن الحوار “يبقى أساس السياسة الخارجية الإيرانية”.

البرنامج الصاروخي

عراقجي رفض المطالب الأوروبية، خاصة الفرنسية، بالتفاوض على البرنامج الصاروخي، معتبرًا أنه يأتي “في إطار الدفاع الشرعي عن النفس” في مواجهة “التهديدات المتكررة” من الولايات المتحدة وإسرائيل.

أما بشأن تخصيب اليورانيوم، فأكد أن إيران تقوم به في إطار حقوقها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، ولا تسعى إلى أهداف عسكرية. وأوضح أن مستويات التخصيب، التي وصلت إلى 60%، كانت “رداً على الإخلال بالاتفاقات من جانب شركاء دوليين”، لكنه أشار إلى أن التفاصيل “قابلة للنقاش ضمن اتفاق متوازن ومضمون”.

انتقد عراقجي تهديدات وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو بإعادة تفعيل آلية “سناب باك” لإعادة فرض العقوبات، معتبراً أن مثل هذه الإجراءات “ستقضي على دور فرنسا وأوروبا في الملف النووي”، مؤكداً أن أوروبا يجب أن تثبت “استقلالها وحيادها” بإدانة الهجمات على منشآت إيران النووية.

قال عراقجي إن طهران لا تفكر حاليًا في الانسحاب من المعاهدة، رغم “الاغتيالات والعقوبات وعمليات التخريب”، مشددًا على أن “الالتزام بهذه الاتفاقيات يجب ألا يكون أحادي الجانب”.

“تفكيك شبكات التجسس”

وفي ما يتعلق باغتيال علماء ومسؤولين إيرانيين، قال عراقجي إن تلك العمليات “تؤكد الطبيعة الإرهابية وغير المسؤولة لإسرائيل”، مشيراً إلى أن إيران نجحت في “تفكيك شبكات التجسس” عبر أجهزتها الأمنية وتعاون المواطنين.

وفي حادثة الهجوم على سجن “إيفين”، كشف عراقجي عن مقتل 79 شخصًا، بينهم سجناء وموظفون وعائلات، واصفاً ما حدث بأنه “عمل غير إنساني ويخالف المعايير الدولية”.

اعتقال الدراج الفرنسي ومصير كوهلر وباريس

وفي قضية أثارت جدلاً دولياً، أكّد وزير الخارجية الإيراني أن لينارت مونتيرلوس، الشاب الفرنسي-الألماني المختفي منذ 16 يونيو أثناء رحلته في إيران، أوقف بسبب ارتكابه “مخالفة قانونية”، موضحًا أن إشعارًا رسميًا بشأن اعتقاله أُرسل إلى السفارة الفرنسية.

وبشأن الفرنسيين سيسيل كوهلر وجاك باريس، المعتقلين منذ أكثر من ثلاث سنوات بتهمة “التجسس لصالح الموساد”، أشار عراقجي إلى أن الإجراءات القضائية بحقهما “تجري وفق القانون الإيراني”، وأن الاتصالات القنصلية قائمة، مشيراً إلى لقاء بينهما وبين القائم بالأعمال الفرنسي جرى في 1 يوليو الجاري.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى