اجتماع قمة لتطوير الشراكة الاستراتيجية الروسية الصينية

يعقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج، الأربعاء، اجتماع قمة عبر الفيديو في إطار مناقشة الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وبكين، وبحث سبل تطوير التعاون مستقبلاً.

وقال الكرملين في بيان أوردته وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء، إن المحادثات بين الرئيسين ستُركز على تطوير التعاون في المستقبل، وتلخيص نتائج العمل المشترك بشأن تطوير الشراكة الاستراتيجية الروسية الصينية الشاملة، العام الجاري، ومناقشة أولويات التعاون، بالإضافة إلى قضايا الساعة العالمية والإقليمية.

وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الصينية إن اللقاء “سيعزز الثقة المتبادلة بين بكين وموسكو وسيجلب الاستقرار والطاقة الإيجابية إلى البيئة الدولية الفوضوية”.

التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية

يأتي اللقاء المرتقب في وقت جذبت فيه التوترات المتصاعدة على الحدود الروسية الأوكرانية الاهتمام الدولي، إذ أصدرت الولايات المتحدة وزعماء مجموعة السبع، الأحد، بياناً يدين “الحشد العسكري الروسي والخطاب العدواني تجاه أوكرانيا”.

وأكد وزراء خارجية مجموعة السبع في البيان، التزاماتهم “التي لا تتزعزع” تجاه سيادة أوكرانيا وحقها في تحديد مستقبلها الخاص، مطالبين روسيا بـ”تهدئة التصعيد ومتابعة الحوار عبر القنوات الدبلوماسية”، وحذروها من “عواقب وخيمة”.

يشكل تقارب مصالح موسكو وبكين وتكامل قدراتهما، العسكرية وغير العسكرية، تحدياً مشتركاً لقوة الولايات المتحدة. إذ تستخدم الصين، على وجه الخصوص، علاقتها مع روسيا لسد الثغرات في قدراتها العسكرية، وتسريع ابتكاراتها التكنولوجية، واستكمال جهودها لتقويض القيادة العالمية للولايات المتحدة، وفق ما أوردته مجلة “فورين بوليسي”.

وتعمل موسكو وبكين للتخفيف من آثار العقوبات الأميركية والأوروبية، وفي النهاية، لتقليل مركزية واشنطن في النظام الاقتصادي العالمي، وهو تغيير من شأنه أن يقلل من فاعلية الأدوات الاقتصادية الأميركية.

تدريبات عسكرية مشتركة

وتجري روسيا والصين تدريبات عسكرية مشتركة، منها دوريات القاذفات الاستراتيجية في المحيطين الهندي والهادئ والتدريبات البحرية مع إيران في المحيط الهندي بشكل تتزايد وتيرته وتعقيده.

ولم تمنع قيود كورونا من إجراء تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق في مقاطعة نينجشيا شمالي غربي الصين، في أغسطس الماضي، والتي شارك فيها أكثر من 10 آلاف جندي روسي وصيني، بحسب مركز “كارنجي” بنسخته الروسية.

في المقابل، ركزت الصين في علاقتها الثنائية مع روسيا على التجارة، خصوصاً في مجال الطاقة، ووسط نقص الفحم هذا العام، اشترت الصين كميات كبيرة من الفحم وأنواع الوقود الأخرى من جارتها الشمالية، وفق ما أورده موقع “سي إن بي سي” الأميركي المختص بالشؤون الاقتصادية.

وانخفض حجم التجارة بين روسيا والصين بنسبة 2.9% فقط العام الماضي، ليصل إلى 107 مليارات دولار، لكن في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، نما حجم التجارة بينهما بنسبة 29.8%، ليصل إلى 102.5 مليار دولار. في حين رجّح المركز أن يتجاوز حجم التبادل بحلول نهاية العام، الرقم المسجل عام 2019.

ولم يلتق بوتين وشي شخصياً منذ نوفمبر 2019، لكن هذا لم يمنعهما من التحدث 8 مرات بشكل رسمي خلال جائحة كورونا، ومن غير المرجح أن يؤثر الاتصال الشخصي بينهما على طبيعة العلاقات الروسية الصينية، إذ يشكل التعاون السياسي والاستراتيجي أولوية بالنسبة لموسكو وبكين، وفق “كارنجي”.

وعقد الرئيسان اجتماعاً افتراضياً في 28 يونيو الماضي، بالتزامن مع الذكرى الـ 20 لتوقيع المعاهدة الروسية الصينية بشأن حسن الجوار والصداقة والتعاون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى