احتجاجات جديدة في طرابلس وسط تصاعد الخلافات بين ميليشيات السراج

تشهد مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، حتى الآن موجة احتقان وغضب ضد حكومة السراج، وقد خرج المواطنون في المدينة بمظاهرات ليلية وأغلقوا طرقا وأضرموا النار في إطارات، تنديدا بتجويعهم وللمطالبة بحقهم في الحصول على الرواتب وتوفير المرافق الضرورية وكذلك بتغيير المسؤولين المحليين بالمدينة.

وأطلقت ميليشيات مسلحة تابعة لحكومة السرج، ليل الخميس، الرصاص العشوائي على المتظاهرين السلميين في مدينة الزاوية ، الذين خرجوا للإحتجاج على تردي أوضاعهم المعيشية وتدني الخدمات العامة في البلاد.

وبحسب مقطع مصور تداوله النشطاء، أطلق مسلّحون، قال ناشطون إنهم يتبعون ميليشيا “السرية الأولى” بمدينة الزاوية التي يقودها “محمد بحرون” الملقب ب”الفار” ، النار لتفريق المحتجين الغاضبين على حكومة السراج، والذين خرجوا للتنديد بتوّقف الخدمات العامة للناس خاصة أزمة الكهرباء وتأخر الرواتب إلى جانب الانفلات الأمني بسبب انتشار المرتزقة، ورفعوا شعارات تنادي بطرد المرتزقة وتنحيّ رئيس الحكومة  فايز السراج.

وتعكس هذه المظاهرات مدى تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية في هذا البلد الغنيّ بالنفط، حيث يحمّل كثير من الليبين حكومة السراج مسؤولية تدهور أوضاعهم المعيشية، وتردي مستوى حياتهم اليومية وتفاقم الفساد، بسبب انشغالها بالدفاع عن بقائها، وتحكم الميليشيات المسلحة بمفاصلها وسيطرتها على مؤسسات الدولة.

وتعيش مدن غرب ليبيا أزمة خانقة بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وضعف التزود بالمياه إضافة إلى تأخر الرواتب، فضلاً عن انتشار القمامة في شوارع العاصمة، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار، ما جعل الناس يجدون صعوبة متزايدة في توفير حاجياتهم الضرورية في حياتهم اليومية.

من جهة ثانية، تسود حالة من التمرد  والخلافات بين صفوف الفصائل والميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج غير الدستورية ، وسط تنامي القلق على مصيرها ومستقبلها، على خلفية الاعتماد المتزايد لطرابلس على المرتزقة السوريين ونقلهم من جبهات القتال إلى معسكرات التدريب الرسمية.

وفي هذا السياق، وجّه فرج مصطفى اخليل، وهو أحد قياديي ميليشيات مصراتة، انتقادات لاذعة وغير مسبوقة إلى المرتزقة السوريين الذين وصفهم بـ”القمامة التي جاء بها الأتراك”.

كما اشتكى من تصاعد نفوذهم في مدن الغرب الليبي خاصة في العاصمة طرابلس، مستغرباً مواصلة حكومة الوفاق التعويل عليهم، عبر توسيع نشاطاتهم ومنحهم أدوارا أخرى غير التي جاؤوا من أجلها.

وفضح المتحدث في تدوينة نشرها، مساء الخميس، على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، أماكن تواجد المرتزقة في العاصمة طرابلس قائلا “يوميا ومع كل صباح باكر في طرابلس تسمع تدريبات وصيحات.. من جاء بهم الأتراك في كلية الشرطة ومعسكر اليرموك، الآن يجري تحميل معسكر البحرية في تاجوراء، والسؤال هل أصبحت ليبيا مقرا ومكبّا للنفايات البشرية حسب الاتفاق” (في إشارة إلى الاتفاق المبرم بين حكومة الوفاق وتركيا لتعزيز التعاون العسكري).

وتابع متسائلا “لماذا لم يتم تدريب كوادر الجيش الليبي في هذه المعسكرات المذكورة، وما الغاية والاستفادة من تدريب هذه الخردة البشرية والحرب متوقفة منذ أشهر ولا وجود لهم في الجبهة وغير مرغوب فيهم”؟

إلى ذلك، دعا اخليل، ميليشيات العاصمة طرابلس إلى ضرورة التحرك لوقف هذا التمدد التركي الذي يقوده المرتزقة السوريون في مناطق نفوذهم قائلاً “الموضوع خطير ونتائجه ليست الآن وخاصة أنا أخاطب الميليشيات في طرابلس”.

وتشعر الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج سواء التابعة لمدينة مصراتة أو العاصمة طرابلس بالقلق من أن المرتزقة السوريين قد حوّلوا تركيزهم من القتال في صفوف قوات حكومة الوفاق إلى العمل على الاندماج في المؤسسات الأمنية الرسمية، وهو ما يعني التهميش وحصر دورها وسحب البساط منها مستقبلا.

ومؤخرا ظهرت نشاطات وتحرّكات متزايدة للمرتزقة في العاصمة طرابلس، حيث تم تصوير المئات من المرتزقة وهم يتلقون تدريبات عسكرية من داخل معسكرات كليّات الشرطة، ويرفعون العلم التركي وصور رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، في منطقة جنزور، في علامة على نفوذهم المتنامي، وهو ما عزّز من فرضية وجود خطّة وتوجه لدى حكومة السراج لإدماجهم في المؤسسات الأمنية ثم منحهم الجنسية الليبية.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى