ارتفاع عدد ضحايا الإبادة في غزة وسط تفاقم الكارثة الإنسانية

سويسرا تعتزم التحقيق في أنشطة "مؤسسة إغاثة غزة"

ارتفع عدد ضحايا جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر السبت في قطاع غزة، إلى أكثر من 52 شهيداً، وسط تصاعد في حدة الجرائم الإسرائيلية بمختلف مناطق القطاع، كما تتعمق الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيين بسبب الحصار القاتل الذي تفرضه تل أبيب على القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن مستشفيات القطاع استقبلت جثامين 38 شهيدًا و204 مصابين خلال الـ24 ساعة الماضية، موضحة أن الإحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة بسبب صعوبة الوصول إليها.

وأشارت الوزارة، في بيان صدر اليوم الأحد، إلى أن عددًا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي وشدة القصف.

تحشيد عسكري إسرائيلي

وقالت وسائل إعلام عبرية، مساء السبت، إنّ جيش الاحتلال أدخل جميع ألويته النظامية من المشاة والمدرعات إلى قطاع غزة المحاصر، في إطار تحشيد عسكري متواصل منذ أيام بعد قراره توسيع العمليات البرية في القطاع.

ويأتي هذا التحشيد العسكري الإسرائيلي ضمن حرب الإبادة التي يواصل جيش الاحتلال ارتكابها بحق الفلسطينيين في غزة، والتي أدت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى استشهاد وإصابة أكثر من 176 ألفاً، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت بما يزيد على 11 ألف مفقود.

تفاقم الكارثة الإنسانية

 وتزداد المؤشرات على تفاقم الكارثة الإنسانية في ظل استمرار منع دخول الوقود وشح المساعدات الغذائية والأدوية.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي، من أن العائلات الفلسطينية في قطاع غزة لا تزال على شفا المجاعة، مؤكداً الحاجة إلى تدفّق يومي ومستمر لشاحنات المساعدات إلى القطاع المحاصر.

جاء ذلك في منشور للبرنامج الأممي عبر منصة “إكس”، في وقت لا يزال فيه قطاع غزة يعاني من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية، منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي.

احتياجات غزة اليومية

بدورها، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بأن قطاع غزة يحتاج 500 إلى 600 شاحنة مساعدات كل يوم. وقالت أونروا، في منشور على صفحتها بموقع  فيسبوك، إن “تدفق المساعدات بشكل هادف وغير منقطع إلى غزة هو السبيل الوحيد لمنع الكارثة الحالية من التصاعد أكثر.

وأضافت أن “أقل حاجة هي 500 إلى 600 شاحنة كل يوم تدار من خلال الأمم المتحدة بما في ذلك الأونروا”. وأكدت أن “شعب غزة لا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك”.

سويسرا تحقّق في أنشطة “مؤسسة إغاثة غزة”

وفي ظل الشبهات التي تحوم حول طبيعة ودور وطريقة عمل “مؤسسة إغاثة غزة”، أعلنت السلطات السويسرية الأحد، إنها تبحث ما إذا كانت ستفتح تحقيقا قانونيا في أنشطة المؤسسة، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة وتعتزم الإشراف على توزيع المساعدات تحت إشراف جيش الاحتلال.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن قدمت منظمة سويسرية غير حكومية طلبا للتحقيق في خطة “مؤسسة إغاثة غزة” لتوزيع المساعدات، والتي عارضتها الأمم المتحدة، قائلة إنها ليست نزيهة أو محايدة وستؤدي إلى المزيد من النزوح وتعريض الآلاف من الناس للأذى.

وزعمت “مؤسسة إغاثة غزة”، لرويترز إنها “تلتزم بشكل صارم” بالمبادئ الإنسانية، مضيفة أنها لن تدعم أي شكل من أشكال النقل القسري للمدنيين.، غير أن الخطة التي رسمتها قوات الاحتلال وستطبقها المؤسسة هدفها الأساسي تهجير الفلسطينيين من شمال غزة نحو جنوبه.

وسمحت سلطات الاحتلال باستئناف إدخال كميات محدودة من المساعدات إلى غزة الأسبوع الماضي بعد أن منعت كل عمليات إيصال المساعدات إلى القطاع في الثاني من آذار/ مارس، تحت ضغط دولي، لكنها ما زالت ترواغ بإدخال كميات محدودة للغاية نحو جنوب القطاع، مانعة وصول المساعدات نحو شماله.

وقالت منظمة ترايال إنترناشونال، وهي منظمة غير حكومية مقرها سويسرا، الجمعة إنها قدمت مذكرتين قانونيتين تطلبان من السلطات السويسرية التحقيق فيما إذا كانت مؤسسة إغاثة غزة المسجلة في سويسرا تمتثل للقانون المحلي والقانون الإنساني الدولي.

وقدمت المنظمة في 20 آيار/ مايو الجاري أيار طلبا إلى الهيئة الاتحادية السويسرية المعنية بالإشراف على المؤسسات، وفي 21 من نفس الشهر طلبا آخر إلى وزارة الخارجية الاتحادية.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى