استطلاعات الرأي تكشف عن انتكاسة كبيرة يتعرض لها حزب أردوغان

أكدت غالبية استطلاعات الرأي العام الأخيرة التي تقوم بإجرائها شركات تركية ودولية تحظى بمصداقية عالية، أن نهاية حكم حزب العدالة والتنمية في تركيا باتت تلوح في الأفق، بعد نحو ربع قرن من حُكم البلاد.

فقد انخفض الدعم لحزب العدالة والتنمية، إلى مستوى 30 في المائة، فيما لا زال بعض الناخبين مُتردّدين ولم تتضح بعد توجّهاتهم، بحسب هذه الاستطلاعات.

ووفقًا لمدير أبحاث الاقتصاد في إسطنبول قان سلجوقي، فإنّ الناخبين المترددين هم أقرب إلى المعارضة كخيار.

وتكشف أحدث استطلاعات الرأي التي أجراها كل من شركة “ماك” وأبحاث الاقتصاد في إسطنبول، أنّ تحالف الشعب الحاكم، المُكوّن من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، لن يصل إلى نسبة الـ 50 بالمائة المطلوبة لتشكيل الحكومة الجديدة في 2023.

في هذا الصدد، كشف سلجوقي أنّ النتائج الأخيرة في صالح المعارضة، مُشيراً إلى أن حزب العدالة والتنمية خسر الكثير من الأصوات بسبب أزمة عدم القدرة على الحكم، وقال “هناك رصيد من 55 نقطة مقابل 45 لصالح المعارضة”، مُفسّراً ذلك بأنّ الأسباب العقلانية جعلت حزب العدالة والتنمية يخسر الكثير من الأصوات، بالإضافة أيضاً إلى أنّ لدى الأتراك أيضًا انتماءات مختلفة للأحزاب، ولذا فإنّ المعارضة تحتاج الآن إلى استغلال ذلك حيث وصل فقدان القوة لدى التحالف الحاكم إلى الحدّ الأقصى، والمُعارضة تستطيع التغلب عليه.

ووفقاً لمدير أبحاث الاقتصاد في إسطنبول، فإنّ “هناك احتمال كبير بأن تذهب نسبة أصوات ما بين 70-75 في المائة من المترددين إلى تحالف الأمة، والذي يضم معظم أحزاب المعارضة التركية، وهذا يبدو أنّه سوف يمنح المعارضة ميّزة كبيرة، لكنّها بحاجة إلى معرفة وإظهار كيفية القيام بذلك بشكل أفضل، وخصوصاً من خلال تنظيم معارضة اجتماعية واسعة.

كان رئيس حزب المستقبل المعارض أحمد داود أوغلو، قال أمس “إنه حتى الحصول على نسبة 30 في المائة من أصوات الناخبين، بات حلما لحزب العدالة والتنمية.”

انتكاسة كبيرة

وفي تصريحات له حول الأجواء السياسية في تركيا، رأى أن الحزب الحاكم سوف يواجه انتكاسة كبيرة في صناديق الاقتراع في أي انتخابات قادمة، خاصة بعد الفشل في مواجهة الكوارث التي حلّت بالبلاد في الأسابيع الأخيرة.

واعتبر أنّ حزبه (المستقبل) سوف يلعب دورا رائدا في المستقبل القريب في عملية التغيير السياسي، مشيرا إلى وصول نسبة مؤيديه إلى نحو 7 ونصف بالمائة خلال فترة وجيزة، كما أن العديد من ناخبي وأعضاء حزب العدالة يقولون إنه من الجيد الانسحاب من الحزب.

وتعليقًا على الهجرة إلى تركيا، وكوارث الفيضانات والحرائق، قال داود أوغلو: “لم أشاهد مطلقًا مثل هذه الإدارة السيئة للأزمات”.

في مقابل ذلك، تقوم وسائل إعلام تابعة لحزب العدالة والتنمية بحملة للترويج للحزب الحاكم، وتدّعي أنه سوف يحصل على نسبة تأييد ما بين 38٪ و 40٪ في الانتخابات القادمة.

ويُظهر الاستطلاع أيضا، أن أصوات حزب العدالة والتنمية في حال جرت انتخابات مثلا في أغسطس 2021 تبلغ 26.7 بالمائة، بينما يحصل حزب الحركة القومية على 7 بالمائة فقط، أي أقل من عتبة الانتخابات في تركيا.

علما أن عتبة الانتخابات في تركيا هو 10 في المائة، مما يعني أنه إذا فشل الحزب في الحصول على 10 في المائة من الأصوات في الانتخابات العامة، فإنه يفقد فرصة التمثيل في البرلمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى