استمرار المظاهرات المناهضة لحكم العسكر في السودان

استمرت المظاهرات المناهضة لحكم العسكر في عدة مدن سودانية، الثلاثاء، واعتراضاً على إجراءات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، فيما أكدت مصادر محلية ، قيام قوات الأمن بإطلاق غاز مسيل للدموع لتفريق المحتجين في العاصمة السودانية الخرطوم.

ورفع المتظاهرون في جبرة شعارات تطالب بإسقاط المكون العسكري بالمجلس السيادي، وتقديم المتورطين في قتل المتظاهرين إلى محاكمات عادلة.

وشهدت الخرطوم، الثلاثاء، تعزيزات أمنية قبيل انطلاق الاحتجاجات التي دعت إليها لجان أحياء الخرطوم وتجمع المهنيين السودانيين.

وأغلقت السلطات الجسور الرئيسية المؤدية لوسط العاصمة السودانية، وذلك ضمن التأهب الأمني قبيل التظاهرات، بالإضافة إلى إجراء قوات مشتركة تمشيطاً للشوارع بهدف تأمين محيط القصر الرئاسي، مع وجود نقاط ارتكاز على شارع النيل بمحيط القصر.

وقالت مصادر عسكرية، إن تعزيزات من القوات العسكرية المشتركة انتشرت في المرافق الاستراتيجية.

ويأتي ذلك وسط موجة من التظاهرات تشهدها الخرطوم منذ إعلان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي، حل مجلسي السيادة والوزراء وتعطيل الوثيقة الدستورية، ما عدته قوى الحرية والتغيير – الحاضنة السياسية للحكومة السابقة – انقلاباً على الشرعية.

ولم تهدأ التظاهرات على وقع الاتفاق السياسي الذي وقعه رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك مع البرهان في 21 نوفمبر، والذي عاد بموجبه إلى منصبه.

واستقال عبد الله حمدوك، الأحد، من منصبه، وقالت مصادر إن مجلس السيادة السوداني يفاوض وزير المالية الأسبق، إبراهيم البدوي ليحل محله في المنصب، فيما قالت مصادر إن الأخير يجري مشاورات مع مقربين من أجل الموافقة أو الرفض.

الأمم المتحدة

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاثنين، استمرار “الاستهداف العنيف” للمتظاهرين في السودان، معرباً عن أسفه لعدم التوصل لتفاهم سياسي، واستقالة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك.

وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، في بيان بشأن السودان، إن غوتيريش “يدين استمرار العنف الذي يستهدف المتظاهرين، ويدعو قوات الأمن السودانية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والوفاء بالتزاماتها في ما يتعلق بالحق في حرية التجمع والتعبير”.

وأضاف أن الأمين العام بعد علمه باستقالة حمدوك “يعرب عن أسفه لعدم وجود تفاهم سياسي حول سبل المضي قدماً، على الرغم من خطورة الوضع في السودان”.

وحض غوتيريش جميع الأطراف المعنية على “مواصلة المشاركة في حوار هادف من أجل التوصل إلى حل شامل وسلمي ودائم”، وفق البيان.

وشدد على أن “تطلعات السودانيين إلى انتقال يقود إلى نظام ديمقراطي أمر بالغ الأهمية”، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة ما زالت مستعدة لدعم هذه الجهود.

أبواب الحوار ستظل مفتوحة

من جهته، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان في لقاء مع القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى الخرطوم، براين شوكان، اليوم الثلاثاء، أن أبواب الحوار ستظل مفتوحة مع جميع القوى السياسية، بغية التوافق على استكمال هياكل الفترة الانتقالية.

وقال بيان لمجلس السيادة، إن البرهان شدد خلال اللقاء على “ضرورة استمرار الحوار بين الأطراف كافة للخروج ببرنامج توافق وطني لإدارة الفترة الانتقالية”.

وأضاف “أبواب الحوار ستظل مفتوحة مع جميع القوى السياسية وشباب الثورة من أجل التوافق على استكمال هياكل الفترة الانتقالية والسير في طريق التحول الديمقراطي، وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة تأتي بحكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى