اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة يثير ردود أفعال عربية ودولية واسعة

مطالب بالتحقيق في جريمة الاغتيال ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي

أثار اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم جنين، الأربعاء، ردود فعل وإدانات واسعة على المستويين الإقليمي والدولي.

ونددت جامعة الدول العربية بأشد العبارات ب”الجريمة البشعة”، بينما دعت السفارة الأميركية في القدس إلى إجراء تحقيق جدي، وأدان سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توماس نيدز، اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال، وطالب أيضًا بفتح تحقيق لكشف المتورطين.

كما أدانت وزارة الخارجية المصرية، حادث اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، التي استشهدت برصاص الاحتلال أثناء تغطية أحداث عسكرية بمخيم جنين، اليوم الأربعاء.

وأعربت الخارجية المصرية، في بيان لها على صفحتها الرسمية بفيسبوك، اليوم الأربعاء، عن إدانتها بأشد العبارات لجريمة الاغتيال النكراء للصحفية الفلسطينية والمراسلة في قناة الجزيرة، وكذلك إصابة الصحفي علي السمودي.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، أن “تلك الجريمة بحق الصحفية الفلسطينية خلال تأدية عملها تُعد انتهاكًا صارخًا لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني، وتعديًا سافرًا على حرية الصحافة والإعلام والحق في التعبير”.

وطالب حافظ بالبدء الفوري في إجراء تحقيق شامل يُفضي إلى تحقيق العدالة الناجزة.

الاتحاد الأوروبي

وطالب الاتحاد الأوروبي ب”تحقيق مستقل” حول مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، فيما وأعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين، اليوم الأربعاء، عن صدمتها من استشهاد مراسلة الجزيرة الصحفية شيرين أبو عاقلة، خلال تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمدينة ومخيم جنين.

ودعت البعثة إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة، مؤكدة ضرورة ضمان سلامة وحماية الصحفيين.

بدورها أدانت وزارة الخارجية البريطانية الحادث. طالب سفير لندن لدى إسرائيل بفتح تحقيق عاجل حول حادث الاغتيال.

ونددت مؤسسة الأزهر الشَّريف بشدة اغتيال الإرهاب الإسرائيلي الصَّحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، بالرصاص الحي صباح اليوم الأربعاء، في أثناء قيامها بعملها ومهمتها الصَّحفية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.

وأكد الأزهر في بيان أنَّ “هذه الجريمة بحق الصحافة والصحفيين تبرهن بقوة أمام العالم بشاعة هذا الكيان الغاشم وما يقوم به من إرهابٍ وجرائمَ حتى بحق صحفية لم تحمل سلاحًا ولم تقتل ولم تضرب ولم تكن جريمتها إلا أنَّها فلسطينية وأنَّها صحفية، تنقل الصورة والحدث وتوصل صوت المظلومين والمضطهدين في أرضهم إلى العالم وبسبب هذا تواجه الخوف والموت طَوال الوقت”.

وطالب الأزهر المجتمع الدولي والمنظمات المعنية أن تضطلع بدورها في التحقيق في هذه الجريمة التي تُرتكب في حق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية ومحاكمة القتلة، والعمل الجاد على وقف الإرهاب الإسرائيلي ومحاولات طمسه للحقائق بقتل واستهداف الصحفيين والإعلاميين.

ونددت لؤلؤة الخاطر مساعدة وزير الخارجية القطري بمقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة على يد “الاحتلال الإسرائيلي” في الضفة الغربية يوم الأربعاء ودعت في تغريدة على تويتر إلى إنهاء “الإرهاب الإسرائيلي الذي ترعاه الدولة”.

 سياسة الاحتلال

حملت الرئاسة الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن “هذه الجريمة البشعة، مؤكدة انها جزء من سياسة يومية ينتهجها الاحتلال بحق أبناء شعبنا وأرضه ومقدساته”،

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء “وفا”، اعتبرت أن “جريمة اعدام الصحفية أبو عاقلة، وإصابة الصحفي علي السمودي، هي جزء من سياسة الاحتلال باستهداف الصحفيين لطمس الحقيقة وارتكاب الجرائم بصمت”، على حد تعبير البيان.

اغتيال الكلمة والصورة

وأدان القيادي الفلسطيني محمد دحلان، جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء.

وقال دحلان، “يمارس الاحتلال بشتى الوسائل اغتيال الكلمة والصورة التي تفضح جرائمه أمام شاشات العالم، الذي يتوجب عليه اليوم ليس مجرد إدانة هذه الجريمة، وإنما محاسبة هذا الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني”.

وأكد دحلان، “ستبقى شيرين أيقونة صحفية ناضلت في الميدان بالكلمة والصورة، طيلة 27 عاماً، وثقت فيها جرائم هذا الاحتلال الغاشم بحق شعبنا ومقدساته”.

مطالب بالتحقيق

من جانبه، أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب، اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص القوات الإسرائيلية، محملًا تل أبيب المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة بحق حرية الصحافة في الوقت الذي يحيي فيه العالم وكل الزملاء الصحفيين اليوم العالمي لحرية الصحافة ويوم حرية الصحافة العربية.

وطالب الأمين العام للاتحاد خالد ميري، بتحقيق دولي يحضره وفد من الاتحاد العام للصحفيين العرب للكشف عن ملابسات هذه الجريمة المروعة، مؤكدًا تضامنه مع الشعب الفلسطيني ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، مناشدا كل المنظمات الإعلامية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة هذه الجريمة ومحاكمة مرتكبيها وعدم إفلاتهم من العقاب.

مراسلون بلا حدود

وفي سياق التنديد بقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، قال منظمة مراسلون بلا حدود: إن مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة يشكّل “انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات جنيف التي تنص على حماية المدنيين، ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 بشأن حماية الصحفيين”.

ومع الساعات الأولى من صباح الأربعاء، استيقظ العالم على نبأ مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، وإصابة زميلها علي السمودي، خلال اشتباكات في جنين معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية أصابت أبو عاقلة برصاصة في الرأس أثناء متابعتها اقتحام تلك القوات مدينة جنين.

وأعادت حادثة الاغتيال الحديث عن قائمة طويلة من الصحفيين والإعلاميين الذي جرى استهدافهم في مناطق الحروب والنزاعات خلال الأعوام الماضية.

وأشارت إحصائيات مرصد اليونسكو للصحفيين المغتالين، إلى حدوث 79 عملية قتل طالت الصحفيين ما بين 2020 حتى منتصف 2021، من بين 1452 جريمة تم رصدها منذ عام 1993.

وخلال سنوات عديدة، كان لأبو عاقلة دور فعّال في تغطية الكثير من فصول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على مدى ربع قرن، وكانت تتهمها السلطات الإسرائيلية بتصوير مناطق أمنية. وسبق أن قالت إنها تشعر باستمرار بأنها مستهدفة من قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

وأبو عاقلة هيّ أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان في العام 2005، حين قابلت الأسرى الذين صدرت بحقهم أحكاما طويلة بالسجن، كما سبق وقامت بتغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية منذ 2000، ثم العمليات العسكرية المختلفة في قطاع غزة خلال السنوات الماضية.

حوادث في أكثر من بلد

لم تكن نيران الحرب في أوكرانيا بعيدة عن الصحفيين والإعلاميين، فمنذ بداية العملية العسكرية للقوات الروسية أواخر فبراير الماضي، لقي 5 صحفيين على الأقل لقوا حتفهم، كما أصيب أكثر من 30 آخرين.

وقتل الصحفي الأميركي برينت رينو يوم 13 مارس الماضي، بعد إصابته في بلدة إيربين خارج العاصمة كيف.

كان رينو يحاول عبور أحد الجسور في إيربين من أجل تصوير لاجئين يغادرون المنطقة، حيث عرض أحد الأشخاص إيصاله مع زملاء آخرين بسيارته، قبل أن يجري إطلاق النار عليهم، ليسقط قتيلًا.

وعمل رينو (50 عاما)، كصحفي ومخرج أفلام، وسبق أن كتب لصحيفة “نيويورك تايمز” حتى عام 2015، واعتبر أول صحفي أجنبي يسقط في هذه الحرب، كما عمل لدى أكثر من مؤسسة إعلامية أميركية، مراسلا من أفغانستان والعراق وهايتي.

وحصل رينو على جائزة “بيبودي” عن سلسلة تقارير أعدها عن المدارس في شيكاغو عام 2014.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فبعد مقتل رينو بيومين، تعرض صحفيين من قناة “فوكس نيوز”، هما المصور بيير زاكريفسكي (55 عاما) وأوليكساندرا كوفشينوفا (24 عاما) لإطلاق نيران داخل سيارتهما.

النيران طالت أيضًا الصحفية الروسية أوكسانا باولينا، التي كانت تقدم تقاريرها من العاصمة كييف، ومدينة لفيف الغربية لموقع ذي إنسايدر الاستقصائي، في 24 مارس الماضي.

وتوفيت باولينا أثناء تصوير الأضرار التي لحقت بحي بوديل، جراء القصف الروسي للمدينة، وسبق أن عملت مع مؤسسة مكافحة الفساد التي يرأسها أليكسي نافالني، المعارض الروسي، ثم غادرت روسيا.

في أوائل مارس، قُتل يفيني ساكون، مشغل الكاميرا في القناة التلفزيونية الأوكرانية، والذي كان يعمل أيضا في وكالة الأنباء الإسبانية، خلال قصف برج الإرسال التليفزيوني في كييف.

في باكستان

كان من بين الذين قتلوا أثناء العمل كصحفيين في الأعوام الماضية، الصحفي الأميركي دانيال بيرل، مراسل وول ستريت جورنال، الذي قتل في باكستان عام 2002.

وشغل بيرل منصب رئيس مكتب جنوب آسيا لصحيفة وول ستريت جورنال، ومقرها مومباي، وكان في طريقه لإجراء مقابلة في كراتشي، لكن تم اختطافه، وطالب مختطفوه بمعاملة أفضل لمن تحتجزهم القوات الأميركية في معتقل غوانتانامو، وبعودة الباكستانيين المحتجزين هناك، قبل أن يتم ذبحه في وقت لاحق في خضم إعداده تحقيقا صحفيا حول جماعات متشددة في باكستان.

حصار حمص

أما الصحفية الأميركية ماري كولفين، وهي مراسلة صحيفة التايمز اللندنية، فقد قُتلت أثناء تغطية حصار حمص خلال الحرب في سوريا عام 2012، بجانب مراسل فرنسي آخر.

وكولفين تعد واحدة من المراسلين الحربيين الرائدين على مستوى العالم، وعملت مراسلة من مناطق الحروب في ثلاث قارات على مدار مسيرتها المهنية.

وقبل وفاتها، فقدت كولفين إحدى عينيها جراء انفجار قنبلة يدوية الصنع في سريلانكا عام 2001، لترتدي شارة سوداء حتى مماتها.

وفي سوريا أيضًا، قُتل الصحفي الأميركي جيمس فولي منتصف 2014 على يد تنظيم داعش الإرهابي، بعد تغطيات متنوعة لعدد من مناطق النزاع في العراق وليبيا وسوريا.

أفغانستان

أما أفغانستان، فقد شهدت العديد من حالات القتل لصحفيين وإعلاميين على مدار الأعوام الماضية، ومن بينهم مصور الإذاعة الوطنية العامة الأميركية ديفيد جيلكي ومترجمه ذبيح الله تمنى، اللذان قتلا في هجوم في أفغانستان عام 2016 على يد قوات طالبان.

وفي عام 2018، قُتل الصحفي الليبي موسى عبد الكريم في مدينة سبها، بعد اختطافه قبل أن يُعثر عليه ميتاً في اليوم نفسه.

وسبق عبدالكريم مقتل المصور علي حسن الجابر في كمين قرب مدينة بنغازي شرقي ليبيا.

ولدت شيرين أبو عاقلة في القدس من عائلة تتحدر من مدينة بيت لحم، ودرست في مدرسة راهبات الوردية. بدأت بدراسة الهندسة المعمارية وسرعان ما انتقلت للصحافة المكتوبة لتنال درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن. تعرف المستمعون على صوتها من خلال إذاعة صوت فلسطين وعملت مع عدة وسائل إعلامية من ضمنها إذاعة مونت كارلو الدولية. والتحقت بقناة الجزيرة عام 1997 وغطت معظم الأحداث في الأراضي الفلسطينية. وقتلت أبو عاقلة بجنين في الضفة الغربية خلال عملية للجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء 11 أيار/مايو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى