الأمم المتحدة: “الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسرعة تبعث على الرعب”

العالم مصدوم من مجزرة "دوار النابلسي" في غزة ويواصل إدانته للجريمة الإسرائيلية

أعرب كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عن صدمتهما، لسقوط 110 فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عملية توزيع مساعدات في “دوار النابلسي” شمال غزة فجر أمس الخميس، فيما تواصلت عمليات الإدانة الدولية الواسعة لتلك المجزرة المروعة.

وقال غوتيريش، إن سقوط أكثر من 100 شخص كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية مسألة تتطلب تحقيقا مستقلا وفعالا.

كما أضاف أنه “مصدوم” من أحدث تطورات الحرب الإسرائيلية في غزة.

وردا على أسئلة بشأن فشل قرار لمجلس الأمن مؤخرا كان يسعى إلى وقف إطلاق النار في القطاع، قال المسؤول الأممي إن تفاقم الانقسامات الجيوسياسية “حول حق النقض إلى أداة فعالة لشل عمل مجلس الأمن”.

الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة

وأعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، الخميس، أنّ “الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسرعة تبعث على الرعب”، معلّقاً على سقوط عدد كبير من الضحايا خلال عملية توزيع مساعدات إنسانية في مدينة غزة.

وكتب جريفيث على منصة “إكس”: “أنا غاضب من التقارير التي تفيد بسقوط وإصابة مئات الأشخاص خلال عملية تسليم مساعدات إنسانية في غرب مدينة غزة”.

كندا: ما حدث لقافلة المساعدات في غزة “كابوس”

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، الخميس، إن سقوط عشرات الأشخاص الذين كانوا ينتظرون قافلة مساعدات في غزة “كابوس” ودعت إلى إنهاء القتال في القطاع.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 100 فلسطيني قُتلوا برصاص القوات الإسرائيلية. وشككت إسرائيل في عدد القتلى وقالت إن العديد منهم “دهستهم شاحنات المساعدات”.

وأضافت جولي للصحافيين في أوتاوا: “عندما يتعلق الأمر بما حدث في غزة اليوم… يجب أن أقول إنني أعتقد أن هذا كابوس. علينا أن نتأكد من إرسال المساعدات الدولية إلى غزة وأن الناس يتمتعون بالحماية عندما يذهبون ويحصلون على تلك المساعدات”.

شعور بالرعب

بدوره، أعرب بوريل في تغريدة على حسابه بمنصة إكس، اليوم الجمعة، عن شعوره بالرعب لسماعه “أنباء عن مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية”.

وشدد على أن تك الوفيات غير مقبولة على الإطلاق، مضيفا أن “حرمان الناس من المساعدات الغذائية انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني”.

تصرف همجي وممعن في الوحشية

أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمس الخميس، “المجزرة” التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، في دوار النابلسي شمالي قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 فلسطيني.

وبحسب بيان للجامعة العربية: “أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات المجزرة، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدوار النابلسي بشمال قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، واصفا إياها بأنها تصرف همجي وممعن في الوحشية والاستهانة بأرواح البشر”.

وأضاف البيان أن أبو الغيط أعرب عن “استهجانه الشديد لاستمرار قوات الاحتلال في استهداف المدنيين على نحو يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وذلك بعد حرب التجويع التي تفرضها على 2.3 مليون فلسطيني من أبناء القطاع، وكأنها تحاصر الفلسطينيين بالجوع والرصاص”.

وأوضح البيان أن “الأسابيع الأخيرة شهدت تنفيذ خطة ممنهجة للحيلولة دون وصول المساعدات لأبناء القطاع، بما أنتج المشهد البائس في دوار النابلسي، حيث تم استهداف الفلسطينيين الساعين للحصول على نصيبهم من المساعدات الغذائية بعد أسابيع من التجويع”.

وشدد أبو الغيط على أن “وقف إطلاق النار صار ضرورة حتمية من أجل إنقاذ مئات الآلاف من الموت جوعا أو قصفا”، مناشدا القوى الدولية كافة لـ”تكثيف الضغوط على الدولة القائمة بالاحتلال لوقف هذه المذبحة اليومية، والانصياع للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي لا ينبغي أن تكون أية دولة فوقه أو فوق المحاسبة”.

السعودية تدين وتستنكر

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين استهداف المدنيين العزل شمال قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط العشرات وإصابة المئات جرّاء قصف إسرائيلي لطوابير المساعدات الإنسانية في غزة، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

كما أكدت الوزارة رفض المملكة القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة، كما طالبت مجدداً المجتمع الدولي باتخاذ موقفٍ حازم بإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني.

وطالبت أيضاً بالفتح الفوري للممرات الإنسانية الآمنة، والسماح بإجلاء المصابين، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية بدون قيود، للتخفيف من الكارثة الإنسانية والحيلولة دون تفاقمها، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار يمنع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين الأبرياء.

إسبانيا تدين سقوط فلسطينيين

وندد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألفاريس، الخميس، بقتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 فلسطيني خلال توزيع مساعدات غذائية في شمال غزة.

وقال ألفاريس عبر منصة “إكس” إن “الطبيعة غير المقبولة لما حدث في غزة، حيث يموت العشرات من المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، تؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار”.

وأضاف أن “المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل دون عوائق”، مشدداً على “ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي”.

إيطاليا تدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة

ودعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الخميس، إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة، ودعا إسرائيل إلى حماية السكان الفلسطينيين بعد أن فتحت قواتها النار على حشد جاء لتسلم مساعدات.

وقال على منصة “إكس” إن “الوفيات المأساوية في غزة تتطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار لتسهيل تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن وحماية المدنيين. ونحض إسرائيل بقوة على حماية السكان في غزة والتأكد بدقة من الحقائق والمسؤوليات”.

فرنسا: استهداف الفلسطينيين “غير مبرر”

وقالت فرنسا، الخميس، إن إطلاق النار على أكثر من 100 فلسطيني في أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات “غير مبرر”، ويجب إظهار الحقائق المتعلقة بالحادث.

وأضاف نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان، في بيان: “تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية الالتزام بقواعد القانون الدولي وحماية توزيع المساعدات الإنسانية على السكان المدنيين”.

الإمارات تدين “الاستهداف الإسرائيلي” للفلسطينيين

وأدانت وزارة الخارجية الإماراتية، الخميس، “الاستهداف الإسرائيلي” لفلسطينيين كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية في غزة، ما أدى إلى سقوط العشرات وإصابة المئات، وطالبت بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين في الواقعة.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن قلقها البالغ “جراء تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين الأبرياء”.

وشددت الخارجية على أن “الأولوية العاجلة هي إنهاء عمليات التصعيد العسكري والوقف الفوري لإطلاق النار”، مجددة التأكيد على أهمية توفير الحماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع بشكل عاجل ومستدام ودون عوائق.

وأكد البيان أيضاً على ضرورة تجنب تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية “ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار”.

واشنطن تطلب بشكل “عاجل” معلومات حول حادث المساعدات بشمال غزة

بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إن الولايات المتحدة تسعى بشكل عاجل للحصول على معلومات حول ما حدث في شمال غزة، حيث ذكرت السلطات الصحية أن إسرائيل قتلت أكثر من 100 فلسطيني أثناء انتظارهم تسلم المساعدات، مضيفة أن الحادث يسلط الضوء على الضرورة الملحة لاتفاق المحتجزين.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل تجري تحقيقاً في الحادث، مضيفاً أن واشنطن ستضغط من أجل الحصول على إجابات وتواصل التوضيح لإسرائيل أنه يجب اتخاذ جميع التدابير الممكنة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.

مصر تدين بـ”أشد العبارات”

وأعلنت مصر إدانتها بأشد العبارات الاستهداف الإسرائيلي لتجمع من المدنيين الفلسطينيين العُزّل الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية في دوار النابلسي شمال قطاع غزة، الأمر الذي أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين.

واعتبرت مصر، في بيان، أن استهداف مواطنين مسالمين يهرولون لالتقاط نصيبهم من المساعدات الإنسانية “جريمة مشينة وانتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتاراً بقيمة الإنسان وقدسية روحه”.

الأردن يدين قصف “وحشي”

كما أدانت الخارجية الأردنية استهداف القوات الإسرائيلية لـ”تجمع لمواطنين غزيين للحصول على مساعدات”، ووصفته، في بيان، بـ”الوحشي”.

وقالت وزارة الخارجية في بيان: “دانت (الوزارة) الاستهداف الوحشي لقوات الاحتلال الإسرائيلي لتجمع لمواطنين غزيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية على دوار النابلسي قرب شارع الرشيد في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة المئات”.

وشدد البيان على رفض عمان “المطلق” لمواصلة الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين الفلسطينيين وانتهاكه الصارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

قطر تدين “المجزرة الجديدة”

وأدانت وزارة الخارجية القطرية، الخميس، “المجزرة الشنيعة” التي ارتكبتها إسرائيل بحق مدنيين عزل كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية في شمال غزة، مما أدى إلى سقوط العشرات، حسب تعبيرها.

وأضافت في بيان، أن استمرار “جرائم” إسرائيل في إطار حربها على قطاع غزة يثبت يوماً بعد يوم الحاجة الملّحة إلى تحرك دولي عاجل لإنهاء هذه الحرب فوراً تمهيداً لمعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع.

وحذّرت من أن الأوضاع “باتت تنذر بمجاعة حقيقية في شمال غزة”، مطالبةً المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته لإلزام إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

كما حذّرت الوزارة من أن “محاولات إسرائيل لفرض الأمر الواقع، ستقوض في نهاية المطاف الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين، وتمهد بالتالي لاتساع دائرة العنف في المنطقة وتهديد السلم والأمن الدوليين”.

وجددت قطر التأكيد على موقفها المطالب بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

العراق يدين “المجزرة” الإسرائيلية

وأدانت وزارة الخارجية العراقية، الخميس، ما وصفتها بـ”المجزرة” التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في دوار النابلسي بقطاع غزة.

وقالت الخارجية العراقية، في بيان: “ندين ونستنكر المجزرة التي ارتكبتها سلطة الاحتلال بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والمصابين”.

وجددت بغداد مطالبتها “المجتمع الدولي باستخدام الوسائل الممكنة كافة لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أزمة إنسانية خطرة”.

وأشارت إلى أن “لجوء سلطة الاحتلال لسياسة الإبادة الجماعية وإصرارها على مواصلة عمليات القتل والتهجير مؤشر على تجاهل القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مما يتطلب وقفة جادة لحماية الشعب الفلسطيني”.

جلسة طارئة لمجلس الأمن

ويعقد مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة مساء الخميس اجتماعًا طارئًا مغلقًا بناء على طلب من الجزائر، لمناقشة آخر التطورات في قطاع غزة، وبالأخص في ضوء سقوط أكثر من مئة قتيل صباح الخميس عندما فتحت قوات الجيش الإسرائيلي النيران في شارع الرشيد في مدينة غزة على حشود من السكان الذين كانوا مجتمعين لمحاولة الحصول على بعض المساعدات الغذائية التي أتت بها إحدى قوافل الإغاثة الإنسانية.

فيديو يشعل زوبعة

جاءت تلك التنديدات فيما نشر الجيش الإسرائيلي فيديو لما قال إنه يظهر توافد حشود من سكان شمال غزة نحو شاحنات الإغاثة وتطويقها، ما أدى إلى تدافع وفوضى، ودهس الشاحنات للمدنيين، حسب زعمه.

علماً أن متحدثاً باسمه كان أقر في وقت سابق بأن الجيش أطلق النار على بعض المجموعات التي اقتربت من الشاحنات، وشكلت تهديداً لعناصره وجنوده. كما أوضح في الوقت عينه أن البعض سقط نتيجة التزاحم.

كذلك أكد مصادر صحافية في وقت سابق أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار نحو المدنيين في “دوار النابلسي” جنوب غربي مدينة غزة، لافتاً إلى أن عشرات الجرحى والقتلى نقلوا إلى المستشفيات.

إلا أن نشر إسرائيل لهذا الفيديو انقلب ضدها، فقد أشعل موجة انتقادات على مواقع التواصل. وعلق الكثيرون ممن شاهدوا المقطع الذي نشره المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي على حسابه في منصة إكس أمس، بأن هذا أوضح إثبات على سياسة التجويع التي تنتهجها القوات الإسرائيلية في القطاع المحاصر.

وأظهر المقطع المصور الذي التقطته درون إسرائيلية من الجو، مئات الأشخاص يتجولون حول الشاحنات على طول طريق الرشيد الساحلي في غزة.

إلا أن الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي “بلا صوت” بيّن وجود مقاطع متعددة موصولة معًا، تاركاً المشهد مبهماً حول الفترة التي سبقت مسارعة الحشود إلى الفرار والهروب، وزحف بعض الأشخاص خلف الجدران، وكأنهم يحتمون.

كما بدا ما لا يقل عن اثنتي عشرة جثة على الأرض في مكان الحادث، وفق ما أظهر تقطيع للفيديو، حسب “نيويورك تايمز”.

كذلك، ظهرت مركبتان عسكريتان إسرائيليتان في الموقع.

حكومة غزة تنفي رواية إسرائيل بشأن “المجزرة”

وقد نفى المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الخميس، مزاعم إسرائيل بأن الفلسطينيين الذين سقطوا خلال انتظارهم مساعدات إنسانية في مدينة غزة، قد قُتلوا نتيجة “التدافع والاقتتال الداخلي”.

وذكر المكتب، في بيان، أن إسرائيل كانت لديها “النية المبيتة” لإيقاع هذا العدد الكبير من الضحايا والجرحى، مشيراً إلى أنهم جميعاً “كانت إصاباتهم مباشرة بالرصاص.. وكذلك القذائف”.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة سقوط 112 وإصابة 760 جرّاء الاستهداف الإسرائيلي لفلسطينيين كانوا ينتظرون شاحنات مساعدات في غرب مدينة غزة، غير أن الجيش الإسرائيلي قال إن ما حدث كان نتيجة “تزاحم وتدافع” على الشاحنات.

تفاصيل “مجزرة دوار النابلسي”

قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الخميس، نقلاً عن موظفيه، إنه “في حوالي الساعة 4:30 فجر الخميس، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر دباباتها وقناصتها المتمركزة جنوب غرب غزة، النار بكثافة تجاه آلاف المدنيين الذين كانوا يتجمعون قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد لساعات قبلها بانتظار وصول شاحنات تحمل المساعدات الإنسانية من طحين ومعلبات. وتزامن إطلاق النار مع قدوم الشاحنات التي تحمل المساعدات ووصول العشرات إليها واعتلائها لأخذ الطحين أو طرود المعلبات.

وأدانت مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية بأشد العبارات إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الأعيرة النارية بكثافة ودون أي مبرر أو ضرورة تجاه آلاف المدنيين الفلسطينيين خلال محاولتهم استلام مساعدات أوصلتها شاحنات عبر حاجز عسكري للاحتلال على طريق الرشيد جنوب غربي مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من المدنيين.

وأضاف المركز في بيان أن “استمرار الاحتلال في ارتكاب هذه الجرائم المروعة، هو نتيجة لسياسة الإفلات من العقاب التي تحظى بها إسرائيل نتيجة الحصانة التي توفرها لها الولايات المتحدة والدول الأوروبية”.

وأسفر إطلاق النار الكثيف الذي استمر لما يقارب ساعة ونصف عن استشهاد 104 من مدنيين وإصابة 760 آخرين بجروح (وفق حصيلة وزارة الصحة في غزة)، وكان المشهد قاسياً، حيث سقط الضحايا على الشاحنات أو خلال حملهم أكياس الطحين والطرود التي جازفوا بأرواحهم للحصول عليها لإطعام أفراد أسرهم الذين يعانون من حالة تجويع غير مسبوقة مع دخول العدوان الإسرائيلي يومه الـ 146 على التوالي.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة أعلن أمس وفي أحدث حصيلة استشهاد 112 وإصابة 760 جراء ما وصفه بالاستهداف الإسرائيلي لفلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات في غرب مدينة غزة.

يشار إلى أن ما يقارب نصف مليون فلسطيني في شمال القطاع محرومون منذ نحو شهر من دخول شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، وسط تحذيرات دولية وأممية من شبح مجاعة يخيم على آلاف الغزيين المحاصرين بشكل خانق منذ تفجر الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى