الإبادة مستمرة… “الكابينيت” الإسرائيلي يناقش خطوات احتلال غزة

برنامج الأغذية العالمي يناشد المجتمع الدولي للتدخل وإنقاذ أرواح الأبرياء

ناقش ​​”الكابينيت” الإسرائيلي مساء الأحد، الخطوات التالية في عملية احتلال قطاع غزة، بينما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في القطاع، ويفرض حصاراً قاتلاً على الفلسطينيين ويتسبب بموت العشرات منهم جوعاً.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، بأن الجيش عرض خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر “الكابينيت” خططه المفصلة لعملية تطويق واحتلال مدينة غزة، موضحا أن العملية ستبدأ خلال أسبوعين.

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “جيروزالم بوست”، إن المجلس لن يناقش مسألة محاولة التوصل إلى اتفاق جزئي من عدمه.

وأكد المسؤول: “ما تم الاتفاق عليه في المجلس الوزاري الأخير هو القرار الحالي: اتفاق يُفرج بموجبه عن جميع الأسرى فقط”.

غارات مكثفة على قطاع غزة وقرار باحتلال غزة

وتتواصل جرائم الإبادة الجماعية والغارات الإسرائيلية بكثافة على قطاع غزة، مستهدفة شمال وجنوب القطاع.

وأفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ عمليات نسف لمبانٍ في مناطق جباليا وشرق الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، بالتزامن مع عمليات نسف أخرى في مناطق شمال خانيونس جنوب القطاع.

هذا واستهدف جيش الاحتلال منتظري المساعدات في محور موراج جنوب القطاع، ما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين.

وقد أفادت مصادر طبية باستشهاد 90 فلسطينياً في استهدافات إسرائيلية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.

وفي وقت تتواصل فيه الغارات الإسرائيلية المكثفة على شمال وجنوب قطاع غزة، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع للكابينيت، الأحد، بأنه تم إصدار قرار باحتلال غزة، وأن الجيش باشر بالتنفيذ.

المجاعة الخامسة المؤكدة في هذا القرن

على المستوى الإنساني، قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إنها “رأت دماراً هائلاً في غزة، والناس يحاولون الفرار مما هو آت”، داعية المجتمع الدولي إلى “ضرورة التدخل وإنقاذ أرواح الأبرياء في قطاع غزة، وتوسيع نطاق تقديم المساعدات، عبر طرق أكثر أماناً”.

وتابعت ماكين، في مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، الأحد: “الأمر لا يتعلق بالغذاء، بل بالمياه والدواء، كما يتعلق الأمر بالتدفق المستمر لكمية كافية من الأطعمة التي يحتاجها الأطفال، وخصوصاً الرضع”.

وجاءت زيارة ماكين إلى غزة بعد أيام من تأكيد لجنة خبراء مختصة في مقياس الجوع حول العالم، أن “المجاعة قائمة في مدينة غزة، وتؤثر على أكثر من 500 ألف شخص، ومن المرجح أن تنتشر بحلول نهاية سبتمبر الجاري، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لزيادة المساعدات الإنسانية”، وتعتبر هذه المجاعة الخامسة المؤكدة في هذا القرن.

وأشارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إلى أنها “زارت أيضاً عيادة صحية، وكان المشهد مدمراً للغاية، ولا يخدم الأسر التي تعاني من سوء التغذية”، مشددة على ضرورة التدخل السريع.

المساعدات غير كافية

وكانت ماكين، ذكرت، الخميس الماضي، لوكالة “رويترز”، إن مساعدات غذائية إضافية تصل إلى غزة، لكنها لا تزال غير كافية بالمرة لمنع انتشار المجاعة”، مضيفة: “تدخل كميات إضافية من الغذاء.. نسير في الاتجاه الصحيح.. لكنها لا تكفي للقيام بما يتعين علينا فعله لضمان ألا يعاني السكان من سوء التغذية والتضور جوعاً”.

وذكرت أن “البرنامج قادر الآن على توصيل حوالي 100 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، لكن هذا العدد لا يزال أقل بكثير من 600 شاحنة، كانت تدخل إلى القطاع يومياً خلال وقف إطلاق النار”.

وذكر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي للجوع، في تقرير أصدره، الأسبوع الماضي، إن نحو 514 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع سكان القطاع، يواجهون حالياً ظروف المجاعة في مدينة غزة، والمناطق المحيطة بها.

وحثت حكومات أوروبية ومنظمات دولية إسرائيل، على السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعيش كارثة إنسانية وفق التقارير الأممية.

ارتفاع حصيلة ضحايا “التجويع”

وكانت الأمم المتحدة قالت في أوائل أغسطس، إن “أكثر من ألف شخص لقوا حتفهم في أثناء محاولتهم تلقي المساعدات في غزة منذ بدء عمل “مؤسسة غزة الإنسانية” سيئة السمعة والصيت، خلال شهر مايو 2025، معظمهم قُتلوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي العاملة بالقرب من مواقع المؤسسة المعروفة باسم “مصائد الموت الأمريكية”.

وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا “التجويع” والحصار الإسرائيلي، على القطاع إلى 339 فلسطينياً، بينهم 142 طفلاً، مشيرة إلى أن وفاة 7 أشخاص بسبب سوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية.

وتغلق قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 2 مارس الماضي، جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي “المجاعة” داخل غزة.

وترتكب إسرائيل بدعم أميركي جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، راح ضحيتها نحو 203 آلاف فلسطيني بين شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى