الإخونجي راشد الغنوشي يتوعد تونس بالفوضى والحرب الأهلية

في تصريحات خطيرة أمام أنصار، اعتبر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخونجية، بأن إبعاد حركته عن السلطة هو تمهيد للحرب الأهلية في تونس وبداية لانطلاقة الفوضى في البلاد.

وقال الغنوشي إن ما أسماع” الانقلاب” في إشارة لحل البرلمان من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد،  “لا يحتفى به وإنما يرمى بالحجارة”.

وأضاف أن “النخبة التونسية قد احتفت بالانقلاب، وهذه فضيحة لا يجب أن نتساهل وأن لا نمارس معها السماحة”.

وواصل الغنوشي إطلاق مزاعمه قائلا إن”تونس بدون النهضة والإسلام السياسي مشروع حرب أهلية”.

تصريحات ليس بالغريبة على عراب الإرهاب في تونس والمتورط في قضايا الاغتيالات السياسية منذ سنة 2011، بحسب العديد من المراقبين، وهو تصريح يأتي في سياق تآكل حركة النهضة، التي طالما تقاطع وجودها السياسي بالعنف من نشأتها أواسط سبعينيات القرن الماضي .

ويأتي هذا التصريح الخطير خلال اجتماع حزبي لرئيس حركة النهضة الإخونجية، وفي سياق يواجه فيه الغنوشي ملاحقات قضائية لتورطه في مجموعة قضايا، منها اغتيال كل من القيادي اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013، واغتيال النائب الأسبق في البرلمان التونسي محمد البراهمي في شهر يوليو/تموز من العام ذاته.

تاريخ من العنف والإرهاب

المؤرخ التونسي أحمد الشارني اعتبر أن هذا التصريح الجديد لراشد الغنوشي هو رسالة مشفرة لأنصاره من المتشددين للتحرك ضد السلط الرسمية، بعد فقدانه السلطة وخروجه ذليلًا من رئاسة البرلمان في شهر يوليو/تموز 2021.

وأوضح أن تاريخ حركة النهضة الإخونجية مليء بشواهد العنف والإرهاب كلما ابتعدت عن مربع السلطة، حيث ارتكبت جرائم كبرى في منتصف الثمانينات تمثلت في حرق وتفجير عدد من النزل في محافظتي سوسة والمنستير ، إضافة إلى استهداف الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في محاولة لاغتياله عام 1991، وإلقاء “ماء النار” على عشرات التونسيات اللاتي لا يرتدن الحجاب عام 1990.

الشارني أكد أن هذا التصريح يتطلب تدخلا عاجلا من القضاء التونسي للتحقيق في مضمونه وأبعاده الإجرامية وهو يعتبر تحريضا على العنف والتقاتل بين التونسيين .

ورجح أنه هذا التصريح هو رسالة أيضًا إلى الخلايا الإخوانية النائمة التي ظلت تنتظر إشارة من قيادة حركة النهضة منذ حل البرلمان، معتبرًا أن عقيدة الإخوان هي عقيدة إرهابية تتجه إلى العنف المسلح كلما ضاق خناقها وتم إبعادها من السلطة.

ويوم الخميس الماضي، نشر القيادي بحركة النهضة ووزير الخارجية الأسبق وصهر الغنوشي، رفيق عبد السلام، تدوينة عل صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، انتقد فيها أدوار الجيش التونسي وشكّك في وطنيته، حيث اتهم جنرالاته بعدم الحيادية والتدّخل في السياسة من خلال دعم الرئيس قيس سعيد، وقال إن “حياد الجيش وابتعاده عن السياسة كذبة كبيرة”، ووصفه بـ”الانقلابي”.

ويواجه راشد الغنوشي عددا من القضايا أبرزها الفساد المالي والإرهاب والاغتيالات وتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر والتخابر على أمن الدولة التونسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى