الاحتجاجات متواصلة في تشيلي وخفض عدد ساعات حظر التجوال

أشار رئيس تشيلي سيباستيان بينييرا الى رفع محتمل للاجراءات الاستثنائية في البلاد في محاولة لخفض التوتر في تشيلي التي تستعد الخميس ليوم جديد من التظاهرات.

وقال الرئيس المحافظ في تصريحات صحافية “نحن نعمل على خطة لتطبيع الحياة في بلادنا (..) لنتمكن من وقف اللجوء الى حظر التجول والى رفع حالة الطوارىء كما نأمل”.

وفي أول مؤشر عن هذه الرغبة في التهدئة، تم تقليص حظر التجول الذي فرض ليل الاربعاء الى الخميس الى خمس ساعات من الساعة 22,00 الى 04,00 صباحا (من 01,00 الى 07,00 ت غ)، مقابل عشر ساعات في الليالي السابقة.

ودعت النقابات التشيلية التي حشدت عشرات آلاف المتظاهرين الاربعاء في سانتياغو، الى استمرار الاضراب العام الخميس.

واستمرت تعبئتهم لمطالبة الحكومة بسحب عسكرييها من الشارع بعد انتشارهم للمرة الأولى منذ انتهاء حكم أوغستو بينوشيه الديكتاتوري (1973-1990). وهم يطالبون أيضا بحلول لأسوأ أزمة اجتماعية تشهدها البلاد منذ ثلاثين عاما.

وتم نشر نحو 20 الف عسكري وشرطي في الشوارع وفرضت حالة الطوارىء في تسع من المناطق ال16 في تشيلي. وأعلن الجيش الاربعاء استدعاء جنود الاحتياط لتأمين الجوانب “اللوجستية والادارية”.

ولليوم الثاني على التوالي دعت المنظمات النقابية وعشرون حركة للموظفين الى التوقف عن العمل والانضمام للمتظاهرين في سانتياغو على بعد بضع محطات مترو من القصر الرئاسي.

وقالت بربارا فيغويروا رئيسة المركزية المتحدة للعمال أكبر اتحاد للنقابات في تشيلي، للصحافيين “كل ما فعله الرئيس بينييرا حتى الآن هو إحداث استقطاب في البلاد وزيادة التوتر. لدينا في الشارع اليوم شبان بنادقهم بأيديهم، ضد مواطنيهم”.

وتفيد أرقام رسمية أن 18 شخصا بينهم طفل وبيروفي وإكوادوري قتلوا منذ 18 تشرين الأول/أكتوبر. في المقابل، أحصى المعهد الوطني لحقوق الإنسان 535 جريحا بينهم 239 أصيبوا بأسلحة نارية، وتوقيف 2410 أشخاص.

وتركزت الحوادث الليلة الماضية في وسط العاصمة حيث تم تخريب اربعة فنادق مساء الاربعاء. غير ان الوضع استمر متوترا في العديد من الاحياء على مشارف العاصمة. وتستمر عمليات النهب والحرائق مع مواجهات مع قوات الامن.

وحاول العديد من سكان العاصمة الخميس العودة الى حياتهم الطبيعية. وتم تخصيص نحو ستة آلاف من الحافلات لتعويض شلل شبكة المترو التي لم تعمل الا ثلاثة خطوط منها.

ويخشى السكان خصوصا عودة عمليات غلق الطرق والعنف. وقال مايكل روجاس الخمسيني من البيرو وهو بائع متجول في وسط العاصمة “في الصباح نشهد الكثير من الحركة (..) لكن بعد الظهر كل شيء يصبح صعبا وتبدأ عمليات إلقاء الغاز المسيل للدموع”.

انفجر الغضب الاجتماعي الذي تجسد بتظاهرات عنيفة وعمليات نهب، بعد إعلان زيادة نسبتها 3,75 بالمئة في رسوم مترو سانتياغو، لكنه لم يهدأ بعد تعليق هذا الإجراء.

واتسعت الحركة التي يتسم المشاركون فيها بالتنوع ولا قادة واضحين لها، يغذيها الاستياء من الوضع الاجتماعي والتفاوت في هذا البلد الذين يضم 18 مليون نسمة.

ويبدو أن إعلان الرئيس عن سلسلة من الإجراءات الاجتماعية الثلاثاء واعترافه بأنه لم يتوقع الأزمة وطلبه “الصفح” من مواطنيه، لم يؤد الى النتيجة التي كان يأمل فيها.

وقالت رئيسة جمعية الأطباء التشيليين (كوليجيو ميديكو) إيزكيا سيشيس التي كانت بين المتظاهرين أيضا “كنا نأمل في توعية بهذا النزاع الاجتماعي، لكن المقترحات نفسها تطرح منذ أشهر”.

ورغم حدة الازمة، اكدت الحكومة الخميس تنظيم قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادىء (ابيك) التي من المقرر ان يشارك فيها خصوصا الرؤساء الصيني شي جيبينغ والروسي فلادمير بوتين والاميركي دونالد ترامب من 13-17 تشرين الثاني/نوفمبر في سانتياغو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى