الاحتلال الإسرائيلي يعلن هدنة مؤقتة في غزة “لأغراض إنسانية”

مع تصاعد التنديد الدولي باستمرار إسرائيل بإبدة وتجويع الفلسطينيين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء يوم السبت، عن هدنة إنسانية وتعليقا مؤقتا للأعمال العسكرية في المناطق التي تشهد اكتظاظا سكانيا.

وذكرت مصتدر إعلامية عبرية نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير، أن رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو خلال محادثة هاتفية أجراها مساء السبت، مع وزير الحرب في حكومته يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، وكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، تقرر تطبيق هدنة إنسانية ووقفا مؤقتا لإطلاق النار في عدد من المراكز السكانية في غزة بما في ذلك شمال القطاع.

وصرح المسؤول الإسرائيلي الكبير بأن الهدنة المؤقتة ستبدأ يوم الأحد 27 يوليو 2025 على الساعة العاشرة صباحا وحتى ساعات المساء.

وفي السياق، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن القوات تستعد لفترات من تعليق مؤقت للأعمال العسكرية لأغراض إنسانية في المناطق التي تشهد اكتظاظا سكانيا.

وأكد في المقابل أن الجيش “سيواصل العمل في المناطق التي يعمل فيها لتطهيرها وتعميق الأنشطة لتحييد العناصر والبنى الإرهابية”.

لا توقف في القتال

‏وشدد في السياق على أنه لا توقف في القتال وأنه سيواصل الحرب في غزة من أجل إعادة جميع “المختطفين” وحسم حركة حماس فوق الأرض وتحتها.

وذكر المتحدث ‏أنه تقرر أيضا تحديد ممرات إنسانية يسمح فيها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية، وفق نص البيان.

‏وزعم أنه وخلال الأسبوع الأخير فقط، تم تفريغ حمولة أكثر من 250 شاحنة مساعدات والتي انضمت إلى حمولة مئات الشاحنات التي تنتظر لتوزيع حمولتها من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

كما تم توزيع حمولة ما يقارب 600 شاحنة من قبل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.

‏وأكد أن الجيش سيستمر من خلال منسق أعمال الحكومة في المناطق في تنسيق التقاط حمولة مئات الشاحنات التي لم يتم تفريغها لغاية الآن مع منظمات الإغاثة الدولية.

وأفاد بأن الجيش قام وبتوجيه من المستوى السياسي وبالتعاون مع شركة الكهرباء الإسرائيلية، بربط خط “كيلع” الكهربائي لغرض تغذية محطة تحلية المياه الجنوبية التي من المفروض أن توفر ما يقارب 20 ألف متر مكعب من مياه الشرب في اليوم بدلا من 2000 متر مكعب كانت متوفرة لغاية الآن لتوفر مياه الشرب لنحو 900 ألف شخص في المنطقة.

‏وكما زعم في بيانه على أنه لا تجويع في غزة وأن الحديث عن حملة كاذبة وزائفة تقف خلفها حركة حماس، كما أن مسؤولية توزيع المواد الغذائية على سكان القطاع تقع على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.

وأشار إلى أنه يتوقع من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحسين فعالية توزيع المساعدات وضمان عدم وصولها إلى حماس، وفق البيان.

ارتفاع حصيلة الضحايا من المجوّعين

وتزايدت في الأيام القليلة الماضية حالات الوفاة في قطاع غزة بسبب سوء التغذية في ظل القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات.

وارتفعت حصيلة الضحايا من المجوّعين إلى 122 شهيدا بينهم 83 طفلا منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

واتهمت أطراف دولية عدة تل أبيب باستخدام التجويع سلاحا في إطار حربها المستمرة على غزة.

وفي وقت سابق اليوم، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليبي لازاريني أن إسقاط المساعدات على غزة عبر الجو مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية، ولن يؤدي إلى وقف المجاعة، محذرا من أنه قد يودي بحياة المدنيين الجائعين.

وقال لازاريني، الجمعة، إن ما يحدث في قطاع غزة مجاعة مدبرة، ومتعمدة.

وأضاف لازاريني عبر منصة “إكس” أن نظام توزيع المساعدات التابع لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” معيب، وغير مصمم لمعالجة الأزمة، ويخدم أهدافاً عسكرية، وسياسية.

وأوضح مفوض الأونروا أن إسرائيل تسيطر على جميع جوانب وصول المساعدات الإنسانية سواء خارج غزة أو داخلها، وانتقد إسقاط المساعدات جواً بوصفه “الوسيلة الأكثر تكلفة، والأقل فعالية لإيصال المساعدات، ويُشتّت الانتباه عن التقاعس”.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل مدعومة أمريكياً حرب إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى