الحريري يعتذر عن تشكيل الحكومة اللبنانية

في خطوة من شأنها أن تفاقم حالة الشلل السياسي ومعاناة اللبنانيين، وتزيد من تدهور قيمة الليرة وأزمات الوقود والدواء والكهرباء، أعلن زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، اعتذاره عن تشكيل الحكومة اللبنانية، وذلك بعد أشهر من تكليفه بها، بسبب خلافاته مع الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي التقاه في قصر بعبدا، الخميس.

وقال الحريري، في أعقاب الاجتماع بالرئيس عون، الخميس: “من الواضح أننا لن نتمكن من الاتفاق مع فخامة الرئيس.. وهذا هو السبب في إعفاء نفسي عن تشكيل الحكومة”.

ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن الحريري قوله للصحافيين: “أجرينا مشاوراتنا بشأن الحكومة، وكانت هناك تعديلات طلبها الرئيس عون، وأنا اعتبرتها جوهرية، وتم النقاش حول تسمية الوزراء المسيحيين ومسألة الثقة، ومن الواضح أن الموقف لم يتغير وأننا لن نتفق مع الرئيس”، وأضاف: “الله يعين البلد”.

وأوضح الحريري للصحافيين بعد لقاء مع الرئيس ميشال عون، استمر لمدة 20 دقيقة بالكاد، “من الواضح أننا لن نكون قادرين على الاتفاق مع فخامة الرئيس”.

وقال الحريري، إن عون طلب تغييرات جوهرية في التشكيلة الوزارية التي قدمها إليه، الأربعاء، في حين لم يصدر تعليق فوري من الرئاسة اللبنانية.

تم تكليف الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة في أكتوبر الماضي 2020، بعد استقالة رئيس الوزراء حسان دياب، في أعقاب انفجار 4 أغسطس في مرفأ بيروت، بينما يستمر دياب في تصريف الأعمال إلى أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة.

التدخل الفرنسي

وتدخلت فرنسا في مبادرة لحلحلة الأوضاع السياسية والاقتصادية المتأزمة، وحصل رئيسها إيمانويل ماكرون خلال زيارته لبنان في أكتوبر وسبتمبر الماضيين، على تعهد بتشكيل حكومة تنكب على تنفيذ إصلاحات أساسية ومطلوبة من المجتمع الدولي، لتحرير 11 مليار دولار من أموال ومساعدات تعهد المانحون في مؤتمر “سيدر” الذي استضافته فرنسا في 2018، بمنحها للبنان إذا نفذ الإصلاحات المطلوبة.

وبناء على المبادرة الفرنسية، وقع اختيار الطبقة السياسية على مصطفى أديب في 31 أغسطس لتشكيل الحكومة، غير أنه اعتذر عن التكليف أواخر سبتمبر، بعد أن حاول لمدة شهر تقريباً تشكيل حكومة غير حزبية، لافتاً إلى أن التوافق على تشكيل حكومة غير حزبية “لم يعد موجوداً”.

ومع اعتذار أديب عن تشكيل الحكومة، منح ماكرون في 27 سبتمبر، القوى السياسية مهلة جديدة، من “أربعة إلى ستة أسابيع” لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية التي فشلت في تسهيل التأليف بـ”خيانة جماعية”.

ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية وصفها البنك الدولي بأنها من أشد الأزمات في التاريخ الحديث. إذ فقدت عملتها أكثر من 90% من قيمتها في أقل من عامين، مما أدى إلى تفاقم الفقر، في ظل أزمة سياسية طاحنة تعاني منها البلاد.

وتبدو الأزمة مرشحة للتفاقم مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وتسبّب بدمار أحياء عدة في العاصمة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى