الحكومة الليبية تحت سطوة الميليشيات الموالية للنظام التركي

قالت مصادر سياسية ليبية، أن النظام التركي يتحمل المسؤولية عن تحريك المليشيات الموالية له لمحاصرة مؤسسات الحكومة في العاصمة الليبية طرابلس بعد تغييرات أجراها المجلس الرئاسي لم ترض أنقرة والمليشيات.

وأوضحت مصادر، أن هذا التحرك جاء بعد ساعات قليلة من اجتماع قادة الميليشيات وأمراء مجموعات مسلحة شغلت مواقع قيادية بتكليف إبان حكومة السراج، حيث أبدوا رفضهم لقرار الرئاسي تعيين حسين العائب رئيسا لجهاز المخابرات بدلا من عماد الطرابلسي.

وذكرت أن عدد من قادة الميليشيات ألقوا كلمات خلال الاجتماع توعدوا فيها “الرئاسي” وحكومة الوحدة، وأبدوا نيتهم حصار مقر “الرئاسي” ووزارتي الداخلية والخارجية، للضغط من أجل التراجع عن الإطاحة بالطرابلسي.

وما زال قادة المليشيات الموالية للنظام التركي تطلق التهديدات بهذا الشأن حيث قال محمد الحصان قائد ما يعرف بمليشيا 166 “سنُسمع للحكومة صوتنا الذي لم تلتفت له وسترى على الأرض القوة التي حمت طرابلس وحمتها” حسب تعبيره.

وأضاف الحصان بحسب صفحات المليشيات على فيسبوك ” أن الحكومة استبعدت بركان الغضب وفرضت شخصيات وصفتها بالجدلية والتي ساهمت في دعم تقدم الجيش صوب العاصمة طرابلس.

تعبث بالأمن القومي الليبي

وعلق المحلل السياسي الليبي سلطان الباروني قائلا إنه لا شك في إن أنقرة مازالت تعبث بالأمن القومي الليبي أنها تقول للجميع إن القرار السياسي في ليبيا يجب أن يمر عليها أولا قبل اتخاذه بصفتها محركة لقوة عسكرية ضخمة داخل العاصمة.

وأضاف الباروني، أنه سبق وتم التحذير من عمل الحكومة داخل العاصمة حيث أن أكثر من 20 ألف مسلح من مرتزقة ومسلحين غير نظاميين يتحركون بأوامر من تركيا وقادة مواليين لها.

وتابع الباروني إنه إذا لم تتحرك الحكومة رفقة المجلس الرئاسي ومغادرة طرابلس والذهاب إلى سرت فلن تستطيع اتخاذ قرار واحد دون الرجوع لهم، وإلا ما حدث أمس سيتكرر مرة أخرى والجميع يتذكر حادثة رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان عندما تم خطفه من قبل المليشيات بسبب قرارات لم ترضيهم.

وأوضح الباروني أن تعيين حسين العائب رئيس لجهاز المخابرات أفقد المليشيات صوابها خاصة وأن الجهاز الذي كان مختطفا منذ 11 عاما عاد إلى الدولة مرة أخرى ولن يكون العمل فيه لصالح المليشيات بل سيكون لصالح ليبيا وهذا أكثر ما يخيفهم.

وأشار إلى أن التفاصيل التي أطلعنا عليها في حادثة اقتحام المجلس الرئاسي والفيديوهات المتداولة تنفي تماما صحة ما أدعته وسائل إعلام الإخوان بأن ما حدث كان طلب للقاء رئيس المجلس الرئاسي بل كان اقتحام مسلح للفندق وكان من الممكن أن ينتهي بكارثة خطف الرئيس.

الانتخابات في ظل الميليشيات

وقال المستشار الصحفي الليبي محمود الفرجاني: إن هذا ما كنا نحذر منه منذ فترة بعيدة وهو قدرة المليشيات على السيطرة في أي وقت على العاصمة الليبية التي يوجد بها كافة مؤسسات الدولة.

وأضاف الفرجاني أنه عندما شن الجيش الوطني الليبي حربا عام 2019 كان الهدف منها تحرير العاصمة من هذه المليشيات التي من المستحيل أن يتخذ قرار سياسي واحد في المسار الصحيح في ظل وجودها.

وتابع الفرجاني أن هذه الأفعال لم نراها هذه الأيام فقط، ولكن كافة الحكومات التي مرت على ليبيا منذ عام 2011 حدث بها ذلك ومعظم المسؤولين تعرضوا للخطف والابتزاز.

وأوضح أن ما حدث الآن يجعلنا نطرح سؤالا هاما وهو هل ستستطيع الحكومة إدارة انتخابات ديمقراطية في العاصمة طرابلس في ظل وجود هذه المليشيات والمرتزقة الموالين للنظام التركي؟

وأكمل أن المفوضية العليا للانتخابات ومقر الحكومة ومقر المجلس الرئاسي فعليا يقعون تحت سيطرة المليشيات وفي أي وقت يستطيعون الاستيلاء عليها في أي وقت.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي عبد الحكيم معتوق، إن دوائر الاستخبارات رفعت لكل من ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا الولايات المتحدة تقريرا عاجلا بالغ الخطورة يفيد بتحركات مريبة تقوم بها بعض المجموعات المسلحة الموالية لفايز السراج وتركيا داخل العاصمة الليبية طرابلس تهدف إلى محاصرة مقر الحكومة ووزارة الخارجية وتقويض عملهما وإحداث فوضى أمنية.

وأضاف أن هذه التحركات جاءت بعد فشل المليشيات الإرهابية في الحصول على أي مكسب سياسي مؤخرا وذلك بعد فشلهم في إجبار الرئاسي في إسناد مهام المخابرات لعماد الطرابلسي.

تحريض الميليشيات

واتهم عضو مجلس النواب سعيد امغيب وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو بتحريض المليشيات للسيطرة على المجلس الرئاسي أو نسف اتفاق حوارات جنيف ليستمر وجودهم.

وقال امغيب في تصريحات له “تأكدنا الليلة بعد اقتحام مقر المجلس الرئاسي بالعاصمة طرابلس أن حديث وزير الخارجية التركي يوم لم يكن إلا تحريض للمليشيات للتحرك بسرعة للسيطرة على المجلس الرئاسي أو نسف إتفاق حوارات جنيف ليستمر وجودهم “.

من جانبه، أكد المحلل السياسي سعيد رشوان أن العاصمة طرابلس خاضعة لسيطرة المليشيات بقيادة دولة تركيا وأنها مسؤولة عن محاصرة المجلس الرئاسي الليبي.

وأضاف رشوان في تصريحات له أن على الحكومة التحرك فورا لسرت نظرا لأنها مدينة خاضعة لسيطرة الجيش وأمانة للعمل فيها.

وأوضح قائلا رب ضارة نافعة قد تكون سرت القبلة -طرابلس تسيطر عليها مليشيات تحت قيادة تركيا، ولن تستطيع الحكومة العمل فيها”.

بدوره قال الكاتب الصحفي حسين المسلاتي أن من أسماه بمثلث الشر في ليبيا والمتمثل في وسائل الإعلام الممولة من تركيا ومفتي الإرهاب الصادق الغرياني والمليشيات يجب القضاء عليهم حتى تكون ليبيا موحدة ونستطيع حينها إكمال المسار السياسي، مؤكدا أنه لن تقوم الدولة إلا بالقضاء على هذا المثلث.

واتهم المسلاتي أنقرة بمحاولة تقويض العمل السياسي في ليبيا عن طريق أذرعها الموجودة في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى