الخارجية الأميركية تحث “قادة ليبيا” على الالتزام بتحديد أساس دستوري للانتخابات

وسط مخاوف من اندلاع اشتباكات بين ميليشيات مؤيدة لحكومة فتحي باشاغا المكلفة من مجلس النواب الليبي، وأخرى تابعة لحكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولاياتها، حثت وزارة الخارجية الأميركية “قادة ليبيا” على “إعادة الالتزام من دون تأخير بتحديد أساس دستوري للانتخابات الرئاسية والبرلمانية”.

وأعربت الخارجية الأمريكية في بيان لها، عن “عميق القلق” من تجدد التهديدات بمواجهة عنيفة في العاصمة الليبية طرابلس، داعية في بيان، إلى وقف فوري للتصعيد من جانب جميع الأطراف، .

وطالب البيان الأميركي “أولئك الذين يخاطرون بجر البلاد مرة أخرى إلى العنف بإلقاء أسلحتهم”، لافتة إلى أن الغالبية العظمى من الليبيين “تسعى إلى اختيار القيادة بشكل سلمي من خلال الانتخابات”.

وأكدت في بيانها، أن “عدم الاستقرار المستمر هو تذكير بالحاجة الملحة لتعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، لاستئناف جهود الوساطة، بدعم موحد من المجتمع الدولي”.

وأضاف البيان أن واشنطن ستزيد من دعواتها “إلى الهدوء وإعادة الالتزام بالانتخابات خلال جلسة الإحاطة والمشاورات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 30 أغسطس بشأن ليبيا”.

استعدادات لهجوم وشيك

وفي وقت سابق الاثنين، أفادت وسائل إعلام ليبية بأن رئيس حكومة الليبية المنتهية ولاياتها عبد الحميد الدبيبة، رفع من درجات الحماية في محيط المقرات الحكومية، مع حشد قوات موالية لرئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا عناصر مسلحة في ضواحي العاصمة.

وذكرت التقارير الإعلامية أن الدبيبة أصدر قراراً يقضي بإعادة تشكيل ميليشيا “القوة المشتركة مصراتة” المسلحة تحت اسم “لواء ليبيا”، وخصّص لها مبالغ مالية إضافية، كما كلفها بحماية مقر رئاسة الوزراء في طريق السكة بالعاصمة طرابلس، بالاشتراك مع ميليشيا “قوة حماية الدستور والانتخابات” المسلحة.

وتأتي هذه الخطوة، تحسبّاً لهجوم وشيك يمكن أن تشنّه قوات مسلحة، تدعم دخول حكومة فتحي باشاغا إلى طرابلس لممارسة مهامها، تتمركز بكامل عتادها في ضواحي العاصمة طرابلس، خاصة بعدما لوح باشاغا، الجمعة، بعزمه دخول العاصمة لاستلام الحكم.

وقال باشاغا في كلمة له خلال لقاء، مساء الجمعة، مع عدد من حكماء وأعيان المنطقة الغربية بمدينة مصراتة إن “7 ملايين ينتظرون دخول حكومتي إلى طرابلس لاستلام مقراتها ومن بينهم أهالي العاصمة”، مضيفاً أن من يدعم حكومة الدبيبة أقلية تدافع عن مصالحها الشخصية.

حشود قرب طرابلس

وفي 15 أغسطس الماضي، أشار مصدر بوزارة الدفاع في الحكومة منتهية الولاية، إلى رصد وصول “مجموعات مسلحة” إلى العاصمة قادمة من مدينة مصراتة (187 كم شرق طرابلس) يقودها نائب رئيس الأركان الأسبق الفريق سالم جحا.

وقال المصدر إن “المجموعات تمركزت في منطقة العزيزية، جنوبي طرابلس، على بعد حوالي 45 كيلومتراً، مع مجموعات مسلحة أخرى يقودها اللواء أسامة جويلي، آمر الاستخبارات العسكرية المقال من قبل عبد الحميد الدبيبة”.

ولم يجزم المصدر باحتمالية “وقوع هجوم”، معتبراً أن ما يحدث حتى الآن “حشد في مناطق قريبة من طرابلس”، مضيفاً أن “القوات التابعة لحكومة الدبيبة جاهزة لصد أي هجوم على المدينة أو على مقرات تابعة لها”.

احتمالات الهجوم

وينحدر سالم جحا من مدينة مصراتة، أما أسامة جويلي من مدينة الزنتان (136 كم جنوب غرب طرابلس)، ويملكان مجموعات مسلحة تدعم دخول باشاغا، إلى العاصمة طرابلس، لممارسة مهامه من هناك.

وأكدت مصادر مقربة من القائدين العسكريين وصول مجموعات مسلحة لمنطقة العزيزية وبعض المعسكرات التي يسيطر عليها أسامة جويلي في منطقة “ورشفانة” (30 كم جنوب غرب طرابلس)، مشددة على أن القوات داخل المقرات، ما يعني عدم وجود انتشار خارجي.

وأرجعت المصادر وصول التعزيزات العسكرية إلى مناطق “ورشفانة، العزيزية، معسكر 27″، إلى “دعم حكومة فتحي باشاغا”، قائلة إنه “لا توجد نية للهجوم على أي مقرات حكومية أو عسكرية تابعة للدبيبة حتى الآن”.

وتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت من اتفاق سياسي قبل عام ونصف العام يرأسها عبد الحميد الدبيبة، الرافض لتسليم السلطة بعد سحب مجلس النواب الليبي الثقة منه، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عيّنها مجلس النواب في فبراير الماضي ومنحها ثقته في مارس، وتتخذ من سرت (وسط) مقرّاً مؤقتاً لها، بعدما مُنعت من دخول طرابلس رغم محاولتها ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى