الخبز المخمر يطيح بأغلبية الائتلاف الحاكم في إسرائيل

الحكومة الإسرائيلية أمام عدة سيناريوهات مصيرية

أعلنت رئيسة الائتلاف الحكومي عن حزب يمينا وعضو الكنيست إيديت سيلمان، اليوم الأربعاء، استقالتها من الائتلاف الحاكم في إسرائيل، وبهذا تفقد الحكومة الإسرائيلية أغلبيتها في الكنيست، وتضع الحكومة أمام عدة سيناريوهات مصيرية.

وتسبب إعلان عيديت سيلمان بتراجع تحالف بينيت الذي يضم أحزاباً متباينة من اليمين المتشدد واليسار بالإضافة إلى حزب عربي إخونجي، إلى 60 مقعداً ما يجعله متساوياً مع مقاعد المعارضة.

وقالت سيلمان في بيان: “جربت طريق الوحدة وعملت كثيراً من أجل هذا الائتلاف”، وأضافت: “للأسف لا يمكنني المشاركة في المساس بهوية إسرائيل اليهودية”.

وكانت النائبة الإسرائيلية انتقدت، الاثنين، تعليمات صادرة عن وزير الصحة نيتسان هوروفيتس تقضي بالسماح للمستشفيات بالتزود بمنتجات الخبز المخمر خلال عطلة عيد الفصح اليهودي، الذي يصادف أبريل الحالي.

وتمنع التعاليم الدينية اليهودية استخدام الخبز المخمر في الأماكن العامة خلال عيد الفصح.

وقالت سيلمان “سأنهي عضويتي في الائتلاف وسأحاول متابعة إقناع أصدقائي بالعودة وتشكيل حكومة يمينية. أعلم أنني لست الوحيدة التي يخالجها هذا الشعور”.

بينيت يبحث الأزمة

امتلأ برنامج عمل رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزيرة الداخلية أييليت شاكيد بالجلسات بعد ساعات من إعلان عضوة الكنيست عن حزب يمينا، عيديت سيلمان، انسحابها من الائتلاف الحكومي. حيث التقى بينيت بما تبقى من أعضاء حزبه، وتحدث مع رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي الذين اجتمعوا بعدها لوحدهم دونه.

وعقب بينيت على استقالة سيلمان قائلاً إن عيديت تعرضت للملاحقة والعنف الكلامي منذ أشهر من قبل رئيس الوزراء السابق ورئيس المعارضة بنيامين نتنياهو وعضو الكنيست عن حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش ما جعلها تنهار في نهاية المطاف. وأوضح بينيت على أن جميع قادة أحزاب الائتلاف يريدون الإبقاء على الحكومة.

اليمين الإسرائيلي يتظاهر في القدس

وتأتي هذه التطورات فيما نظم أنصار اليمين الإسرائيلي مظاهرة احتجاجية في القدس تطالب باستقالة نفتالي بينيت وحكومته، وإعادة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو تحت شعار “إسرائيل تحتاج لزعيم”، وهي عبارة حملها المتظاهرون إلى جوار صورة نتنياهو.

وتسبب انشقاق سيلمان عن الائتلاف في خلق حالة تخبط سياسي قد تستمر حتى بداية شهر مايو على الأقل وذلك بسبب إجازة الكنيست خلال هذه الفترة، ما يمكنه أن يكسب الائتلاف الحكومي المزيد من الوقت لحل الأزمة، أو يمكنه أن يفتح المجال أمام سيناريوهات عديدة ومتغيرة.

السناريوهات المتوقعة

وجاء انسحاب سيلمان لتفقد الحكومة الإسرائيلية الأغلبية داخل البرلمان (الكنيست)، ما يعني أنه سيكون هناك 60 عضواً داعماً للحكومة، و54 عضواً معارضاً، و6 أعضاء كنيست من القائمة المشتركة، التي لا يمكن لها نظرياً أن تنضم لليمين الإسرائيلي المعارض.

وفقدان الأغلبية في الكنيست يعني العودة إلى الجمود والعجز السياسي دون القدرة على سن القوانين أو القيام بمهامها حتى في حال نجاح الائتلاف في الحفاظ على ولايته دون انشقاقات إضافية.

ولسد هذه الثغرة يبرز سيناريو تعاون الحكومة مع القائمة العربية المشتركة لمنح دعم خارجي للحكومة في الكنيست، خاصة أن المعارضة لا تملك الأغلبية هي الأخرى.

وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن أطرافاً داخل المجتمع العربي تمارس الضغوط على نواب القائمة المشتركة لمنع سقوط الحكومة وتشكيل حكومة بقيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.

لكن هذا السيناريو قد يواجه معارضة من جانب أعضاء الائتلاف من اليمين، ما يعني أنه قد يجر المسار إلى انشقاقات إضافية، وبذلك يرفع من احتمالات سقوط الحكومة وإقامة حكومة يمينية جديدة.

السيناريو الثاني قد يكون بتولي وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد رئاسة الحكومة بدلاً من نفتالي بينيت، ما يعني تسريع تطبيق عملية التناوب، التي تم الاتفاق عليها عند تشكيل الحكومة.

ويعيد هذا السيناريو طرح مسألة شرعية بينيت كرئيس للوزراء، خاصة أن حزبه لم يحصل إلا على 7 مقاعد في الكنيست خلال الانتخابات، مقابل حزب لابيد “يش عتيد” (هناك مستقبل) الذي حصل على 17 مقعداً.

سقوط الحكومة

أما السيناريو الثالث فهو ببساطة سقوط الحكومة وقد يأتي ذلك من خلال احتمالات عديدة، منها التصويت على حجب الثقة، وهو احتمال ضئيل كونه مشروطاً بموافقة 61 صوتاً، وهو عدد لا تملكه المعارضة مع احتمال رفض القائمة المشتركة تأييدها له لمعارضتها تشكيل حكومة يمين جديدة.

ويمكن سقوط الحكومة أيضاً من خلال فشلها في تمرير ميزانية الدولة للعامين 2023 – 2024، والتي كان من المتوقع مناقشتها في الأشهر القريبة.

وشكل تمرير ميزانية الدولة للعامين 2021-2022 تحدياً كبيراً أمام الائتلاف الحكومي في بداية عملها، كونه تسبب في حل الحكومة السابقة.

يضاف إلى ذلك إمكانية سقوط الحكومة باتفاق شركاء الائتلاف على حلها والتوجه إلى انتخابات جديدة تكون الخامسة خلال 3 أعوام.

وفي حال سقوط الحكومة، قد تكون الحكومة البديلة حكومة يمين بقيادة حزب الليكود ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو رغم محاولات منعه من العودة للحكم.

غير أن سيناريو طرح بديل لنتنياهو بات وارداً، كما يجري تداول اسم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس كرئيس وزراء بديل لأنه قادر على استقطاب أكبر توافق للمنصب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى