الدوحة تستضيف جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة الأفغانية وطالبان الإرهابية

برعاية أمريكية ومشاركة وزير خارجيتها مايك بومبيو

تجددت اليوم السبت، في الدوحة، المفاوضات المدعومة من الولايات المتحدة وحضور وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان الإرهابية، بعد ستة أشهر من الموعد المقرر سابقاً، بسبب خلافات مريرة حول صفقة تبادل أسرى مثيرة للجدل تم الاتفاق عليها في شباط/ فبراير الماضي.

ودعا عبد الغني برادر المسؤول الكبير في حركة طالبان الإرهابية إلى أن تكون أفغانستان “بلدا مستقلا واسلاميا” في حال التوصل لاتفاق سلام خلال المفاوضات مع الحكومة.

وقال برادر في كلمته افتتاحية “أريد من الجميع أن يعتمدوا الاسلام في مفاوضاتهم واتفاقاتهم وألا يضحوا بالاسلام من أجل مصالح شخصية”. وأضاف “نريد ان تكون أفغانستان بلدا مستقلا ومزدهرا واسلاميا”.

كما دعا كبير المفاوضين باسم كابول عبد الله عبد الله في افتتاح المفاوضات حركة طالبان الإرهابية إلى الاتفاق على وقف لإطلاق النار انساني في أسرع وقت.

وقال المسؤول الحكومي المكلف المفاوضات باسم كابول في كلمته الافتتاحية “علينا أن نوقف العنف وأن نتفق على وقف إطلاق نار في أسرع وقت ممكن. نريد وقف إطلاق نار انسانيا”.

من جهته قال بومبيو يجب على الحكومة وحركة طالبان “اغتنام الفرصة” لضمان السلام للأجيال في المستقبل.

وأضاف بومبيو في افتتاح المفاوضات “سنواجه بلا شك العديد من التحديات في المحادثات خلال الأيام والأسابيع والأشهر القادمة. تذكروا أنكم تعملون ليس فقط من أجل هذا الجيل من الأفغان بل ومن أجل الأجيال القادمة أيضا”.

وستدور المحادثات بعد يوم من الذكرى الـ19 لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 التي دفعت الولايات المتحدة إلى غزو أفغانستان وإطاحة نظام طالبان الذي كان يأوي زعيم تنظيم القاعدة المتطرف أسامة بن لادن قبل مقتله.

وقال بومبيو للصحافيين أثناء سفره إلى قطر إنه يجب على الجانبين توضيح “طريقة دفع بلادهم إلى الأمام للحد من العنف وتقديم ما يطالب به الشعب الأفغاني، أفغانستان متصالحة مع حكومة تعكس دولة ليست في حالة حرب”.

وستعقد المحادثات في غرفة اجتماعات كبيرة في فندق ضخم حيث تم توزيع المقاعد على مسافات متباعدة اجتماعيا في مقابل لافتة كتب عليها “مفاوضات السلام الأفغانية” بأربع لغات.

وبدأ المندوبون في الوصول منذ الفجر إلى الموقع الذي استضاف توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في شباط/ فبراير، مما مهد الطريق للمحادثات.

وضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرشح لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر، باتجاه سحب القوات الاميركية وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة بدأت قبل ما يقرب من 20 عاما عندما غزت واشنطن أفغانستان.

وقد يستغرق التوصّل إلى اتفاق سلام شامل سنوات، وسيعتمد ذلك على استعداد كلا الجانبين لإيجاد مقاربة مشتركة لطريقة الحكم في بلدهما.

وستسعى حركة طالبان الإرهابية التي رفضت الاعتراف بحكومة الرئيس أشرف غني إلى إعادة بناء أفغانستان لتصبح “إمارة” إسلامية، بينما ستعمل إدارة غني على الحفاظ على الوضع الراهن المدعوم من الغرب لجمهورية دستورية كرّست العديد من الحقوق بما في ذلك مزيد من الحريات للمرأة.

وشهدت قطر في فبراير الماضي توقيع اتفاق للسلام لم يكتب له النجاح، بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية بعد حرب استمرت أكثر من 18 عاما في أفغانستان.

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى