الرئيس التونسي يفتح النار على المشيشي

التعديل الوزاري غير دستوري وبعض الوزراء المقترحين متورطون في قضايا فساد

قال الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الإثنين، أن التعديل الحكومي الذي أجراه رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي قبل أيام لم يحترم الاجراءات التي نص عليها الدستور وأن بعض الوزراء المقترحين في التعديل الوزاري متورطين في قضايا فساد أو لهم ملفات تضارب مصالح.

مجدداً بذلك سهام نقده لرئيس الحكومة هشام المشيشي المدعوم من الائتلاف البرلماني الإخونجي الذي يضم أحزاب النهضة والكرامة وقلب تونس.

 

تصريحات الرئيس التونسي جاءت خلال إشرافه اليوم الاثنين على اجتماع مجلس الأمن القومي، ووجه أثنائها انتقادات حادّة إلى المشيشي الذي كان جالساً بجانبه، وقال إن التعديل الوزاري الأخير لم يحترم نصوص الدستور التونسي وخصوصاً التداول بشأن تفاصيل التعديل، مضيفاً “لم يقع التداول في موضوع التحوير، رغم أنه إجراء جوهري”.

 

وأوضح سعيد أن “كل الذي وصله لم يكن سوى مراسلة من رئيس الحكومة هشام المشيشي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي”، مضيفاً أنه “كان من المفروض أن توجه رسالة إلى رئيس الجمهورية، بعد النظر في الدستور الذي أقسمت على احترامه، وإحالته إلى البرلمان، فلا تم التداول ولا تم إشعار رئيس الجمهورية بنية في هذا التحوير”.

 

وأضاف أنّ بعض المقترحين في التحوير الوزاري تلاحقهم قضايا قضائية ولهم ملفات تضارب مصالح، مشدّداً على أن من تعلقت به قضية لا يمكن أن يؤدي اليمين، لافتاً إلى أن أداء اليمين ليس إجراء شكلياً بل هو إجراء جوهري. كما أدان عدم وجود نساء بين الوزراء الجدد المحتملين.

وكان الرئيس سعيد قد أكد في وقت سابق أنه لم يتم إعلامه بالتعديل الوزاري المنتظر إجراؤه بعد إعفاء وزراء الداخلية والبيئة والثقافة من التركيبة الحكومية الحالية.

وعبر عن أسفه قائلا: “لم يتم إعلامي في الوقت الذي أنا فيه رمز وحدة الدولة التونسية والضامن لاستقلالها واستمراريتها والساهر على احترام الدستور، بما يجري الترتيب له من تعديل وزاري”.

وأكدت مصادر تونسية أن رئيس الحكومة هشام المشيشي أقدم على إجراء تعديل حكومي في الفترة القادمة يقصي كل الوزراء المحسوبين على قيس سعيد وهم وزراء العدل محمد بوستة ووزير الصحة فوزي المهدي، فضلا أنه سبق إعفاء وزير الداخلية توفيق شرف الدين ووزير الثقافة وليد الزيدي.

وأطاح رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، بعدد من وزاراء حكومته وسط أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية تعصف بالبلاد، وذلك بعد حوالي 5 أشهر من توليه المنصب.

وأجرى تعديلات على وزارات الداخلية والعدل والصحة والطاقة والمناجم وأملاك الدولة والشؤون العقارية وكذلك وزارات التنمية الجهوية والاستثمار والصناعة والشؤون المحلية والثقافة والتكوين المهني والتشغيل والشباب والرياضة.

وأعلن المشيشي، إنه عين 12 وزيرا جديدا في تعديل وزاري يأمل أن يضخ دماء جديدة في حكومته، بحسب تعبيره.

وعين المشيشي وليد الذهبي المقرب منه وزيرا جديدا للداخلية، بعد إقالة توفيق شرف الدين هذا الشهر، والمحسوب على الرئيس قيس سعيد، في خطوة تؤكد التوتر بين ِرأسي السلطة التنفيذية في البلاد.

وجاء هذا التعديل الوزاري، بضغط من الائتلاف البرلماني الداعم لحكومة المشيشي والمكون من كل من حركة النهضة الإخونجية وقلب تونس وائتلاف الكرامة، الذي يصرّ على إدخال تغييرات على التركيبة الحكومية، على أن يكون الوزراء الجدد مقترحين من الأحزاب وليس من رئيس الجمهورية.

وفي أوائل شهر أكتوبر الماضي، تمت إقالة وزير الثقافة وليد الزيدي من منصبه بعد رفضه وقف الأنشطة الفنية والثقافية ضمن خطة حكومية لمواجهة تفشي فيروس كورونا وتكليف وزير السياحة حبيب عمار بتسيير وزارة الثقافة بالنيابة.

كما تم خلال شهر نوفمبر إعفاء وزير البيئة والشؤون المحلية مصطفى العروي من مهامه، وذلك على خلفية تحقيق قضائي بشأن استيراد نحو 280 حاوية نفايات من إيطاليا لا تتطابق مع المعايير البيئية، وتكليف وزير التجهيز والإسكان والبنية التحتية كمال الدوخ بالإشراف على وزارة الشؤون المحلية والبيئة بالنيابة.

وكان المشيشي تولى رئاسة الحكومة في تونس، خلال سبتمبر 2020، بعد أشهر من الاضطرابات السياسية، وقبل ذلك كان المشيشي يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة سلفه إلياس الفخفاخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى