الرئيس الكازاخستاني يصدر أوامر بإطلاق النار على الإرهابيين دون تحذير

واشنطن تدعو لحلّ سلمي والصين تشيد بإجراءات توكاييف

أصدر الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، أوامر بإطلاق النار على الإرهابيين دون تحذير، كما أعلن أن بلاده تتعامل مع عصابات أجنبية، وأن 20 ألف إرهابي شاركوا في الهجوم على ألما آتا.

وقال توكاييف في كلمة اليوم الجمعة: “يجب القضاء على العصابات، وهذا ما سيتم فعله في أقرب وقت”.

وأوضح أن المسلحين لم يلقوا أسلحتهم والعملية الأمنية الخاصة مستمرة حتى الآن.

وأضاف أن السلطات الكازاخستانية استمعت إلى مطالب المواطنين التي تم التعبير عنها بأشكال سلمية، وأكد أنه سيتم تقديم أولئك الذين تم اعتقالهم خلال أعمال الشغب إلى للقضاء ليتحملوا مسؤوليتهم.

وأعرب الرئيس الكازاخستاني عن امتنانه لقادة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي على الدعم الذي تقدمه لكازخستان، قائلا: “أتوجه بعبارات امتنان خاصة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد استجاب بسرعة لطلبي للمساعدة”.

يأتي ذلك فيما أعلنت السلطات الكازاخستانية عن وجود أجانب يتحدثون باللغة العربية بين المتظاهرين المصابين، الذين يتلقون العلاج في المستشفيات.

حلّ سلمي

ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إلى “إيجاد حلّ سلمي للوضع المضطرب في كازاخستان واحترام حرية الإعلام”، فيما حثّت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه كلّ الأطراف في كازاخستان على “الامتناع عن العنف والبحث عن حل سلمي”.

من جهته، قال مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “يجب ضمان حقوق المدنيين وأمنهم. تعيد المساعدة العسكرية الخارجية ذكريات عن أوضاع ينبغي تجنّبها”.

إجراءات قوية في لحظات حاسمة

من جانبه، أشاد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الجمعة، بالحملة الأمنية لحكومة كازاخستان ضد المتظاهرين معتبرا أنها تنم عن الحس “العالي بالمسؤولية” الذي يتمتع به الرئيس قاسم توكاييف، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

وقال شي في رسالة إلى توكاييف، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية “اتّخذتم بشكل حاسم إجراءات قوية في لحظات حاسمة”.

وأضاف: “سارعتم إلى تهدئة الوضع، ما عكس موقعكم كجهة مسؤولة والشعور بالواجب كسياسي، والحس العالي بالمسؤولية الذي تتحلون به حيال بلدكم وشعبكم”.

أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى

وتشهد كازاخستان منذ الأحد 2 يناير/كانون الثاني مظاهرات عنيفة، قتل فيها العشرات. وظل هذا البلد النفطي الواقع في آسيا الوسطى والذي انبثق عن الاتحاد السوفياتي سابقا، بعيدا عن الأضواء، وتعرف عليه العالم العربي خاصة عند احتضانه لمفاوضات السلام السورية، إذ برز اسم العاصمة أستانا قبل أن تتحول إلى نور سلطان. لكن مظاهر العنف والقتل التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية أعادته إلى الساحة الدولية، ليحاول العالم التعرف على ما يجريه فيه.

وتتمتع كازاخستان بأكبر اقتصاد في آسيا الوسطى. وشهدت في الماضي نموا كبيرا، لكنها تضررت عام 2014 جراء هبوط أسعار النفط الذي تعتمد عليه كثيرا. كما تضررت أيضا عام 2008 بسبب الأزمة الاقتصادية في روسيا ما أدى إلى انخفاض قيمة العملة الكازاخستانية “تينغ”.

وشكل النفط 21 % من إجمالي الناتج الداخلي للبلاد عام 2020، بحسب البنك الدولي الذي توقع نمو الاقتصاد بنسبة 3,7% هذا العام. وينتج أبرز حقل نفطي في البلاد “تنغيز” ثلث الناتج السنوي لكازاخستان وتسيطر على 50 % منه شركة “شيفرون” الأمريكية.

كما تعد أكبر منتج لليورانيوم في العالم، ويتوفر فيها أيضا كميات كبيرة من المنغنيز والحديد والكروم والفحم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى