السنوار يحذر إسرائيل من المساس بالقدس والمسجد الأقصى

بلينكن يواصل جولته الشرق أوسطية ويلتقي بالرئيس المصري

أعلن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، الأربعاء، إن الجولة الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي كانت مجرد مناورة “بروفا” لما يمكن أن يكون إذا حاول اللعب في النار في المسجد الأقصى المبارك، محذراً جيش الاحتلال الإسرائيلي من المساس بالقدس والمسجد الأقصى.

وقال السنوار في أول كلمة له بعد عملية “سيف القدس” إن قرار زوال دولة الاحتلال مرهون بالمساس بالإجراءات الإسرائيلية في القدس، وانتهاكاتها في المسجد الأقصى والاعتداء على المقدسيين.

مجرد مناورة

وأشار إلى أن رد المقاومة على تصعيد الاحتلال في غزة ما هو إلا مجرد مناورة، مؤكدا أن المقاومة أوصلت رسالة للعدو وللعالم أجمع أنه كفى لعبا بالنار “ونحن لا نطلق التهديدات ولا ننفذها”.

وقال إنه لم يكن هناك اتفاق لإنهاء جولة القتال الأخيرة في غزة، بل وقف إطلاق نار متزامن غير مشروط وانتهى الأمر. وأكد أنه لن ينقضي هذا العام إلا بانفراجة اقتصادية لقطاع غزة، وأن الفصائل الفلسطينية ستحرق الأخضر واليابس ما لم تحل مشاكل غزة، حسب تعبيره.

وقال السنوار إن ما بعد مايو/أيار 2012 (في إشارة إلى التصعيد الأخير) ليس كما قبله و”على أهلنا في القدس البقاء على أهبة الاستعداد للدفاع عن الأقصى” مشيرا إلى وجود 10 آلاف استشهادي في الداخل المحتل جاهزون للرد على المس بالقدس.

ووجه رسالة إلى الفلسطينيين في كافة المناطق، داعيا سكان الضفة الغربية المحتلة إلى الهبة في وجه المستوطنين، وطالب المقدسيين بالصمود، وسكان الداخل الفلسطيني بالمطالبة بحقوقهم.

وشدد السنوار على أن ما سمي التعايش في الداخل الفلسطيني سقط إلى الأبد.

وحول تفاصيل التصعيد في غزة، أكد السنوار أن المخطط الإسرائيلي فشل فشلا ذريعا في القضاء على الصف الأول السياسي والعسكري في حماس، ضمن خطة “رياح الجنوب”.

وأضاف أن الاحتلال فشل أيضا في استدراج مقاتلي النخبة في حماس، والفصائل الأخرى، إلى كمائن في المواقع المتقدمة، مشيرا إلى أن استخبارات المقاومة كانت مطلعة على خطة الاحتلال ومحاولة خداعهم بوجود توغل بري.

وأكد السنوار أن الاحتلال لم ينل من مقاتل واحد في كتائب عز الدين القسام، أو الفصائل الأخرى، في خطة الخداع بالاقتحام البري.

المقاومة لم تتضرر

وأشار إلى أن كل البنية التحتية العسكرية للمقاومة ما زالت قائمة ولم تتضرر إلا بشكل طفيف، مؤكدا وجود ما يزيد على 500 كلم من الأنفاق، وأن الضرر لا يزيد على 5%.

وأوضح السنوار أن الحصيلة الإجمالية من الشهداء هي 57 من القسام و22 من سرايا القدس.

وكشف عن مخطط للمقاومة بإنهاء الجولة بإطلاق 300 صاروخ دفعة واحدة، لكنها أوقفتها بعد تدخل الوساطات، وخاصة جهود دولة قطر.

وعن الجهود لإعمار قطاع غزة، أكد السنوار الاستعداد لتسهيل تلك الجهود “بكل ما أوتينا من قوة”، ورفض ما وصفه باللعب الأميركي على التناقضات الداخلية الفلسطينية بشأن إعادة إعمار القطاع.

الحراك الدبلوماسي

وفي سياق التحركات السياسية، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، إن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانخراط أميركي فاعل، لعودة الطرفین مجدداً إلى طاولة الحوار، وتعزيز التنسيق المصري الأميركي فيما يخص تثبيت وقف النار وعملية إعادة الإعمار في غزة بناءً على المبادرة المصرية.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في القاهرة خلال زيارته إلى الشرق الأوسط لمتابعة تطورات وقف النار المتزامن بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس الاستخبارات العامة عباس كامل.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، في بيان، إن الرئيس السيسي أكد موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، مشدداً على علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، ودورها المحوري في دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة.

وأضاف راضي، إن اللقاء تطرق إلى مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في أعقاب التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، حيث ثمن وزير الخارجية الأميركي الجهود المصرية الحثيثة في هذا الإطار للتوصل إلى وقف النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والعمل على تثبيته.

ونقل بلينكن إلى الرئيس المصري تأكيدات الرئيس الأميركي جو بايدن، بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وكذا تكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول جميع قضايا الشرق الأوسط، وفق بيان الرئاسة المصرية.

مصر شريك فعال

وفي زيارته إلى السفارة الأميركية، قال بلينكن، إن القاهرة وواشنطن “يعملان معاً من أجل السماح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش في سلام وأمن”، مضيفاً أن “مصر شريك فعال في التعامل مع العنف في الآونة الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين. ونعمل لتحقيق السلام بين الطرفين”.

 وقدم بلينكن في تغريدة على “تويتر” الشكر إلى الإسرائيليين والفلسطينيين على ما وصفه بأنها “محادثات بنّاءة”، قائلاً: “تستمر دبلوماسيتنا المكثفة في بناء مستقبل يتمتع فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بتدابير متساوية من الأمن والحرية والازدهار والديمقراطية”.

والثلاثاء، قال بلينكن إنه سيطلب من الكونغرس 75 مليون دولار في 2021 لمساعدة الفلسطينيين، لافتاً بعد اجتماعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله، أن واشنطن تعتزم إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس.

وأضاف: “أخبرت الرئيس عباس بأنني هنا لأشدد على التزام الولايات المتحدة بإعادة بناء العلاقة مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني”. وأضاف أن “العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل والقناعة المشتركة بأن الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون بنفس القدر الشعور بالأمن والحرية والعيش بكرامة”.

وأشار إلى أن “الولايات المتحدة ستمضي قدماً لفتح قنصلية (لدى فلسطين) في القدس؛ لأنها وسيلة مهمة للانخراط وتوفير الدعم للشعب الفلسطيني”.

كما قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن بلاده “سوف تعمل على تقديم مساعدات للفلسطينيين في غزة، مع الحرص على ألا تستفيد منها حركة حماس”، فيما أكد نتنياهو أنه “لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة إلا بالاعتراف بإسرائيل”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى