الصين تتهم الولايات المتحدة بتحويل منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى “برميل بارود”

اتهمت الصين الولايات المتحدة بإثارة التوتر في آسيا والمحيط الهادئ، وتحويل منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى “برميل بارود”.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، رفض بكين لقيام الجانب الأمريكي بترويج “نظرية التهديد الصيني” وتضخيمها في محاولة للنيل من الصين وتشويه سمعتها.
وردت الخارجية الصينية اليوم الأحد على خطاب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث خلال منتدى “حوار شانغريلا”، ووصفتها بـ”الاستفزازية والمبنية على عقلية الحرب الباردة”.
وجاء في الرد الصيني: “تجاهل هيغسيث دعوات دول المنطقة للسلام والتنمية، وهو يحاول فرض عقلية الحرب الباردة القائمة على المواجهة بين الكتل. ويسعى هيغسيث لتشويه سمعة الصين يقوم بمهاجمتها، مضخما نظرية التهديد الصيني.
وأعربت الصين عن استيائها الشديد وعن معارضتها القوية لتصريحات الوزير الأمريكي هيغسيث، وقدمت بالفعل احتجاجا للولايات المتحدة”.
ودعا البيان الصيني، “الولايات المتحدة إلى الاحترام الحقيقي لجهود الدول الإقليمية للحفاظ على السلام والاستقرار، والتوقف عن تقويض البيئة السلمية والمستقرة في المنطقة عمدا، والتوقف عن تضخيم الصراعات والمواجهات، والتوقف عن تصعيد التوترات في المنطقة”.
واتهمت الخارجية الصينية، الولايات المتحدة بالعمل على خلق التوتر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتحويلها إلى “برميل بارود”.
وأضاف البيان الصيني: “تعتبر الولايات المتحدة في الواقع، دولة مهيمنة حقيقية، فضلا عن كونها العامل الرئيسي الذي يقوض السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وتقوم واشنطن، من أجل الحفاظ على هيمنتها، بتعزيز ما يسمى باستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ، من خلال نشر أسلحة هجومية في بحر الصين الجنوبي، وإثارة التوتر وخلقه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتحويل منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى “برميل بارود”، مما يسبب قلقا عميقا بين دول المنطقة”.
تصريحات هيجسيث
وكان هيجسيث قد دعا حلفاء بلاده في منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى زيادة إنفاقهم الدفاعي، بعد تحذيره من الخطر الحقيقي والوشيك المحتمل من الصين.
وفي كلمته أمام المنتدى الآسيوي الأبرز لقادة الدفاع والمسؤولين العسكريين والدبلوماسيين، قال هيجسيث إن “أي محاولة من جانب الصين لغزو تايوان ستؤدي إلى عواقب وخيمة”.
وحذّر وزير الدفاع الأميركي من أن هجوماً عسكرياً صينياً على تايوان “قد يكون وشيكاً”، داعياً حلفاء واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى زيادة الإنفاق الدفاعي كرادع إضافي لبكين.
وفي حديثه خلال المنتدى الدفاعي، قال هيجسيث إن الصين “تسعى إلى أن تصبح قوة مهيمنة في آسيا، وإنها تتصرف بطريقة ينبغي أن تكون بمثابة جرس إنذار عاجل”.
وقال إن “أي محاولة من جانب الصين الشيوعية لغزو تايوان ستؤدي إلى عواقب وخيمة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم”، مضيفاً: “لا داعي لتجميل الوضع. التهديد الذي تشكله الصين حقيقي، وقد يكون وشيكاً. نأمل ألا يكون كذلك، ولكنه بالتأكيد ممكن”، بحسب ما أوردته صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وقال مسؤولون في الاستخبارات الأميركية وضباط عسكريون، إن الرئيس الصيني شي جين بينج أمر الجيش الصيني بتطوير القدرة على غزو تايوان بحلول عام 2027.
ولكن بينما يتزايد قلقهم إزاء الصعود العسكري السريع للصين، أكد معظم المسؤولين أن الهجوم ليس وشيكاً، وفي رحلته الثانية إلى آسيا كوزير للدفاع، قال هيجسيث إنه ينبغي على شركاء الولايات المتحدة في المنطقة أن يحذوا حذو أوروبا في التعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن “الوقت عامل حاسم”.
وأضاف: “ليس من المنطقي أن تفعل دول في أوروبا ذلك، بينما ينفق حلفاؤها الرئيسيون في آسيا أقل على الدفاع في مواجهة تهديد أشد وطأة من الصين، ناهيك عن كوريا الشمالية”، مؤكداً أنه لا ينبغي لأحد أن يشكك في التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في المنطقة، وأن منطقة المحيطين لا تزال “مسرحاً ذا أولوية” للولايات المتحدة.
الصراع مع الصين
ولفت هيجسيث إلى أن الولايات المتحدة “لا تسعى إلى صراع مع الصين، لكنها لن تسمح لحلفائها وشركائها بالخضوع”، مشيراً إلى أن الصين تستخدم قدراتها السيبرانية لمهاجمة البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة وخارجها، وتضايق جيرانها، بما في ذلك تايوان، في بحر الصين الجنوبي.
وأضاف: “أمر الرئيس الصيني جيشه بالاستعداد لغزو تايوان بحلول عام 2027. يبني جيش التحرير الشعبي الصيني الجيش اللازم للقيام بذلك، ويتدرب عليه يومياً، ويتدرب على المواجهة الحقيقية”.
وقال وزير الدفاع الأميركي، إن العديد من الدول “تميل إلى فكرة السعي إلى التعاون الاقتصادي مع الصين والتعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة”، لكنه حذر من أن الاعتماد الاقتصادي على الصين “يُعقّد مساحة اتخاذ القرار لدينا في أوقات التوتر أو الصراع”.
وعندما سُئل عن الدور الذي ينبغي أن تلعبه الجيوش الأوروبية في منطقة المحيطين، قال هيجسيث إنه “دور كبير”، قبل أن يضيف أن واشنطن تُفضل أن تُركز جهودها على المنطقة الأوروبية الأطلسية.