العراق وسوريا تدينان الغارات الأمريكية على الحدود بينهما

دانت كل من العراق وسوريا، الغارات الأميركية التي نُفّذت على مواقع في الحدود العراقية السورية، واعتبرتا ذلك “انتهاك فاضح لحرمة الأراضي السورية العراقية.

فيما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من روما، إنه يعتقد أن “الضربات الجوية تبعث رسالة مهمة وقوية، إلى الفصائل المدعومة من إيران”.

وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة “اتخذت إجراءً ضرورياً ومناسباً ومدروساً، بالضربات الجوية في العراق وسوريا، بهدف الحد من احتمالات التصعيد”.

وفي وقت سابق الاثنين، قال مصدر أمني عراقي، إن الغارات الأميركية التي نُفّذت على منشآت تستخدمها “المنظمات المدعومة من إيران” على الحدود العراقية السورية، قتلت 4 عناصر من الحشد الشعبي، واستهدفت مقار تابعة لفصائل مسلحة أخرى.

وأعلن “الحشد الشعبي” في بيان، الاثنين، أن عدداً من عناصره قتلوا  في هذه الضربات، وقال الحشد إنها “استهدفت مقرات اللواء الرابع عشر” على الحدود العراقية السورية.

حرمة الأراضي السورية والعراقية

ودانت سوريا الهجوم الأميركي على المنطقة الحدودية السورية العراقية واعتبرته “انتهاكاً فاضحاً” لحرمة الأراضي السورية والعراقية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين قوله: “تدين الجمهورية العربية السورية العدوان الأميركي السافر على المنطقة الحدودية السورية العراقية وتعتبره انتهاكاً فاضحاً لحرمة الأراضي السورية والعراقية”.

الجيش العراقي يندد

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ندد بالضربات الأميركية، معتبراً أنها “انتهاك سافر لسيادة العراق”.

وقال في بيان صادر عن مكتبه: “يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات، ويتمسك بحقه في السيادة على أراضيه، ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات”، داعياً إلى “التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله”.

بدوره، ندد الجيش العراقي، الاثنين، بالضربات الجوية الأميركية على حدود العراق وسوريا، واعتبرها “انتهاكاً سافراً” للسيادة العراقية.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، في تغريدة على “تويتر”، إن الهجوم الجوي الأميركي “يمثل انتهاكاً سافراً ومرفوضاً للسيادة العراقية وللأمن العراقي وفق جميع المواثيق الدولية”.

وجدد رفض العراق أن يُصبح “ساحة لتصفية الحسابات”، مؤكداً أنه “يتمسك بحقه في السيادة على أراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات”.

ودعا رسول، إلى التهدئة وتجنّب التصعيد بكل أشكاله، مشيراً إلى أن العراق سيقوم بالتحقيقات والإجراءات والاتصالات اللازمة على مختلف المستويات لمنع تكرار مثل هذه “الانتهاكات”.

خُطط لها منذ أسابيع

وأفاد مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز”، الأحد، بأن الغارات التي نفّذتها القوات الأميركية على الحدود العراقية السورية في وقت سابق، خُطط لها منذ أسابيع، إذ إن إحدى المنشآت كانت تستخدم لإطلاق وتأهيل المسيّرات المفخخة.

وذكر المسؤولون أنه تم استهداف موقعين في سوريا، يستخدمان للتخزين ولأغراض لوجستية، وآخر يُستخدم لتأهيل وإطلاق المسيّرات المفخخة.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن البنتاغون جمع خلال الأسابيع الأخيرة معلومات عن هذه المواقع والمنظمات التي تستخدمها.

وقال مسؤولون إن وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي، أطلعا الرئيس جو بايدن على خيارات الهجوم في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، في حين وافق الأخير على ضرب الأهداف الثلاثة.

البنتاغون

وفي غضون ذلك أكد البنتاغون، في بيان، الهجمات التي تعد الثانية من نوعها التي تستهدف فصائل مدعومة من إيران في سوريا منذ تولي بايدن منصبه.

وقالت الناطقة باسم البنتاغون جيسيكا ماكنولتي: “نقيّم كل ضربة أصابت الأهداف المقصودة، ونحن حالياً نقيّم آثار هذه العملية”، مشيرة إلى أنها لا يمكن أن تصنف القواعد الأميركية في العراق وسوريا تحت أي تصنيف بـ “إنذار خطير”.

من جهتها، أفادت قناة “فوكس نيوز” الأميركية بأن “مقاتلات من طراز إف 15 وإف 16 شاركت في العملية التي بدأت الساعة الواحدة فجراً بتوقيت العراق، لافتة إلى أن أحد المواقع المستهدفة دُمّر بالكامل.

هجمات على قواعد الاستخبارات المركزية

وذكرت “نيويورك تايمز” أن الميليشيات المدعومة إيرانياً استخدمت منذ أبريل الماضي على الأقل 5 طائرات مسيّرة محمّلة بالمتفجرات، في هجمات على قواعد تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية، ووحدات العمليات الخاصة الأميركية.

وأكد مسؤولون للصحيفة أن “دقة هذه الطائرات المسيّرة أصبحت تشكل قلقاً كبيراً للولايات المتحدة”.

وحذر الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، مايكل مولروي، من التكنولوجيا التي يوفرها “فيلق القدس” الإيراني، الذراع الخارجية للحرس الإيراني، مشيراً إلى أن الطائرات المسيّرة التي يُصنعها “أصبحت أكثر تطوراً وبكلفة منخفضة نسبياً”.

وقال مولروي: “يجب أن يرسل هذا الإجراء رسالة إلى إيران مفادها أنها لا تستطيع الاختباء وراء قواتها بالوكالة لمهاجمة الولايات المتحدة وشركائنا العراقيين”.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أنه من “غير الواضح كيف سترد المنظمات وإيران على هذه الضربة”، فيما قال مسؤولون أميركيون إن “هذه الضربات الجوية الصغيرة نسبياً، من غير المرجح أن توقف هجمات الميليشيات تماماً”.

ورأت الصحيفة أنه بعد الضربات التي شنتها الولايات المتحدة في فبراير الماضي، كان هناك هدوء في نشاط الميليشيات ضد المواقع الأميركية لعدة أسابيع، ولكن ظهر تهديد أكثر خطورة، وهو الطائرات المسيّرة الصغيرة المفخخة.

ومنذ خريف عام 2019، تتعرض المقار العسكرية والمنشآت الدبلوماسية الأميركية في العراق لهجمات، إذ تشير التقديرات الأميركية إلى أن هذه الهجمات تُشن من قبل تنظيمات مسلحة موالية لإيران.

وكانت القنصلية الأميركية في أربيل دانت، السبت، هجوماً بطائرات مسيّرة استهدف قرية براغ التي تبعد عن مبناها مسافة 3 كيلومترات، مشيرة إلى أن ذلك يمثل “انتهاكاً للسيادة العراقية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى