الغنوشي يرفض المساءلة البرلمانية وموسى تحذر من وضع خطير في تونس

حذّرت عبير موسي رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر في البرلمان التونسي، من وجود وضع خطير في تونس، يهدف لتغطية وحماية الغنوشي، رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة الإخونجية.

واعتبرت موسي، أن رفض رئيس المؤسسة التشريعية راشد الغنوشي المساءلة، دليل على أن له مآرب شخصية من تحركاته الغامضة مع أطراف أجنبية.

وتطرقت موسي إلى طلب قدمته كتلتها، الأربعاء الماضي، إلى مكتب البرلمان، طالبت فيه بإدراج نقطة إضافية بجدول أعمال مكتب المجلس المقرر ليوم الخميس، للتداول بشأن عقد جلسة عامة لمساءلة الغنوشي حول إخفاء تواصله مع جهات أجنبية خارج الأعراف الدبلوماسية والبرلمانية.

https://www.facebook.com/586691098029598/videos/259451581845570/?t=59

وتأتي مطالبات الكتلة البرلمانية في إطار موجة استياء عارمة بالأوساط التونسية، على خلفية تكتم الغنوشي وحركته على مكالمات وتحركات مريبة يجريها، بصفته البرلمانية، مع النظام التركي ومليشيات الإخونجية في العاصمة الليبية طرابلس.

لكن مكتب البرلمان رفض قبول مطلب الكتلة بعلة “انتفاء أي أساس قانوني”، وفق موسي.

وقالت إنّ “رفض الغنوشي للمساءلة دليل على أنّ له أغراضا شخصيّة من تلك المكالمات التي قام بها بطريقة غامضة”.

واعتبرت السياسية التونسية أن “مكتب المجلس متغوّل فوق الدولة وفوق المجلس” نفسه، مشددة على رفضها لتصرّفات الغنوشي الغامضة.

واستعرضت موسي سلسلة من التحركات المريبة للغنوشي، بينها مكالمة هاتفية تلقاها، في أبريل/ نيسان الماضي، من رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، وأعلنت عنها وكالته الرسمية.

ولفتت إلى أنه لم يتمّ في حينه الإعلان عن المكالمة في صفحة رئاسة البرلمان، رغم أن اتصال رئيس دولة برئيس برلمان يعتبر في حد ذاته سقطة دبلوماسية في البروتوكولات المتعارف عليها دوليا.

موسي تحدثت أيضا عن زيارة أجراها الغنوشي إلى تركيا، في يناير/ كانون الثاني الماضي، والتقى خلالها أردوغان بصفته رئيسا للبرلمان التونسي، ما فجر زوبعة من الغضب والانتقادات.

وعادت موسي أيضا إلى بيان نشره البرلمان، أعلن فيه أن الغنوشي أجرى، الإثنين الماضي، محادثات مع رؤساء البرلمانات المغاربية (الجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا)، لافتة إلى أن الاتصال بالنسبة لليبيا لم يكن مع رئيس أحد برلمانتها، وإنما مع الإخواني خالد المشري، الذي يمثل هيئة استشارية فقط.

وقوع السياسة الدولية لتونس ضمن صلاحيات الرئيس قيس سعيد، فجر فتيل أزمة مع الغنوشي الذي يحاول السطو على هذه الصلاحيات عبر تحركات مريبة في إطار دبلوماسية موازية، ترنو لتحقيق أجندة المحور التركي القطري بالمنطقة العربية.

وفي حديث سابق لـ”الأوبزرفر العربي”، قال المحلل السياسي التونسي فريد العليبي، إن تركيا تستخدم الإسلام السياسي لتوسيع سيطرتها.

وأضاف أن أنقرة تستخدم إمارة قطر كرأس جسر في الشرق الأوسط، ومن جهة أخرى تستعمل الإسلام السياسي لتفكيك الوطن العربي وإلحاقه بها بعد عجزها عن دخول الاتحاد الأوروبي.

وفي الحالة التونسية، وجدت أنقرة في حركة النهضة الإخونجية ضالتها منذ سنوات، لتكلفها بالدور المشار إليه في تناغم مع قطر التي توفر التمويل المطلوب، مقابل حمايتها عسكريا.

وبناء على ذلك، يرى محللون أن مساعي الغنوشي المحمومة لفتح قنوات تواصل موازية مع الأطراف الليبية الإخونجية، تندرج في إطار مهمتها المكلفة بها من أردوغان، لتهيئة أرضية تمهّد لتحقيق المشروع الإخونجي في ليبيا.

 

تونس- الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى