القادة العرب يؤكدون تمسكهم بمبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية

وعلى ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بالشرق الأوسط

أكدت القمة العربية الـ31 التي انعقدت في الجزائر بيانها الختامي تحت عنوان “إعلان الجزائر“، على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بالشرق الأوسط، وشدد على تمسك الدول العربية بمبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية.

كما أكد القادة المجتمعون على التزامهم بـ”مبادئ عدم الانحياز” وكذلك “الموقف المشترك الثابت بشأن الحرب في أوكرانيا والرافض لاستعمال القوة”.

وشدد الإعلان على الحاجة لتعزيز العمل المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل، وكذلك رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية.

ورفض الإعلان التدخلات الخارجية بكافة أشكالها في اليمن، ودعم الحكومة الشرعية في اليمن ومجلس القيادة الرئاسي.

منطقة خالية من الأسلحة النووية

وأكد الإعلان ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بالشرق الأوسط، وشدد على تمسك الدول العربية بمبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية.

وشدد على ضرورة بناء علاقات متوازنة بين الدول العربية “وفقاً لقواعد حسن الجوار والتعاون”، ولفت إلى الحاجة لمضاعفة الجهود بشأن مشروع التكامل الاقتصادي العربي، وفق رؤية شاملة.

وشدد الإعلان على الموقف العربي القائم على “نبذ استعمال القوة في أوكرانيا” وأن هذا الموقف “ثابت”.

وكذلك دعم الإعلان الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة في ليبيا من خلال حل “ليبي-ليبي”، ودعم إجراءات لبنان لـ”بسط سيادته على أقاليمه”.

السلام الشامل

وخلال أعمال القمة الحادية والثلاثين ،أكد ولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبدالله الثاني، أن تداعيات كورونا والحرب في أوكرانيا تتطلب عملاً مشتركاً.

وقال في كلمته أمام القمة إن “الأمن الغذائي ومصادر المياه والطاقة تحديات مهمة أمام دولنا”، مشدداً على أنه يجب استغلال الموارد الطبيعية والبشرية الهائلة والموقع الاستراتيجي.

فيما أوضح أن تحقيق السلام الشامل وحل القضية الفلسطينية يظل القضية الرئيسية، مضيفاً: “ندعم صمود الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه، والقدس مركز دفاعنا عن هوية الأمة”.

إلى ذلك دعا “الأشقاء في العراق للمزيد من الجهد لتحقيق الاستقرار”، وأردف قائلاً، “ندعم الحلول المؤدية لتحقيق الاستقرار في اليمن وليبيا”.

تقويض حل الدولتين

بدوره أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن شعبه يعاني ويلات الاحتلال رغم القرارات الدولية، مضيفاً أن إسرائيل تصر على تقويض حل الدولتين، ومواصلة ترهيب الفلسطينيين وتنفيذ اعتقالات وإعدامات، وأن الشعب الفلسطيني يتعرض لأشرس حملة إسرائيلية لتهويد القدس.

كما اتهم إسرائيل بتدمير حل الدولتين بشكل ممنهج بممارساتها الأحادية، مشدداً على أن بلاده ستعيد النظر في مجمل العلاقات معها.

وقال عباس، إن فلسطين تتطلع إلى الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مطالباً بتشكيل لجنة قانونية عربية لملاحقة الجرائم ضد شعبه.

العراق يؤكد دعم مبدأ الحوار

في موازاة ذلك، قال الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، إنه يأمل أن تكون قمة الجزائر منطلقا للعمل العربي المشترك، مشدداً على دعم مبدأ الحوار لتحقيق الاستقرار في اليمن والسودان.

وأشار رشيد إلى أن العراق خاض حربا ضروسا ضد الإرهاب ومستمر في ملاحقة خلاياه، لافتاً إلى أن الحكومة العراقية أمامها تحديات كبيرة للإصلاح ومواجهة الفساد.

في موازاة ذلك، قال الرئيس العراقي إن ممارسات إيران وتركيا أدت لتهديد الأمن المائي في العراق، مبيناً أن لا بناء ولا تعاون إلا بالحوار وتفعيل المصلحة المشتركة.

التحديات العالمية

من جهته، أكد ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أن التحديات العالمية تفرض علينا دفع العمل العربي المشترك، مجدداً دعوة بلاده للمجتمع الدولي للوصول لحل شامل للقضية الفلسطينية.

وأكد أن لا حل عسكريا للأزمة في سوريا، فيما عبر عن قلق بلاده من رفض ميليشيا الحوثي تجديد الهدنة، داعياً الأمم المتحدة إلى الضغط من أجل الوصول لحل في اليمن.

فيما استنكر الهجوم الإرهابي الحوثي على ميناء الضبة اليمني، داعياً إلى محاسبة مرتكبي العمليات الإرهابية في اليمن.

ودعا إيران إلى احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤوننا، مؤكداً أهمية حماية الممرات المائية.

إلى ذلك، شدد على دعم الجهود الدولية الداعية إلى الحوار بشأن أوكرانيا، لافتاً إلى أن الكويت تتمسك بالنظام الدولي متعدد الأطراف.

ليبيا

من جانبه، دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى موقف عربي داعم لرحيل المرتزقة من ليبيا.

وأضاف أن المجلس الرئاسي يقود جهود المصالحة الوطنية، وانتقال سلمي للسلطة، مشيرا إلى ضرورة العمل في إطار وطني متوازن يضمن الانتقال السلمي للسلطة، موضحاً أن الفترات الانتقالية تطيل عمر الأزمات وتفاقمه.

وشدد على ضرورة توظيف أي حوار نحو استكمال خارطة الطريق وإجراء الانتخابات، وفصل المال العام عن الصراع السياسي.

الأمن الغذائي العربي

بدوره، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، إن الأمة العربية تنتظر الفعل الناجز لمواجهة أزمة الغذاء.

وأكد جاهزية بلاده لتحقيق شعار السودان سلة غذاء العالم، مشيراً إلى أن السودان يظل منفتحا على تحقيق الأمن الغذائي العربي.

كذلك أشار إلى أن السودان يمر بمرحلة انتقالية استثنائية في تاريخه، مؤكداً الالتزام الكامل بتوفير المناخ الملائم للحوار الوطني.

وشدد على تشجيع الجهود التي تمهد الطريق لتشكيل حكومة كفاءات مدنية.

وعن اتفاق جوبا، أوضح أن الاتفاق أسهم في إنهاء النزاع المسلح بدارفور لكنه يواجه تحديات كبيرة.

وثمن دور المانحين الذين دعموا السودان أثناء محنة الفيضانات.

الميليشيات الحوثية

من جهته، شدد رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي على التمسك بالسلام عبر الموافقة على تمديد الهدنة في اليمن.

وقال العليمي إن الميليشيات الحوثية اختارت التصعيد بنحو غير مسبوق، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية ملتزمة بالهدنة رغم رفض الميليشيات الحوثية تمديدها.

وأضاف أن الميليشيات الحوثية رفضت فتح الطرق إلى تعز المحاصرة، واستهدفت موانئ حضرموت وشبوه وأوقفت صادراتها، وتهدد يوميا المنشآت الاقتصادية في عموم اليمن ودول الجوار.

التدخلات الخارجية

بدوره، قال ممثل ملك البحرين غب كلمته إن الأمة العربية تمر بتحديات تستوجب سرعة العمل، مشيراً إلى أن التدخلات الخارجية تفاقم الأزمات في الدول العربية.

وأضاف أن “حل القضية الفلسطينية أهم أهدافنا لتحقيق السلام بالمنطقة”، كما ثمن جهود السعودية المخلصة لتحقيق الاستقرار في اليمن.

يشار إلى أن العاصمة الجزائرية تستضيف القادة العرب في القمة الحادية والثلاثين تحت عنوان “لم الشمل” وهي الأولى التي تنعقد منذ ثلاث سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى