المسماري: فريق الإخونجية في حكومة السراج يرفض الحل السلمي في ليبيا

خبراء ليبيون يتوقعون ردود فعل إرهابية على اتفاق جنيف

قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، الأحد: إن بيان مجلس الدولة حكومة السراج يحمل رفضا ضمنيا لوقف النار، مشيرا إلى أن اتفاق جنيف واضح في مسألة خروج الأتراك والمرتزقة من ليبيا.

وأضاف المتحدث باسم الجيش الليبي أن الأمم المتحدة تدعم خروج المقاتلين الأجانب والأتراك من ليبيا، كما أن الأمم المتحدة تعرف أن فريق الإخونجية في حكومة السراج يرفض الحل السلمي.

كانت قناة ليبيا الأحرار الموالية لحكومة السراج ذكرت على تويتر نقلا عن بيان لمجلس الدولة أن المجلس يرحب باتفاق وقف النار وعودة الرحلات الجوية الداخلية ورفع القوة القاهرة عن حقول وموانئ نفطية.

وقال مجلس الدولة إن الاتفاق لا يشمل ما أبرمته حكومة السراج من اتفاقات مع النظام التركي.

وأضاف المجلس أن الاتفاق لا يعني الاعتراف “بشرعية القوة المعتدية”، ويشكك في نوايا الطرف الآخر وقدرته على الالتزام ببنوده.

كانت ممثلة الأمم المتحدة، ستيفاني وليامز، كشفت عبر الموقع الرسمي للمنظمة عن نية مجلس الأمن الدولي معاقبة كل من يعرقل الهدنة.

وأعلنت وليامز انطلاق المشاورات السياسية بين الفرقاء الليبيين الاثنين، مشيرة إلى أن اللقاء المباشر سيصادف يوم 9 نوفمبر/ تشرين الثاني في العاصمة التونسية.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه بين طرفي النزاع في ليبيا، الجمعة الماضي، في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، قوبل بترحيب وإشادة إقليمية ودولية باستثناء تركيا، التي قللت من أهميته وشككت في جدواه ومصداقيته، في خطوة فسرها مراقبون بأنها تعكس انزعاجا تركيا واضحا من الاتفاق الذي سيفرز خارطة جديدة في ليبيا تتعارض مع المخططات والمصالح التركية هناك.

ويتوقع خبراء ليبيون أن تكون هناك ردود فعل إرهابية على اتفاق اللجنة العسكرية الليبية، الذي تم الجمعة الماضي، في جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقال الخبراء في تصريحات منفصلة، أن اتفاق جنيف نزل كالصاعقة على التنظيمات الإرهابية الليبية المدعومة من تركيا وقطر، وهو ما قد يعكس نفسه في شكل عمليات إرهابية داخل طرابلس، إضافة إلى توقعات باستهداف المصالح الأميركية في تركيا.

 والجمعة تم توقيع اتفاق المسار العسكري الليبي 5+5 في جنيف متضمنا خروج قوات النظام التركي من ليبيا وسحب المرتزقة وتجميد اتفاقيات رئيس النظام التركي أردوغان المبرمة مع فايز السراج، إضافة إلى تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها، هذا إلى جانب تحويله إلى مجلس الأمن بشكل مباشر لإقراره دوليا وإلزام الأطراف الخارجية والداخلية باحترامه وعدم خرقه.

وكشفت مصادر من طرابلس أن العاصمة الليبية شهدت اجتماعا سريا مساء الجمعة، لقادة الميليشيات المسلحة في أعقاب الإعلان عن الاتفاق العسكري الليبي في جنيف.

وأفاد شهود عيان من المدينة بوجود تحركات للميليشيات المسلحة والمنظمات الإرهابية لإعادة التمركزات منذ الأربعاء الماضي بالقرب من المؤسسات الحيوية والوزارات.

يأتي ذلك بالتزامن مع تحذير أطلقته السفارة الأميركية في تركيا في بيان لها الجمعة، لرعاياها بتوخي الحذر من وقوع هجمات إرهابية وعمليات خطف.

وأفادت السفارة الأميركية في تركيا بتلقيها تقارير موثوقة بشأن هجمات “إرهابية” محتملة وعمليات خطف تستهدف الأميركيين في إسطنبول، وقررت على إثر ذلك تعليق كافة خدماتها للمواطنين الأميركيين وخدمة منح التأشيرات في بعثاتها بشكل مؤقت.

ومن ناحيته، حذر الناشط السياسي الليبي فرج الفائدي من ردة فعل الميلشيات والتنظيمات الإرهابية المستفيدة من تراكم الفوضى والأزمات.

وقال الفايدي: “إن هذه الميليشيات متنفذة جدا في إدارات حكومة السراج وترتبط بتنظيمات أنصار الشريعة وداعش والقاعدة المصنفة إرهابية”.

وأشار إلى “أنها (المليشيات) المتضرر الأكبر من اتفاق وقف إطلاق النار، أن تحول الاتفاق إلي قرار أممي سيفوت عليها فرصة تعطيله”.

وختتم الفايدي بالقول أنه لا يمكننا التنبؤ بحجم وقوة رد فعل الميليشيات التي ربما يصل لمراحل عنيفة جدا- حسب قوله.

ويقول عبدالحفيظ التاجوري مدير الشؤون العربية في وزارة الخارجية بالحكومة الليبية، إن التوجه المباشر باتفاق اللجنة العسكرية 5+5 إلي مجلس الأمن هو محاولة من اللجنة العسكرية والبعثة الأممية لتحاشي مصير الإتفاقات والتقاربات السياسية.

وأوضح التاجوري، أنها كانت تنتهي بسبب الضغط الداخلي من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية،إضافة إلى الضغط الخارجي من الدول الراعية للإرهاب مثل تركيا وقطر وهو ما كان ينتهي بهذه الاتفاقيات للتعطيل والفشل.

وأكد التاجوري أن تحويل إتفاق جنيف إلي قرار من مجلس الأمن سيتجاوز هذه الضغوط ويعطيه الشرعية الدولية.

وتفشل الميليشيات والتنظيمات الارهابية كل إتفاق أو تفاهم يدعو إلى إنهاء حالة الحرب وإعادة الاستقرار والأمن إلى ليبيا والبدء في إعادة البناء والتنمية.

وعطلت الميليشيات المسلحة اتفاقا رعته القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية والتي توصلت إلى اتفاق نهائي في عام 2018 بين الأطراف العسكرية الليبية بعد لقاءات على مدار عامين شارك فيها عسكريين من الجيش الوطني الليبي وعسكريين نظاميين منخرطين في صفوف فايز السراج.

وخلصت الاتفاقية إلى توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية وهو ما رأت الميليشيات أنها تهديدا لها.

وفي خطين متوازيين، شن تنظيم الإخونجية الإرهابي حملة إعلامية لتشويه الدور المصري بالتزامن مع تحريك الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في اتجاه الضغط على السراج وحكومته بحصار مبنى المجلس الرئاسي والوزارات والمؤسسات الحيوية بالعاصمة وهو ما أدى إلى تعطيل هذا الإتفاق.

في 28 فبراير 2019 رعت العاصمة الإماراتية أبو ظبي تفاهمات بين القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر من جانب، وحكومة السراج من الجانب الآخر.

وخلصت التفاهمات إلي إتفاق على إنهاء المرحلة الانتقالية، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال 6 أشهر من الاتفاق على أن يقوم  السراج بإجراء الترتيبات الأمنية في طرابلس وحل الميليشيات ونزع سلاحها مع استمرار قيام الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب.

لكن السراج لم يف بالتزامه وذلك بعد زيارة له إلى أنقرة بعد الاتفاق بيومين تبعتها تحركات لميليشيات تنظيم الإخونجية الإرهابي داخل العاصمة مع تعزيز صفوفها بعناصر إرهابية دولية وهو ما دفع الجيش الوطني الليبي للتحرك في 4 أبريل 2019 باتجاه طرابلس معلنا عملية طوفان الكرامة لتحرير إرادتها من الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.

فيما قامت أنقرة بضخ السلاح والطائرات المسيرة والمرتزقة والعناصر الإرهابية التي تمركزت داخل المناطق السكنية بطرابلس، مما أعاق إكمال مهمة الجيش الوطني في القضاء على الإرهاب حرصا على حياة المدنيين وتراجع إلى خارج العاصمة.

وأفشلت الميليشيات والتنظيمات الإرهابية إتفاق الصخيرات 2015 الذي منح بموجبه فايز السراج شرعية ( أمام الأمم المتحدة فقط دون موافقة البرلمان الليبي عليها 2015) والذي كان في صدارته تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها وتمهيد البلاد لوضع دستور دائم وإجراء انتخابات رئاسية خلال عام ونصف من توقيع الاتفاق مع امكانية مد المهلة 6 أشهر أخرى، وهو مالم يستطع السراج تنفيذه واختار الانضمام لصف الميليشيات المسلحة، المدعومة من قطر وتركيا ضمانا لاستمراره لأطول فترة ممكنة.

وفي عام 2014 انقلبت الميليشيات المسلحة والمنظمات الإرهابية على نتائج الانتخابات البرلمانية التي فشل تنظيم الإخونجية الإرهابي في الحصول على أكثر من 20 مقعدا فقط من مجموع 200 وذلك بعد أن كان يسيطر بالمشاركة مع المنظمات الإرهابية على نسبة كبيرة من مقاعد المؤتمر العام (2012 – 2014 ).

وأعلنت الميليشيات والتنظيمات الإرهابية ما أسمتها ( عملية فجر ليبيا ) وفيها قام الإرهابي المصنف دوليا صلاح بادي بتدمير مطار طرابلس وحرق عدد من الطائرات المدنية وحصار كافة المؤسسات في العاصمة الليبية حتى الآن تحت غطاء الحفاظ على مكتسبات الثورة.

 

 

 

الأوبزرفر العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى