المظاهرات المنددة بجرائم الإبادة الإسرائيلية تجوب عواصم العالم

الشرطة البريطانية تعتقل مئات المتظاهرين الداعمين للقضية الفلسطينية وحركة "فلسطين أكشن"

أعلنت شرطة العاصمة البريطانية لندن، عن اعتقال أكثر من 460 شخصاً في لندن خلال احتجاجات منددة بجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، دعماً لحركة “فلسطين أكشن” التي حظرتها الحكومة البريطانية، فيما احتشد ملايين المواطنيين في عدد من عواصم العالم بتظاهرات تندد بالإبادة وبخطة احتلال القطاع .

في يوليو/تموز، أدرجت الحكومة البريطانية حركة “فلسطين أكشن” على قائمة المنظمات الإرهابية، وأصبحت العضوية في الحركة أو دعمها جريمة جنائية يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاما. وكان التجمع في لندن جزءا من حملة شنتها منظمة “الدفاع عن هيئات المحلفين” المدافعة عن العدالة.

وتهدف هذه الحملة إلى استقطاب حشد جماهيري لدعم حركة فلسطين أكشن، في محاولة لتجاوز قدرة الشرطة والنظام القضائي على التصدي بفعالية لانتهاكات الحظر.

وتوقعت منظمة “الدفاع عن هيئات المحلفين”، أن يشارك في الاحتجاج ما لا يقل عن 500 شخص في لندن، نظرا لوجود حوالي 520 زنزانة حرة لدى شرطة العاصمة.

وكانت الشرطة قد أفرجت سابقا بكفالة عن المعتقلين في فعاليات مماثلة.

تهديدات الشرطة البريطانية

وفي وقت سابق، ذكرت الشرطة أن منظمي الاحتجاج يحاولون زيادة الضغط على نظام العدالة المثقل أصلا، وأكدت الشرطة أنها ستؤدي واجباتها وفقا للقانون وستعتقل أي شخص يعرب عن دعمه لحركة فلسطين.

ودعا دومينيك مورفي، رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، يوم الخميس، أنصار الحركة الراغبين في المشاركة في مسيرة السبت إلى “التفكير في العواقب الجنائية المحتملة لأفعالهم”.

وتم حظر حركة فلسطين بعد أن اقتحم ناشطون قاعدة بريز نورتون، أكبر قاعدة جوية ملكية بريطانية، في أوكسفوردشاير، وألحقوا أضرارا بطائرتي إيرباص فوياجر للتزود بالوقود باستخدام عتلة، ورشوا طلاء أحمر على توربيناتهما.

وقالوا إن هذا الإجراء جاء مدفوعا بالرحلات الجوية اليومية التي تقوم بها القوات الجوية الملكية البريطانية من قاعدة بريز نورتون إلى أكروتيري في قبرص، والتي تشارك في العمليات العسكرية في غزة.

وتأسست “فلسطين أكشن” عام 2020، وذاع صيتها من خلال الأنشطة التي نفذتها في بريطانيا بعد بدء إسرائيل ارتكاب الإبادة الجماعية بغزة.

مظاهرات حاشدة تطالب بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية

بالتزامن مع ذلك، شهدت مدن عربية وغربية مظاهرات حاشدة تطالب بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتندد بخطة احتلال القطاع.

وطالب المتظاهرون بإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين في القطاع المنكوب.

ففي مدينة طنجة (شمال المغرب) طالب آلاف المتظاهرين-مساء أمس السبت بالاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، منددين بجرائم التهجير والتجويع.

وردّد المتظاهرون شعارات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، منها “الشعب يريد تحرير فلسطين”، و”يا أحرار في كل مكان، لا صهيون ولا أميركان”، و”فلسطين تقاوم” وأدانوا عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة.

تجويع يسابق الرصاص

ونظم متظاهرون في مدينة أغادير(جنوب البلاد) وقفة احتجاجية دعما لفلسطين، تحت شعار “غزة.. تجويع يسابق الرصاص.. أميركا عدوة المسلمين وراعية الصهيونية”.

وشارك في التظاهرة عشرات الحقوقيين والمواطنين بدعوة من المبادرة المغربية للدعم والنصرة (غير حكومية).

ومن الشعارات التي رددها المحتجون “أبدا لن ننسى، فلسطين والأقصى”، و”يا للعار، غزة تدمر”، و”غزة تحت الحصار”.

وفي تونس، شارك مساء أمس في مظاهرة احتجاجية مئات النشطاء من “أسطول الصمود” وجمعية “أنصار فلسطين” أمام المسرح البلدي، وتجمعوا في مظاهرة احتجاجية واحدة رافعين شعارات تندد باستمرار الإبادة والحصار والتجويع في غزة.

“كن أملا لغزة”

كما شهدت مدينة إسطنبول التركية مسيرة بعنوان “كن أملا لغزة” شارك فيها آلاف المواطنين والأجانب.

ودعت للمسيرة “منصة دعم فلسطين” التي تضم 15 منظمة مدنية- بهدف لفت انتباه الرأي العام العالمي إلى جرائم الإبادة الإسرائيلية.

وردد المشاركون في المسيرة هتافات من قبيل “إسرائيل القاتلة، اخرجِي من فلسطين” و”أطفال غزة ينتظروننا”.

متظاهرون يطالبون فرض عقوبات صارمة ضد إسرائيل

كما شهدت أمستردام الهولندية مظاهرات حاشدة دعا المشاركون فيها الحكومة لاتخاذ إجراءات حازمة ضد إسرائيل، تشمل فرض عقوبات صارمة وقطع العلاقات السياسية والعسكرية، مؤكدين عزمهم مواصلة الاحتجاجات بالشوارع وأمام المؤسسات العسكرية حتى تحقيق مطالبهم.

وفي العاصمة السويدية، طالب متظاهرون بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة مندّدين باستمرار الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وعبّروا عن رفضهم القاطع لسياسة التجويع الممنهج ولخطة الحكومة الإسرائيلية احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه قسرا.

ودعا المتظاهرون الغرب إلى اتخاذ موقف حازم من إسرائيل، وفرض عقوبات جدية عليها لإجبارها على وقف جرائمها والقبول بدولة فلسطينية مكتملة السيادة.

وطالب المتظاهرون بملاحقة الضالعين في جريمة الإبادة من عسكريين وسياسيين إسرائيليين. ودعوا الشعوب الغربية لتكثيف جميع أشكال المقاطعة لإسرائيل وداعميها من شركات وأنظمة.

مقاطعة إسرائيل

وفي جنيف، تظاهر آلاف السويسريين وتجمعوا في “الحديقة الإنجليزية” ونظموا اعتصاما على الشارع الرئيسي المقابل للحديقة للتعبير عن رفضهم للتجويع وحرب الإبادة.

وتحولت المظاهرة إلى مسيرة جابت أحياء المدينة ساعات طويلة حاملين الأعلام الفلسطينية، ومرددين هتافات مناهضة لإسرائيل وداعمة لفلسطين بالإنجليزية والفرنسية والعربية.

كما قرع المشاركون الأواني الفارغة، في إشارة إلى التجويع والوفيات بسبب الجوع في غزة، ودعوا إلى مقاطعة إسرائيل، وانتقدوا الحكومة السويسرية “لتعاونها مع إسرائيل”.

وشهدت العاصمة الألمانية مظاهرة لمئات الأشخاص، ورفع المشاركون لافتات كتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية في قطاع غزة” و”الحرية لفلسطين” و”نحن ضد الإبادة” و”صمتكم يقتل”، و”أوقفوا تجويع غزة”.

كما احتشد متظاهرون في العاصمة النرويجية مطالبين بوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية للمجوعين في قطاع غزة.

كذلك في تشيلي، نظم المئات مظاهرة بعنوان “الأواني الفارغة” للتنديد بسياسة التجويع الإسرائيلية.

وترتكب إسرائيل مدعومة أمريكياً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة راح ضحيتها 61 ألفا و369 شهيدا و152 ألفا و862 مصابا فلسطينيا معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين..



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى