المفاوضات النووية مع إيران وصلت “مرحلة حاسمة”

أكد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، على تويتر الأربعاء، أن المفاوضات النووية في فيينا أصبحت قريبة من الوصول إلى اتفاق، فيما قالت الولايات المتحدة، الأربعاء، إن محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران وصلت إلى “مرحلة حاسمة”.

وكتب باقري: “بعد أسابيع من المحادثات المكثفة بتنا أقرب من أي وقت مضى للتوصول لاتفاق”، ولكنه حذر من أنه لن يكون هناك “اتفاق على شيء، ما لم يتم الاتفاق على كل شيء”.

بدوره، أكد مندوب روسيا في المنظمات الدولية بفيينا ميخائيل أوليانوف، الأربعاء، أن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات نهائية في محادثات فيينا حول الاتفاق النووي.

وقال أوليانوف عبر تويتر إنه “يتفق” مع كبير مفاوضي إيران في المحادثات علي باقري كني بأن التوصل لاتفاق بات أقرب من أي وقت مضى.

وأضاف “يجب أن يتحلى شركاؤنا في المفاوضات بالواقعية وحان الوقت ليتخذوا قرارات جادة”.

مرحلة حاسمة

من جانبها، قالت الولايات المتحدة، الأربعاء، إن محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران وصلت إلى “مرحلة حاسمة”، فيما قالت طهران إن المفاوضات أصبحت أقرب إلى الاتفاق من أي وقت مضى.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن الولايات المتحدة “في خضم المراحل النهائية” من المحادثات غير المباشرة مع إيران.

وأضاف برايس للصحافيين: “هذه في الحقيقة المرحلة الحاسمة التي سيكون عندها بمقدرونا تحديد ما إذا كانت العودة للامتثال بخطة العمل الشاملة المشتركة وشيكة أم لا”.

وتأتي هذه التصريحات تزامناً مع استئناف المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي الأسبوع الماضي في فيينا، بعد توقف دام عشرة أيام.

صفقة تعالج النقاط الأساسية

وفي نفس السياق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي في إفادة صحافية الأربعاء إن تركيز الولايات المتحدة منصب “على صفقة تعالج النقاط الأساسية التي تهم جميع الأطراف”.

وأشارت إلى أنه حال “لم يتم التوصل إلى الصفقة في الأسابيع المقبلة، كما قلنا سابقاً، فإن التقدم النووي الإيراني المستمر سيجعل من المستحيل علينا العودة إلى اتفاق عام 2015”.

وأوضحت أن الرئيس جو بايدن طلب من الفريق الأميركي “وضع مجموعة من الخيارات (بخلاف خطة العمل الشاملة المشتركة) حال الحاجة إلى النظر فيها”.

وترمي المحادثات الجارية في فيينا للتوصّل إلى اتفاق يعيد كلاً من واشنطن وطهران للالتزام ببنود خطة العمل الشاملة المشتركة، التي أبرمتها الدول الكبرى مع إيران في فيينا في 2015 لضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران.

أصبح “في متناول اليد”

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان حذر في وقت سابق الأربعاء من أنه إذا لم يتم التوصل في غضون بضعة “أيام” إلى اتفاق في فيينا، فإن العالم سيواجه “أزمة” انتشار نووي حادة.

وقال لودريان أمام مجلس الشيوخ الفرنسي إنه “كلما تقدّمنا أكثر، كلما زادت إيران من سرعة إجراءاتها النووية، وكلما قل اهتمام الأطراف بالانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015)، من هنا فنحن بلغنا اليوم نقطة التحول”، مؤكداً أن “الأمر ليس مسألة أسابيع إنما مسألة أيام”.

لكن الوزير الفرنسي شدّد في الوقت نفسه على أنّ التوصّل لاتفاق أصبح “في متناول اليد”، مشيراً إلى أن بقية الأطراف الموقّعة على الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، وكذلك الولايات المتحدة التي انسحبت منه في 2018) توصلت إلى “تفاهم” بشأن الاتفاق الواجب إبرامه في فيينا وكل ما يبقى الآن هو موافقة إيران عليه.

وقال “نحن بحاجة (الآن) إلى قرارات سياسية من جانب الإيرانيين”، مضيفاً:”أمامهم خيار واضح جداً: إما أن يتسبّبوا بأزمة حادّة في الأيام المقبلة، يمكننا الاستغناء عنها، أو أن يقبلوا بالاتفاق الذي يحترم مصالح جميع الأطراف، وبخاصة مصالح إيران”.

وقالت مصادر عدّة تتابع المحادثات لـ”فرانس برس” إن اليومين القادمين سيكونان حاسمين لتحديد ما إذا كان هناك سبيل لإحياء الاتفاق.

وبدأ الاتفاق يتداعى عام 2018، عندما انسحب منه الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران التي بدأت بعد ذلك في انتهاك القيود المفروضة على أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى