المقاومة الفلسطينية تؤكد شروطها لمفاوضات تبادل الأسرى

مصرع ثلاثة أسرى إسرائيليين ب"الخطأ" يثير موجة غضب في وجه نتنياهو

بعد اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل 3 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، اندلعت تظاهرات غاضبة في مدن إسرائيلية عدة، مساء السبت، وطالب المئات من المتظاهرين باستقالة رئيس حكومة اليمين الفاشي بنيامين نتنياهو، فيما أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن الحركة لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا بوقف الحرب وقبول شروط المقاومة الفلسطينية.

وفي تل أبيب شارك الآلاف في تظاهرات طالبت بالإسراع في التحرك للإفراج عن الأسرى في غزة، وهتف العديد منهم “يا للعار”، احتجاجاً على طريقة تعامل الحكومة مع ملف الأسرى، وفق ما أوردت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وفي نهاية المسيرة التي أقيمت مساء السبت في “ساحة الأسرى” بتل أبيب، سار المئات نحو منطقة كيرياه في وسط المدينة، حيث توجد القاعدة الرئيسية للجيش الإسرائيلي، وأكدوا أنهم باقون في المكان إلى أن تقدم حكومة الحرب خطة جديدة بشأن إطلاق سراح المحتجزين في غزة، بحسب ما ذكرت صحيفة “هآرتس”.

نتنياهو يأسف

وخلال مؤتمر صحافي، مساء السبت، عبر نتنياهو عن أسفه “لمأساة لا تحتمل”، وقال إنه لن يتم ادخار أي جهد عسكري أو سياسي لإعادة المحتجزين في غزة، معتبراً أن “الضغط العسكري ضروري لعودة الأسرى”، وأنه “دون هذا الضغط لما تم تحرير 110 محتجزين”، في إشارة إلى الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم بموجب اتفاق الهدنة مع حركة “حماس”.

وفي تعليقه على الأسرى الثلاثة الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة، قال نتنياهو إنه “لا يمكنك إرجاع الزمن إلى الوراء، وأي شخص شارك في ساحة المعركة يعرف أن المسافة بين النصر والكارثة هي شعرة”.

من جهته قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت إن سقوط المحتجزين الثلاثة جاء بسبب “أخطاء فادحة”، مؤكداً أنه “يتحمل مسؤولية كل شيء يحدث في هذه الحرب، الإنجازات والأخطاء”.

وخلال المؤتمر الصحافي لنتنياهو وجالانت، كانت شوارع إسرائيل مكتظة بالمتظاهرين، الذين عبروا عن الغضب والإحباط إزاء طريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع ملف الأسرى. وهتف الكثيرون: “الصفقة الآن”.

ظروف قتل الأسرى الثلاثة

وتحدث مسؤول إسرائيلي لوسائل الإعلام عن ظروف قتل الأسرى الثلاثة في غزة، وقال إن “أحد الجنود رصدهم عندما ظهروا. لم يكونوا يرتدون قمصان تي-شيرت وكانوا يحملون عصا، وفي جزئها الأعلى قطعة قماش بيضاء. شعر الجندي بتهديد، فأطلق النار (…) وقتل اثنان (من المحتجزين)”.

وتابع: “أصيب آخر على الفور، وهرع إلى المبنى”، موضحاً أن الجنود سمعوا بعد ذلك “استغاثة بالعبرية”.

وأضاف: “على الرغم من أن قائد الكتيبة أعطى أمراً بوقف إطلاق النار، فتح الجنود النار مجدداً ما أدى إلى قتل الشخص الثالث”، مشيراً إلى أن الواقعة “تتعارض مع قواعد الاشتباك الخاصة بنا”.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هجاري، إن الجيش يعتقد أن الثلاثة “إما هربوا، وإما تُرِكُوا من قبل الذين احتجزوهم”، متعهداً بإجراء “تحقيق شفاف” في شأنهم.

مفاوضات تبادل الأسرى

جاءت تصريحات نتنياهو بعدما ذكر مصدر مطلع لوكالة “رويترز”، أن رئيس الموساد دافيد برنيع التقى مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أوروبا في وقت متأخر من مساء الجمعة، مع تحول الاهتمام إلى هدنة جديدة محتملة في غزة واتفاق لتبادل المحتجزين.

وتهرب نتنياهو خلال المؤتمر الصحافي من الرد على سؤال حول الاجتماع، قائلاً إنه “لن يكشف معلومات لحماس”.

وأضاف أن إسرائيل “تلقت طلبات لوقف إطلاق النار وسحب القوات خلال المحادثات بشأن غزة لكنها لن تفعل ذلك”.

شروط المقاومة

من جانبه، قال أسامة حمدان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن الحركة لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا بوقف الحرب وقبول شروط المقاومة.

وأكد حمدان، خلال مؤتمر صحفي من بيروت، أن قيادة إسرائيل السياسية والعسكرية تزج بقواتها إلى غزة وهي تعرف أنها لن تنتصر، وأن نتنياهو وقادة جيشه لا يأبهون لحياة جنودهم وضباطهم.

وأضاف أن رواية إسرائيل عن مقتل المحتجزين الثلاثة على يد قواتها “تدل على أنهم ينتقلون من فشل إلى فشل في غزة”، حسب تعبيره.

وعرض حمدان فيديو لعمليات القصف التي قتل فيها جيش الاحتلال عددا من الأسرى والمحتجزين في غزة. وجدد التأكيد على أن استعادة الأسرى الإسرائيليين أحياء “لن يكون إلا بوقف العدوان والدخول في صفقة تفاوض بشروط المقاومة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى